قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إنه فى حال احتشدت الجماعة الثورية للتصويت لصالح الدكتور محمد مرسى، مرشح "الإخوان المسلمين"، فإن ذلك ليس معناه تأييدهم لمرشح الجماعة؛ لكن تصويتًا للحيلولة دون إعادة إنتاج النظام المُطاح به قبل عام بصعود الفريق أحمد شفيق لكرسى الرئاسة وفقًا لمحللين سياسيين.
وأوضحت أن المصريين تدفقوا إلى الشوارع؛ احتجاجًا على حكم القضاء فى قضية قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ المتهم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه ومعاونيه وقد أصابهم القلق من الفشل فى إصلاح أساليب الشرطة القمعية إذا ما فاز شفيق – آخر رئيس للوزراء فى عهد النظام السابق– فى جولة الإعادة.
وقالت الصحيفة، إن شفيق حاول خلال مؤتمر صحفى عقده السبت ردًا على تزايد الدعم الشعبى لمرشح جماعة "الإخوان المسلمين"، استقطاب الناخبين الخائفين من صعود الجماعة للحكم، مستخدمًا سلاح الترهيب من الجماعة الذى طالما استخدمه مبارك على مدى ثلاثة عقود من حكمه لتخويف المصريين المعتدلين، والدول العربية التى تسعى لتحقيق إصلاحات سياسية.
وأوضح أن مرسى قد أقسم بأنه سيعيد محاكمة رموز النظام البائد وعلى رأسهم مبارك إذا ما تولى رئاسة الجمهورية لامتصاص الغضب الشعبى وجذب المزيد من مؤيديه، فى الوقت الذى وصف فيه شفيق الحكم بالتاريخى، وقال إنه برهان على أنه لا يوجد شخص فوق القانون بما فيه الرئيس المخلوع.
وقالت إن شفيق حذر من أن جماعة "الإخوان المسلمين" تريد أن تقود مصر إلى حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين الذين يشكلون 10% من سكانها. لافتًا إلى قوله: "أنا أمثل المضى قدومًا، بينما هم يمثلون التراجع للخلف، أنا أمثل الشفافية والوضوح، بينما يمثل الإخوان الظلام والغموض، قال أحمد شفيق خلال مؤتمر صحفى "لا أحد يعلم هُويتهم ولا ماذا يريدون، أنا أمثل كل مصر، كل مصر. بينما هم يمثلون فصيل مغلق على ذاته لا يقبل أحدًا من خارجه."
وتابعت أن شفيق أخذ يتساءل عمن هو الحاكم الفعلى لمصر إذا ما فاز مرسى فى جولة الإعادة أهو أم المرشد العام للجماعة أو حتى نائبه خيرت الشاطر؟ ورأت أن اتهاماته قد لعبت على المخاوف التى تم تعزيزها خلال فترة حكم المخلوع بأن جماعة الإخوان المسلمين تريد تحويل البلاد إلى دولة إسلامية يقمع فيها الأقلية المسيحية ومن ثم تقودها إلى حرب طائفية.