Akhbar Alsabah اخبار الصباح

خطأ السيسي الأكبر.. إنه الاقتصاد يا غبي!

خطأ السيسي خطأ السيسي الأكبر أنه يريد أن يتعامل مع المصريين كما كان يتعامل مبارك قبل الثورة وبنفس الكوادر والوجوه أيضا! يريد إرهابهم حتى يظلوا في البيوت ويريد تجويعهم حتى يلهيهم في لقمة العيش!

مشكلة السيسي أنه أقنع قطاع عريض من الناس عبر الإعلام واصطناع الأزمات أن الإخوان هم سبب كل ما مر بهم من أزمات، وأنهم سبب سقوط القدس وسبب سقوط الأندلس وسبب ثقب الأوزون!! الآن وقد وضعت قياداتهم في السجون وأصبحت أنت من في سدة الحكم ما الذي تغير؟ هذا السؤال هو ما سيواجهه السيسي خلال الفترة القادمة!

من الواضح جدا أن الانهيار الذي تعرض له الاقتصاد المصري - المأزوم أصلا- سببه الحالة الأمنية المتردية وانتشار الجيش في الشوارع! يمكنه أن يلقي باللائمة على الإخوان في الإعلام ولكنه لن يغالط نفسه وهو يحلل أسباب انهيار الاقتصاد! الحل سياسي بامتياز!

وكيف يأتي الحل السياسي وهو "يختطف" ميدان التحرير بالدبابات مانعا أي قوة سياسية مخالفة له من التظاهر فيه! نفس الأمر امتد إلى رمسيس الذي رأى المصريون لأول مرة رجال السيسي الذين "يخافون الله" يطلقون النار عليه في وضح النهار ويحاصرون المعتصمين فيه ثم يعتقلون مئات ممن كانوا فيه! ميدان رابعة تم حرقه! ومنعت الصلاة الجمعة الماضية في مساجد الفتح والنور ومصطفى محمود! زسارعت الدبابات للانتشار في المعادي وروكسي وشارع البطل أحمد عبد العزيز حين أعلن تحالف دعم الشرعية عن نيته التظاهر هناك!

الشاهد أن السيسي يخشى من مجرد التفكير في ترك ميدان واحد كبير بلا حصار من المدرعات أو الدبابات أو الشرطة وجيش البلطجية الذين اصطنعهم (واستخدام البلطجية بالمناسبة فكرة تم تجربتها ضد مصدق في إيران 1953 ومن قبل الأنظمة الحاكمة ضد الثورة اليمنية والسورية).

في نفس الوقت هناك شلل تام لحركة السكك الحديدية خوفا من توافد ملايين المتظاهرين من الأقاليم والمحافظات على القاهرة! وخطوط السكك الحديدية من لا يعلم متوقفة منذ الأربعاء قبل الماضي لتحقق خسائر بقيمة 4 مليون جنية يوميًا تقريبا (35 مليون أسبوعيا) !! بالإضافة إلى 5ملايين جنيه خسائر في مترو الأنفاق خلال 10 ايام! وإغلاق 60 قرية سياحية في مرسى علم وانخفاض نسبة الإشغالات في الأقصر لأدنى مستور منذ 16 عاما! (أي منذ العمليات الإرهابية في التسعينات!!)

الحكومة المعينة - والتي لم تظهر مجتمعة على الهواء أو في تسجيل منذ أسابيع - مما يؤكد تسريبات بأن معظم أفرادها محبوسين خوفا من الاستقالات الجماعية -بدأت تدرك التكلفة الباهظة لحظر التجوال على الاقتصاد المصري! فقد كلف حظر التجوال المصريين حسب موقع إيلاف السعودي 27 مليار دولار، مرجحا أن ترتفع التكلفة من 40-70 مليار دولار! حتى خرج رئيس الحكومة حازم الببلاوي - الذي استقال من حكومة عصام شرف كنائب رئيس الوزراء اعتراضا على فض اعتصام ماسبيرو!! - ليعلن أنهم يعانون ضعفا في السلع التموينية والطاقة! وهي ذات الأزمات التي جعلت قطاعا من المصريين يخرجون في 30 يونيو، رغم نجاح الرئيس في مشكلات تاريخية مزمنة كرغيف الخبز والبوتاجاز!

من ناحية أخرى فإن الحظر أصاب أكثر فئات خاطبتها الدولة العميقة قبل 30 يونيو للخروج على الرئيس مرسي، وأهمهم سائقي الميكروباصات والتاكسي وهذه الفئات تضررت بشدة من الحظر ومهددة بعدم الوفاء بأقساطها الشهرية! وكذلك النشاطات المعروفة بالسهر كالمقاهي!

الخلاصة: معركة السيسي الحقيقية بدأت بعد اعتقال قيادات الإخوان وليس قبلها! فهؤلاء القيادات تعودوا على السجن وقضى كثيرون منهم معظم حياتهم خلف القضبان، ويمكنهم أن يديروا شؤونهم من هناك!

إلى متى ستجدي مليارات الخليج التي سيسرق نصفها من قبل كوادر الوطني "اللصوص"، ولن تصل للفئات الأكثر تهديدا بقيام ثورة جديدة! وإلى متى يفيق الآخرون، وخاصة أن السيسي يطبق نصيحة ميكافيللي الثمينة: تخلص من كل من عاونوك في الوصول للسلطة؟؟

يمكن للسيسي أن يحمل الإخوان سبب كل ما يحدث في البلاد عبر جهاز إعلامه لمدة شهرين أو ثلاثة! يمكنه أن يقنع المصريين بعض الوقت أنه يحارب "الإرهاب"! ولكن ماذا عساه يفعل مع الارتفاع المضطرد في الأسعار والانخفاض المتزايد لأعداد السائحين والغياب الملحوظ لحالة الأمن؟؟
سياسة | المصدر: د. أحمد نصار | تاريخ النشر : الأربعاء 28 اغسطس 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com