ملاحظات حول مليونية 15 يوليو

ان الحشد في 12 محافظة مكون في أغلبه من شرائح غير مسيسة، أي لا تنتمي تنظيميا لأي أحزاب، وهذا ما كان السيسي وقيادات إنقلاب 3 يوليو يخشونه ويحاولون تفاديه

-اختلف تكتيك العسكر في المواجهة، فأعادوا الشرطة إلى المقدمة مع البلطجية، واختفى الجيش من المواجهات، مما يشير إلى تأثير فضيحة مذبحة الحرس الجمهوري على صفوف الجيش وحجم العار الذي لحق به

-عودة البلطجية إلى المواجهة يعني فقدان السيطرة، تماما مثلما حدث خلال ثورة يناير، ويعني أيضا سقوط العسكر في اختبار الأمن، ويعني خوفا حقيقيا من جانب أعضاء الحزب الوطني (بلطجية أبو العينين كانوا في القلب من أحداث الجيزة أمس)

-فشلت سياسة التخويف والتهديد والقمع في منع اشتراك الناس بكثافة في رفض الانقلاب العسكري، ويدلل على ذلك موقفين حدثا بالأمس:
الأول عندما هجم مجموعة من البلطجية من شارع خلف قسم الجيزة على مسيرة في شارع المحطة بالخرطوش والآلي، فوقفت امرأة مسنة تصيح فيهم قائلة: مش انتم بتقولوا إننا إخوان عشان ضد العسكر، أنا بقى إخوانية، يالا اقتلوني، عايزة أموت شهيدة!
الثاني عندما عادت مسيرة العمرانية من المنيب إلى شارع الهرم، فوجئنا بأصوات ضرب النار في نفق الهرم، ورغم ذلك استمرت المسيرة في النزول إلى النفق مكبرين ومحتسبين، بما فيهم النساء والأطفال، ومع تقدم المسيرة اختبأ الجبناء المسلحين

-العسكر أصيبوا بالفزع من احتمال حدوث اعتصام في ميدان رمسيس، وخاضوا معركة حربية من أجل إجلاء المتظاهرين السلميين منه، فقتلوا البعض، وأصابوا المئات، رغم أنهم يتركون ميدان التحرير في قبضة عشرات من المأجورين شهور

-صارت مهاجمة المصلين عادة لدى العسكر، أو ربما عقيدة، فبعد مهاجمة صلاة العصر في العريش، وصلاة الفجر في الحرس الجمهوري، هاجموا صلاة العشاء في رمسيس، ولم يبق إلا صلاتي الظهر والمغرب!

-حسمت مواجهة رمسيس ميدانيا لصالح العسكر، وذلك لأنها كانت بين طرف سلمي أعزل، وطرف عنيف مسلح بالغاز والخرطوش والآلي والنار الحي، مدعوم ببلطجية مبرشمين

-تم رمي منشورات بالطائرة كالعادة على رابعة أثناء أحداث رمسيس، ومهم ملاحظة أنه يقول "هل تعلم أنه اليوم هناك مركبات حرقت ودمرت .. وأناس فقدوا أهاليهم وعائلهم ... الخ"، وذلك قبل أن يحدث، أو أثناء حدوثه، بما يعني أن القتل والحرق كان مدبرا

-حالة الإعلام حاليا تجاوزت مرحلة الانحياز لطرف ضد آخر، ولا أشك أن وسائل الإعلام تخضع لسيطرة أمنية رهيبة، فمثلا كتبت الشروق خبر حصار مسجد الفتح المستمر حتى الآن في صيغة "الإخوان يغلقون مسجد الفتح، ويمنعون الأهالي من صلاة الفجر"!

هذه الملاحظات بناء على حضور المسيرات، ومناقشة شهادات المشاركين بها، وملاحظة الأحداث عيانا، ولذلك قد يستغربها من يرى الأحداث من خلال الإعلام الذي يلون، ويحذف، ويضيف، ويدلس.