Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السيسي يعزل سيناء عن مصر

سيناء لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" هذا هو حال أرض الفيروز بعد أن حدد قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي موعد الحرب وآلياتها وقرر فرض حالة من التعتيم الكامل.. سيناء إذن منطقة حرب معزولة بأوامر السيسي وما يتناقله النشطاء والتسريبات التي تخرج من منطقة العمليات من صور وفيديوهات تشير إلى أن المدنيين من أهالي سيناء هم هدف للعقاب الجماعي من قبل قوات السيسي والشرطة.

وتوقع تقرير للجزيرة نشرته على موقعها الإلكتروني "الجزيرة نت" أن تكشف الأيام المقبلة عن كارثة إنسانية تشهدها شبه جزيرة سيناء المصرية نتيجة الحملة الأمنية التي بدأتها قوات الجيش والشرطة قبل أيام تحت شعار "مكافحة الإرهاب".

وأشار التقرير غلى أن هذه الكارثة بدأت مؤشراتها تظهر بالصور ومقاطع الفيديو التي ينشرها ناشطون مصريون على شبكة الإنترنت، وتظهر حجم الدمار الذي لحق بمنازل مدنيين ومساجد بمدينة رفح شمالي سيناء، في وقت تتحدث فيه تقارير رسمية عن إصابة عدد من المدنيين برصاص الجيش بينهم نساء خلال الأيام القليلة الماضية.

فللوهلة الأولى –بحسب التقرير- يظن من يرى هذه الصور ومقاطع الفيديو أنها نتيجة قصف جيش النظام السوري على مدن وبلدات يسيطر عليها الجيش الحر، أو ربما صور الحرب الإسرائيلية على غزة، لكن الصادم أنها تحدث على أراض مصرية، وأن المنازل لمواطنين مصريين، وأنها تقع من الجيش المصري.

هذه التسريبات تأتي في وقت يتواصل فيه قطع كافة شبكات الإنترنت والهواتف المحمولة، مما أدى إلى عزل سيناء عن العالم الخارجي بشكل شبه تام، فضلا عن إغلاق كافة المعابر المؤدية إليها وسط إجراءات أمنية مشددة وتحليق مكثف للطيران فوق مدن وقرى سيناء.

ونقل التقرير عن شبكة "رصد" الإخبارية تصريحات لمصادر قبلية بإن أعدادا كبيرة من سكان جنوب رفح تركت قراها وذهبت إلى أماكن أكثر أمنا بسبب القصف الشديد لطائرات الجيش بتلك المناطق، وهو ما اعتبره أحد السكان "حربا حقيقية".

وقالت الشبكة على موقعها الإلكتروني إن سكان قرية المهدية جنوبي رفح أكدوا أن قوات الأمن "قامت بإحراق قريبا من ستين منزلا للأهالي بالقرية وسط حالة من الهلع تسود أوساط السكان بالمنطقة فضلا عن تشريد آلاف الأسر".

ويتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن استمرار أعمال تجريف أشجار الزيتون والحقول الزراعية قرب مناطق الارتكاز الأمنية بالشيخ زويد ورفح من قبل جرافات الجيش.

وأشار تقرير الجزيرة إلى شهادة أخرى نشرها صحفي وناشط حقوقي يدعى إسماعيل السكندري على صفحته على موقع فيسبوك بعد عودته من قرية الشيخ زويد التي قال إنها "تعرضت لهجمة شرسة من الجيش".

وأورد السكندري مشاهدات مروعة لمسجد تعرض للقصف بطائرات أباتشي أكثر من مرة، وامرأة مسنة قُتلت برصاص خارق للجدران وهي جالسة في بيتها، وشيخ تلقى رصاصة في صدره أثناء خروجه من المسجد عقب صلاة الفجر. كما تحدث عن إحراق عشرات المنازل وأشجار الزيتون.

وإزاء ما ينشر من شهادات ومشاهدات، تبنى مركز هشام مبارك لحقوق الإنسان الدعوة التي تقدم بها نشطاء من شمال سيناء لحصر ما ترتكبه قوات الجيش والشرطة من انتهاكات.

كما أطلقت حركة "أنا المصري" حملة إلكترونية تحت عنوان "سيناء أرض الفيروز خارج السيطرة" لتوثيق هذه الانتهاكات ولفت أنظار المسؤولين والشعب المصري إليها.

الرواية الرسمية للجيش المصري عبر بياناته تقول إن عمليته بسيناء موجهة لـ "إرهابيين وتكفيريين" ويؤكد أن جنوده يتعرضون لكمائن تسفر عن قتل وإصابة العشرات، آخرها تفجيران وقعا أمس الأربعاء وأسفرا عن مقتل 11 جنديا وإصابة 17 برفح.

لكن حتى –بحسب تقرير الجزيرة- وإن صدق ذلك فإنه لا يبرر وقوع انتهاكات بحق مدنيين في حرب هم ليسوا طرفا فيها، وهو ما يحول العملية العسكرية للجيش إلى "عقاب جماعي" لأهالي سيناء الذين عانوا طويلا من الظلم والتهميش والتجاهل من خطط التنمية خاصة أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
سياسة | المصدر: الحرية والعدالة | تاريخ النشر : الجمعة 13 سبتمبر 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com