Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حماس تدين اتهامات قادة الانقلاب بمصر

حماس أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بياناً لها اتهامات نظام الانقلاب في مصر لها بالتورط في عمليات تخريب. وهذا نص البيان:
إن السلطات المصرية صعدت هجماتها على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأيام القليلة الماضية، حيث أقدمت على هدم وتدمير مجموعة من الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، واتهمت الرئيس محمد مرسي ومجموعة من قيادات جماعة الإخوان المسلمين بـ"التخابر مع حماس".
أسلوب السلطة المصرية هذا في التعاطي مع حماس هو أسلوب قديم، اعتُمد منذ شهر يوليو الماضي، حين أُقصي الرئيس مرسي، وتحركت الماكينة الإعلامية – الأمنية ضدّ حماس كجزء من ضرورات تسلّم السلطة في مصر بالطريقة التي تمّت بها.
واعتادت حركة حماس على هذه التهم، وتعاملت معها بكل حكمة وعقلانية، فرفضتها بالكامل، وقدّمت الأدلة على بطلانها، رغم كل المرارة والألم من هذه الممارسات.
اليوم، أخذت اتهامات السلطة المصرية لحماس طابعاً جديداً، إذ بعد التفجير الذي استهدف مبنى الأمن في الدقهلية وأوقع عشرات الضحايا، خرجت أصوات في مصر تتهم حماس، وقالت مصادر مصرية إنها اعتقلت شخصاً ينتمي لحماس وهو يعمل على تنفيذ تفجيرات.
إن اتهام حركة حماس بتفجيرات في مصر والحديث عن اعتقال شخص، والادعاء بأنه ينتمي لحماس في هذا الوقت يستحق التوقّف عنده، وقراءة وقائعه وأبعاده.
وهنا نسجّل الملاحظات التالية:
أولاً: إن السلطة في مصر قرّرت إجراء استفتاء شعبي على الدستور بداية العام القادم، وإنها بحاجة ماسة لرفع مستوى المشاركة الشعبية في الاستفتاء، وللحصول على نسبة تأييد مقبول من المشاركين، وإن المزاج الشعبي المصري يتجه للمقاطعة، وهو في معظمه يعارض الدستور المقترح في ظلّ اتساع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية، التي تكتسح المدن والجامعات.
وإن السلطة المصرية وجدت أن أفضل وسيلة لإعادة الإمساك بالشارع وشدّ عصب المصريين نحو السلطة الحاكمة ودستورها يكون في اتهام جهات خارجية بضرب الأمن والاستقرار ونشر العنف في المجتمع المصري.
ثانياً: إن قيام السلطات المصرية باعتقال شخص واتهامه بأنه ينتمي لحركة حماس وأنه يعتزم تفجير أهداف في مصر بعد ساعات من تفجير الدقهلية يطرح علامة سؤال حول مصداقية هذا الادعاء وتوقيته، ويظهر نية السلطات المصرية في إحداث نوع من التأثير النفسي والسلوكي عند المصريين لربط انفجار الدقهلية بعامل مصري داخلي هو "الإخوان المسلمون"، وعامل خارجي هو الفلسطينيين، وعامل إخواني حمساوي مشترك.
ثالثاً: إن اتهام حركة حماس بالتورط في أي تفجير في مصر أو أي عمل تخريبي، هو اتهام باطل.
في المبدأ السياسي الأخلاقي العام: إن حركة حماس تقدّر مصر وشعبها ودورها، وتدرك وزنها السياسي في المنطقة، وهي (حماس) لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولا تقف مع محور ضدّ آخر، وهي حريصة على استقرار وأمن المجتمعات العربية خاصة تلك المحيطة بفلسطين، وهي تقاتل الاحتلال ولا تقاتل أي طرف عربي.
في المصلحة السياسية:
ليس من مصلحة حماس اليوم، كما هو في الأمس، الدخول في صراع مع السلطة الحاكمة في مصر، يستوي في ذلك سلطة مبارك أو سلطة مرسي أو سلطة السيسي.
لأن صراع حماس فقط مع الاحتلال، ولأن أي صراع مع أي جهة أخرى سيبعدها عن صراعها الأساسي ويحرف بندقيتها، ويضعفها، وهو صراع غير منتج، وليس له أي مردود سياسي أو شعبي، ولا وزن استراتيجي له في معادلة المنطقة.
فأي مصلحة لحماس في تفجير مقرّ أمني في مدينة الدقهلية فجر الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر 2013، وقطاع غزة محاصر بالكامل، ومياه الأمطار تغمر شوارع القطاع، وحماس في كل لحظة أمام مواجهة عسكرية مع الاحتلال، مثل التي حصلت يوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر 2013 مساء، وأسفرت عن استشهاد الطفلة حلا أبو سبيخة، بعد قصف إسرائيلي على القطاع.
وأي مصلحة سياسية عند حركة حماس اليوم، تدفعها للصدام مع السلطة في مصر ولمعاداة الشعب المصري، وهي تنظر بخطورة إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الجارية منذ ستة أشهر، والتي يبدو أنها ستصل حكماً إلى توقيع اتفاق إطار جديد، لا يتضمن أياً من الحقوق الفلسطينية، ويعطي الاحتلال مكاسب ضخمة.
وأي مصلحة سياسية لحماس اليوم أن تعادي مصر وشعبها وجيشها وإعلامها وأجهزتها الأمنية في ظل استمرار الأزمات السياسية والأمنية والاجتماعية داخل معظم المجتمعات العربية، وارتفاع حدة التوتر الطائفي وانتقال الفتنة من مكان لآخر.
وأي مصلحة سياسية لحماس تدفعها للتخريب داخل المجتمع المصري وهي ترى اتساع نطاق الحوار الأميركي مع أكثر من دولة إقليمية لتسوية ملفات حساسة، وإجراء تفاهمات على أكثر من قضية.
وهذه التفاهمات ستشمل القضية الفلسطينية، ولها علاقة بمستقبل المنطقة وقضاياها، وشكل الحكم فيها، ومستوى العلاقات والتوازنات والمصالح. فكيف تخاطر حماس اليوم بأعمال هنا أو هناك والمنطقة تتغير ويعاد بناؤها.
إن اتهام حركة حماس بأي عمل تخريبي في مصر هو اتهام باطل لا أساس له من الصحة، وهو خارج عن نطاق المصلحة والأخلاق والقيم التي تعتمدها حماس، وهو يضرّ بفلسطين وقضيتها أكثر مما يضرّ بمصر وشعبها.
وهذه الاتهامات التي تفتقد للمصداقية دائماً هي لاستحضار عدو خارجي وهمي، ومحاولة لإظهار أن هناك مؤامرة خارجية وأعمال تخريبية، وذلك بهدف إنقاذ الذات وصرف الانتباه عن المشكلة الحقيقية، ومحاولة غسل أدمغة المصريين والتأثير في سلوكهم وقرارهم.
المشكلة ليست عند حماس، بل عند أطراف أخرى، كانت ولا تزال معروفة بارتباطها وأهدافها. ومشكلة حماس اليوم هي مشكلة فلسطين والفلسطينيين، الذين علّق النظام العربي عليهم كل جرائمه. والتاريخ القريب يشهد.
سياسة | المصدر: حركة المقاومة الإسلامية حماس | تاريخ النشر : الجمعة 27 ديسمبر 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com