Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إشكالية الإسلام المعصوم والإسلامي الغير معصوم

الإسلام الحركة الإسلامية مطالبة اليوم وبقوة ودون إبطاء بتجديد خطابها وتطويره وتحديثه بما لا يصطدم ثوابت الإسلام.. مستخدمة الجزء المرن في الإسلام لاستلهام الوسائل والأساليب الحديثة لإقامة دولة عصرية حديثة.. كما استلهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكرة الخندق من الفرس عبر الصحابي الجليل سلمان الفارسي .. وكما استلهم عمر بن الخطاب فكرة الدواوين "أي الوزارات" من الفرس أيضا.

وكما استلهم أيضا ً فكرة الاحتراف العسكري من الفرس والروم.. فلم يكن علي أيام الرسول (صلي الله عليه وسلم) جيش ثابت متفرغ للحرب.

وكان الصحابة رضوان الله عليهم يدعون للقتال في أوقات الحرب فقط ثم يعودون إلي أعمالهم التجارية أو الزراعية بعد ذلك إن الحركة الإسلامية تحتاج الآن أكثر من ذي قبل إلي جراحات التجديد والتصحيح والنقد الذاتي والتطوير الذاتي .. لأنها من أهم الأدوات التي تحافظ علي حيوية وشباب الحركة الإسلامية.

ويمكنني أن أوجز بعض القواعد التي تحتاج إليها الحركة الإسلامية الآن:

1- التفريق بقوة وحسم ودون تردد بين الإسلام المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبين الحركة الإسلامية الغير معصومة .. والتي تخطأ وتصيب .

2- التفريق بين الإسلام المعصوم والحكم الإسلامي الغير معصوم .. فالأول منزل من عند الله والثاني قد يختلط فيه العدل مع الظلم .. والخير مع الشر .. والحق مع الهوى.. وقد تكتنفه الشهوة مع الفضيلة .. والمعصية مع الطاعة .. وقد حكم بالإسلام الأمويون والعباسيون والأيوبيون والمرابطون والموحدون وشابت هذا الحكم لحظات الضعف والقوة .. والرشد والطيش .. والشريعة مع الهوى.. وما يرضي الله وما يسخطه .

3- التفريق بحزم وحسم بين الإسلام المعصوم والإسلامي الغير معصوم .. وعدم الدفاع بالحق والباطل عن الإسلامي إذا أخطأ بحجة الدفاع عن الإسلام نفسه .. وقبول الإسلامي النقد من الآخرين إذا أخطأ ما دام هذا النقد صادقا ً ومهذبا ً .. وعلي الإسلامي ألا يطعن في دين وأخلاق من ينتقده أو يفسقه أو يكفره أو يزعم أنه عدو للإسلام .

وعلي خصوم الإسلاميين أيضا ً ألا يقفزوا فجأة من نقدهم للإسلامي أو الحركة الإسلامية أو الحكم الإسلامي الغير معصوم إلي نقد الإسلام المعصوم .

وإذا التزم كل فريق بهذه الضوابط سيتم تصحيح المسيرة الإسلامية باستمرار دون تجريح أو إهانة من هؤلاء .. ودون تكفير أو تفسيق أو تبديع من الطرف الآخر .

وعلي الإسلامي ألا يشيطن مخالفيه أو يعتبر كل من ينتقده حليفا ً للشيطان وعدوا ً للرحمن .. وعلي خصوم الإسلاميين جميعا ً ألا يشيطنوا الإسلاميين جميعا ً لخطأ وقع فيه أحدهم .. ولا يعمموا الأحكام عليهم .. وألا يتخذوا من خطأ البعض ذريعة لهدم الفكرة الإسلامية برمتها أو عدم صلاحيتها للقيادة والريادة في مجتمعاتها .. أو أن الحضارة الإسلامية لا تصلح للتعامل مع الآخر في مجتمعاتها .

4- التفريق بين الإسلام المعصوم والفكر الإسلامي الغير معصوم .. لأن الفكر هو نتاج عملية ذهنية بشرية غير معصومة من الخطأ .. والفكر الإسلامي هنا هو ما سوي ثوابت الإسلام المجمع علي صحتها .

وقد يأتي الخطأ في الفكر الإسلامي نتيجة الخطأ في قراءة الدليل الشرعي أو إدراك غايته أو الغوص في روحه ومعانيه الدقيقة .. أو الأخذ بظاهر الدليل كما يفعل البعض .. أو الخطأ في قراءة الواقع المجتمعي الذي سينزل عليه هذا الدليل الشرعي .. أو في حساب المصالح والمفاسد .

ولذلك لا قدسية للفكر البشري حتى وإن كان إسلاميا ً.. أما القدسية فهي للكتاب والسنة الصحيحة وأحكام الإسلام القطعية وأركانه الأساسية التي أجمعت عليها الأمة .
إسلامنا | المصدر: الوطن | تاريخ النشر : الاثنين 25 يونيو 2012
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com