Akhbar Alsabah اخبار الصباح

سلطان: نعتذر عن أخطاء في الاجتهاد السياسي

صلاح الدين سلطان نكتب بكل شجاعة " والشجاع من انتصف من نفسه " إعذارا إلى الله تعالى، واعتذارا إلى شعبنا المصري عن أخطاء في الاجتهاد السياسي، لا القصد الجنائي – لا قدر الله - ضد مصرنا؛ لأننا جزء منكم، ونتعبد لله بحب وخدمة ترابها وشعبها كما قال الشاعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام

ونحن نعتذر عن أخطاء في الاجتهاد السياسي في أمور أهمها ما يلي:

1 ـ قبولنا – كما فعل الكثير – الحوار مع عمر سليمان والمجلس العسكري لقيادة مصر فترة مؤقتة، أملا في التدرج في الإصلاح والتغيير، وندرك الآن أن المسار الثوري باستمرار الحشد الشعبي في الميادين كان أنفع لتحقيق مقاصد ثورة 25 يناير.

2 ـ قبولنا الاستمرار في تحمل المسئولية في هذا الوقت العصيب رغم العرض والرفض من الكثير من شركاء الثورة أو الوطنيين المستقلين، مع استمرار قوى الفلول والمنتفعين والمتخوفين من العدالة في هدم أي مشروع إصلاحي، وكان يجب مصارحة ومشاركة الشعب المصري كله ليحمل معنا أعباء المعوقات والمؤمرات.

3 ـ تقديم التحاور الإصلاحي على العلاج الثوري الناجع مع قوى التآمر التي ظلت تعمل جاهدة لإفشال المسار الديمقراطي، والمكتسبات الثورية، والصناديق الانتخابية، وخاصة الحملات الإعلامية التي شيطنت الثورة وفرقت وحدتها، وخوّنت قادتها، وهيأت للانقلاب العسكري الدموي، والاحتقان والتمزق الشعبي.

4 ـ عدم الاستيعاب الكافي لقطاعين عظيمين الشباب والنساء، وقد كانوا ولا يزالون الوقود الأول والأقوى في ثورة يناير وما بعدها حتى اليوم، مما دفع كثيرا من المخلصين منهما أن يبحثوا عن منافذ وآفاق أخرى لتحقيق آمالهم، فشاركوا فيما لم يحسبوا مآله على مصرنا، مما يأسى له كل محب لمصر وأهلها الآن.

ونفتح قلوبنا قبل أبوابنا لكل القوى الوطنية أن نتحاور معا - خاصة الشباب والنساء - لرسم معالم مرحلة جديدة لاستكمال مقاصد ومكتسبات ثورتنا الكبرى 25 يناير، واستعادة الشرعية بأركانها جميعا.

ومهما قيل في تفسير هذا الاعتذار فتقدير مصلحة مصرنا فوق تكدير وتشويه سمعتنا، فلسنا نقوم بذلك ضعفا أو وَهَنا مما أصابنا فنحن نحتسب تضحياتنا قبل وبعد الثورة عند الله الحسيب الرقيب سبحانه وتعالى، ثم فداء لبناء مصرنا المستقلة الحديثة، لينعم أهلنا بالعيش الكريم، والعدالة الاجتماعية، والنهضة الحضارية.

أكتب لكم هذه الكلمات – بشكل شخصي – من باب الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"..... ويسعى بذمتهم أدناهم" وقد عشت طول اعتصام رابعة داخل الميدان، بين خيرة أبناء مصر من العلماء والرجال والنساء، والشباب والفتيات، ووافقني الكثير من هؤلاء على هذه المعاني، وكدنا أن نرفعها للنقاش في التحالف الوطني وجماعة الإخوان لولا مجزرة رابعة، ومضى شهر على المأساة ولا يزال همي على بلدي وأهلي شاغلي بالليل والنهار وهذه رسالتي، أرجو أن يتقبلها الجميع بقبول حسن، وهي مني لأهلي المصريين، بكل تياراتهم وأديانهم بلا استثناء، كما أرجو أن تناقش في قيادة التحالف والإخوان، والقوى الوطنية الراغبة في إنقاذ مصر، وتخرج في معناها وفحواها – مع الحق في التعديل والتبديل – إلى شعبنا المصري العظيم، (رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) الكهف: من الآية10.

والله من وراء القصد، وهو نعم المولى ونعم النصير

أ.د. صلاح الدين سلطان
أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة
سياسة | المصدر: د. صلاح الدين سلطان | تاريخ النشر : الأربعاء 18 سبتمبر 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com