مصر عادت أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك

قالت صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أن النظام القمعي الذي تعمل الحكومة المصرية الحالية المدعومة من قبل الجيش على توسيعه يوما بعد يوم قد يصبح في نهاية المطاف أسوأ من ذلك الذي أقامه الديكتاتور المخلوع حسني مبارك.

وأضافت أن الجنرالات في مصر والحكومة المدنية التي عينها العسكر إستغلوا إنشغال العالم بالأزمة السورية وقاموا بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لشهرين إضافيين. واعتبرت الصحيفة أن توسيع حملة الإعتقالات التي أطلقها النظام الجديد في أعقاب الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، لتشمل كل المعارضين وليس فقط جماعة الإخوان المسلمين، يحمل تحذير مخيف من أن لا أحد في مصر سيشعر بالأمان إذا جرؤ على تحدي السلطة. وأوضحت الصحيفة في إفتتاحيتها أن مصر اليوم ليست ما كان يحلم به آلاف المصريين الذين خاطروا بحياتهم في عام 2011 للإطاحة بمبارك والمطالبة بالحرية والديموقراطية وفرص العمل والتعليم.

وحذرت من أن القمع والتعصب سيقود البلاد نحو المزيد من الإضطراب وسيجعل من المستحيل إنعاش الإقتصاد أو أن تلعب مصر دوراً بناءا في المنطقة. ولفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الجديدة إنتقلت من ملاحقة جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية الأخرى إلى استهداف النشطاء الليبراليين واليساريين بعدما اعلنت حركة 6 أبريل التي حظت بإشادة دولية لدورها في إسقاط نظام بارك أن السلطات المصرية قامت بمداهمة مكتبهم بدون إذن من النيابة وقامت بإحتجاز عدد من النشطاء المنتمين للحركة. ولم يسلم الصحفيون من الملاحقات، حيث أحال النظام الجديد الصحفي أحمد أبو دراع لمحكمة عسكرية لتناقض تقاريره الإخبارية حول العملية العسكرية في شمال سيناء مع مزاعم الجيش الذي يحجب التغطية الإخبارية بسيناء حول تلك العمليات. وبحسب الصحيفة، لا يبدو أن هناك نهاية للقبضة الوحشية للجيش الذي يسعى لكبح جماح الإعلام والتلاعب بالقضاء وإساءة استخدام الأجهزة الأمنية وتقييد منظمات المجتمع المدني. وأشارت إلى أنه إذا قام الجيش بمنع جماعة الإخوان المسلمين من العمل بتاتاً، كما يتوقع الكثيرون، فإنه سيكون بذلك قد ذهب أبعد من مبارك نفسه. ولفتت إلى أن عملية صياغة الدستور الجديد تبدو معيبة تماما كتلك التي تمت في حكم مرسي، وأن العديد من المصريين من المؤكد سيرفضون نتائج تلك العملية ويعتبرونها غير شرعية. واختتمت الصحيفة إفتتاحيتها قائلة أنه بالنظر إلى إصرار الحكومة الجديدة على قمع شعبها وسلك مسار التدمير الذاتي، فإنه سيتعين على الرئيس الأمريكي باراك أوباما قريبا حجب المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر.