Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مصر والاحتلال الصهيوني يدمران ترابط الرفحين

مصر والاحتلال الصهيوني عندما تدوي التفجيرات في رفح المصرية تهتز أرضية منزل الفلسطيني أحمد قشطه ويشعر أن زلزلا ضرب المكان.

وعاد مناخ الخوف يتسلل من جديد إلى منزل قشطه الذي يخشى انهياره بفعل عمليات التفجير التي ينفذها الجيش المصري على بعد عشرات الأمتار من منزله الكائن خلف الحدود.

ومنزل قشطه شيد في منتصف العقد السابع من القرن الماضي ولا يبعد عن الشريط الحدود سوى 70 مترا.

وكانت آلة الحرب الصهيونية دمرت قبل انسحابها من قطاع غزة معظم المنازل من حوله، لكن مالكه ظل صامدا وأعاد ترميمه حتى يظل قريبا من عائلته التي شطرتها الحدود إلى نصفين.

وفي رفح المصرية، فجر الجيش المصري الأسبوع الماضي منزل شقيقه إياد الذي يتوارى عن الأنظار هربا من الاعتقال وبطش السلطات الأمنية.

وشرع الجيش مع حلول الذكرى الثالثة لثورة يناير بعمليات تفجير وتدمير للمنازل والحقول المتاخمة لغزة قرب بوابة صلاح الدين الشهيرة.

ولا تتوقف الحفارات عن تسوية المنازل التي جرى تفجيرها بالأرض، وكثير من السكان في الجهة الفلسطينية يلتقطون الصور ومقاطع الفيديو لتلك الأعمال التي أصبحت اعتيادية بالنسبة للجيش المصري.

ويقول سكان مصريون إن المخابرات الحربية تدهم بشكل منظم المنازل وتجرى عمليات بحث بواسطة أجهزة متطورة عن فوهات أنفاق، وكل من تجد عنده فوهة نفق تعتقله وتشرع بتفجير منزله وتشريد عائلته.

ويوضح الناشط السيناوي خليل موسى أن الجيش دمر سبعة منازل خلال الأسبوع الماضي لأنه اكتشف نفقين في محيطهما.

ودفع الجيش بقوات كبيرة على الحدود مطلع هذا العام. وتدوي أصوات اشتباكات ليلا على طول الحدود مع غزة. وتمر شهب حمراء من فوق منزل قشطه الذي يقطنه تسعه أفراد.

ويقول قشطة (45 عاما) حانقا: "التفجيرات تهز المنزل والاشتباكات تزيد الخوف لدى أفراد أسرتي، والرصاص الطائش قد يصيب أيا منا في أي لحظة".

ويوضح أن معاناته مع الحدود متجددة كل عام بدءا من سنوات الاشتباك المباشر بين المقاومة والاحتلال مرورا بالغارات الصهيونية المدمرة إبان حربي غزة في العام 2008-2009 و 2012 إضافة إلى عمليات الجيش المصري التي لا تتوقف.

ويضيف قشطة لـ"الرسالة نت": "بعد أن قسم السلك منزل والدي وأصبحت أعيش في فلسطين وأشقائي في مصر، أصبحت الحياة بلا معنى ..".

ووفرت شبكة الأنفاق التي شيدت مع تشديد الحصار على غزة الفرصة للقاء مع شقيقة والنوم في حجرة والده الذي توفى بعد سنوات من وضع السلك الشائك.

وكان السكان يتواصلون من جانبي هذا السلك ومن شرف المنازل التي تحولت إلى أثر بعد عين خلال السنوات الأخيرة.

ويمتلك والد قشطه تراخيص لمنزلين أحدهما في رفح المصرية والآخر في قرينتها الفلسطينية موثقة في بلدية رفح.

وفي أرشيف البلدية هناك رخص كثيرة لمنازل في سيناء، لكن معظمها داسته آلة الحرب الإسرائيلية والحفارات والقنابل المصرية.

ويقول رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان إن تلك الوثائق تدلل بما لا يدع مجال للشك ترابط المدينتين ودور المحتل في التقسيم وبتر العائلات.

ويوضح أبو رضوان لـ"الرسالة نت" أن حالة الرفحين تبين لكل المحرضين على غزة كيف كانت حياة الفلسطيني والمصري الدافئة منذ عقود طويلة.

لكن حين وقعت اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1979 التي نصت على إقامة سلك شائك يقسم رفح، أصبحت تلك الرخص بلا قيمه.

وفي الخامس والعشرين من أبريل عام 1982 أقيم السلك الشائك ، ويستذكر قشطه أنه كان يزور عائلته في مصر من خلال تصريح زيارة عبر بوابة صلاح الدين، لكنه أشار إلى أن الأمر لم يستمر طويلا لأن البوابة أغلقت مع تشغيل معبر رفح البري واصبحت الزيارة تحتاج إلى جواز سفر ومعاناة وتكاليف باهظة.
سياسة | المصدر: الرسالة نت | تاريخ النشر : الأحد 02 فبراير 2014
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com