Akhbar Alsabah اخبار الصباح

عودة المهرج باسم يوسف بامر من العسكر

باسم يوسف اعتمد الانقلابيون على باسم يوسف كقوة إعلامية حتى 30 يونيو. وبعد الانقلاب العسكري، ظن السيسي أن برنامج "البرنامج" لم يعد له داع بعد إنجاز المهمة المطلوبة ونجاح الانقلاب (من وجهة نظر الانقلابيين بالطبع)، وكان التركيز الضروري في هذه المرحلة على إحكام القبضة الأمنية.

استحضار باسم إلى المشهد الآن يعني ببساطة أن التعامل الأمني يعاني فشلا في مواجهة فئات مختلفة من الشعب (الألتراس – طلاب الجامعات وخصوصا الأزهر – المسيرات اليومية والأسبوعية)، ويؤكد أن حياة الانقلاب الوليد في خطر وأنها تحتاج إلى "حضَّانة" إعلامية عاجلة، وهو يعد تقهقرا أو انسحابا باللغة العسكرية إلى الوراء. الأمر يشبه أن تطلق رصاصة على رجل بغرض قتله. إذا أخرجت سلاحك من "جرابك" مجددا فأنت تعترف ببساطة بأن القتيل لا يزال حيا وأنك فشلت في الإجهاز عليه من المرة الأولى.

ثانيا: الرافضون للانقلاب هم في الواقع إما أهالي معتقلين أو مصابين أو شهداء (نحسبهم كذلك) وإما أناس لديهم من الوعي لإدراك أن ما يحدث هو عسكرة وانقلاب على الشرعية، وتلك فئة لا يستطيع برنامج كبرنامج باسم استقطابها إلى معسكر مؤيدي الانقلاب، ومن ثم فإن الغرض من إعادة باسم يوسف ليس تشويه محمد مرسي في عين الانقلابيين وإنما حماية عدد مؤيدي الانقلاب من التناقص. باختصار: تكتيك دفاعي وليس تطويرا للهجوم. الخطأ الأول الذي وقع فيه السيسي بإعادة باسم يوسف هو أن البرنامج مهما استطاع تشويه مرسي فإنه لن يتمكن من إقناع الناس بالسيسي في ظل ارتفاع الأسعار المطرد وسوء الأحوال المعيشية. الخطأ الثاني: هو أن السيسي لم يغير استراتيجيته الفاشلة التي تعتمد على استحضار تجارب سابقة في ظروف مغايرة، فقد نقل السيسي من كتاب عبد الناصر في انقلاب 54 ولم تكن النتيجة واحدة، وها هو يكرر الفشل باستحضار تجربة ما قبل ثلاثين يونيو ويتوقع نفس النتيجة، وهذا هو تعريف الغباء. الخطأ الثالث أن زيادة جرعات السخرية من مرسي والإخوان ستولد سخرية مقابلة تلقائية في ذهن الشارع الذي لا يجد اختلافا بين ما يأخذه باسم على مرسي وبين ما يفعله السيسي. فالشعب المصري يتساءل في هذه الحالة بالعامية البسيطة: يعني هو السيسي اللي عِدِل؟! الخطأ الرابع: أن مادة برنامج باسم يوسف تعتمد في الغالب على تصيد زلات التيار الإسلامي التي تظهر في الإعلام. والتيار الإسلامي الآن بات ممنوعا من الظهور بكافة البرامج التليفزيونية باستثناء الجزيرة وبالتالي فباسم يواجه أزمة في "الإعداد". الخطأ الخامس: أن الناس في الحقيقة لا يتقبلون فكرة الإجهاز إلى جريح والسخرية من معتقل ويمكنك أن تلحظ ذلك من حديث الشارع فرافضو الانقلاب لم يعودوا يتكلمون عن صفوت حجازي أو البلتاجي بنفس الشدة التي كانوا يتكلمون بها عنهما قبل اعتقالهما. لا شك أن عودة باسم يوسف إلى الظهور مؤشر جيد على ترنح هذا الانقلاب.
سياسة | المصدر: حسام عبد العزيز | تاريخ النشر : السبت 26 اكتوبر 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com