الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد، "وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)". سورة الشورى.
فإن جبهة علماء ضد الانقلاب التي تضم خيرة علماء مصر (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمصر، الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، رابطة علماء أهل السنة، جبهة علماء الأزهر، وغيرها من الروابط والاتحادات) ما زالت تتابع عن كثب ما يجري في مصر، وتشارك بعلمائها وقادتها في الميادين، بعدما غيب الانقلاب الغاشم أبرز قادتها في سجونه ومعتقلاته، وما زال يطارد الباقين.
وإذ تتابع الجبهة ما يجري فإنها تود أن تتوجه بالتحية البالغة لكل من:
1. الشعب المصري بكل أطيافه على صموده الأسطوري الذي فاق كل التوقعات بما أبهر العالم، لا سيما بعد كل ما وقع من قتل وحرق ومصادرة، وهتك للحرمات، وتخريب للبيوت والمؤسسات.
2. تحيي الجبهة الصمود المبهر والتواصل الرائع لأهالي (دلجا – كرداسة – ناهيا – العياط) الذين أثبتوا رجولتهم وصدق انتماءهم لمصر بعد كل ما جرى من انتهاكات لحرمات البيوت والشيوخ والنساء والأطفال على يد بلطجية السيسي ومرتزقة محمد إبراهيم.
3. تحيي جبهة علماء ضد الانقلاب الإضافة المقدرة التي أضافها طلاب الجامعات المصرية للحراك الثوري الذي كان متوقعا منهم؛ حيث إن الحركة الطلابية جزء أساس من الحراك السياسي والاجتماعي في مصر على مر العصور، ولم يمنعهم من الصمود والاستمرار اعتقال بعض زملائهم من طلاب الجامعات ومحاصرة آخرين.
4. كما أن الجبهة تثمِّن حركة طلاب المدارس، ولعله أول مشهد في تاريخ مصر: أن يخرج تلاميذ المدارس (أبناء العشر سنوات والخمس عشرة سنة) في مسيرات داخل وخارج مدارسهم، فلم يرهبهم إحضار العسكر داخل الفصول، ولا اعتقال البعض منعهم؛ حيث فاق إجمالي ما اعتقل من تلاميذ المدارس (150) تلميذا وتلميذة بحسب جهات حقوقية، بل رفعوا شعار "رابعة" في تحدٍّ واضح وشجاع لأغاني السيسي "تسلم الأيادي" في طوابير الصباح، والتي وضعوها مكان النشيد الوطني، في محاولة لقهر التلاميذ وحملهم على الرضا بالأمر الواقع!
وتهيب جبهة علماء ضد الانقلاب بجموع الشعب المصري في كل محافظاته وبجميع أطيافه أن يجعلوا أيام (4-6 أكتوبر) الموافقة أيام الجمعة والسبت والأحد القادمة، أيام نزول حاشد وهادر للشعب المصري للإجهاز وإنهاء الانقلاب العسكري الدموي الغاشم الذي ارتكب كل جرائم الحرب ضد الإنسانية، وأوقع البلاد والعباد في نفق مظلم لن نخرج منه إلا إذا كنا يدا واحدة ضد ممارسات الانقلاب الدموي ونتائج هذه الممارسات، ومنها:
1. إغلاق القنوات ومصادرة الحريات.
2. حجب الحقائق عن جموع الشعب المصري، وممارسة التدليس والكذب.
3. الاستمرار في القمع ومحاصرة القرى والنجوع.
4. الانتهاكات الإنسانية المستمرة لآدمية الشعب المصري.
5. توسيع دائرة الاعتقالات والمداهمات التي تتضاعف يوما بعد يوم.
6. الغلاء الفاحش للأسعار الذي أصبح يمثل حملا وعبئا ثقيلين على البسطاء من أبناء الشعب.
إن جبهة علماء ضد الانقلاب وهي تهيب بجموع الشعب المصري أن يكون صموده مستمرا، ونزوله مزلزلا وهادرا أيام 4- 6 أكتوبر، لترجو الله تعالى أن تكون أيام كسر حقيقي للانقلاب، وأن ينتصر فيه أبناء الشعب للحرية، ولدماء الشهداء، ولاستقلال مصر، والحفاظ على إرادة الأمة.
"وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40). سورة الحج.
المكتب التنفيذي لجبهة علماء ضد الانقلاب
القاهرة في 26 ذو القعدة 1434هـ الموافق 2 أكتوبر 2013م.