في كلمته أمام القمة العربية بالعاصمة القطرية الدوحة أمس, طرح الرئيس محمد مرسي رؤية مصر لحل العديد من القضايا العربية, ودعا قطاعات الأعمال بالدول العربية للاستثمار في مصر, وطالب بتعزيز العمل العربي المشترك, لضمان التوصل إلي تسوية عادلة وشاملة تنهي معاناة الشعب الفلسطيني, وحذر من مخاطر انتشار السلاح النووي في منطقة الشرق الأوسط, لما له من تأثير علي أمنها واستقرارها.
ووصف الرئيس مرسي القضية الفلسطينية بأنها قضية العرب والمسلمين الأولي, وأكد أن استمرار حرمان الشعب الفلسطيني الشقيق من حقه الأصيل في تقرير مصيره, وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف, يتعارض مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة, وينال من مصداقيته.
وشدد ـ أمام القمة التي اختتمت أعمالها مساء أمس ـ علي ضرورة التوصل إلي حل مناسب يجنب سوريا ويلات ومخاطر استمرار الصراع الدائر, الذي ينذر بسقوط المزيد من الضحايا والأبرياء, ويهدد وحدة الأراضي السورية, وفرص العيش المشترك بين جميع أبناء الشعب السوري.
وأوضح الرئيس أن الشعب السوري قادر علي الخروج من هذه المحنة منتصرا, وأن إرادته لن تنكسر, وأنه من المهم تدارس السبل الكفيلة لدعمه.
ودعا مرسي قطاعات الأعمال في الدول العربية إلي الاستثمار في مصر, مشيرا إلي ما توفره الحكومة من فرص استثمارية واعدة, وما تتخذه من إجراءات لحماية الاستثمارات, ومنح المزيد من الضمانات للمستثمرين.
وأكد أنه قد حان الوقت لتتويج جهود الشعوب العربية للحصول علي حريتها, وإيجاد ثقافة تعني بحقوق الإنسان العربي وتوعيته بحقوقه وواجباته وتصون كرامته, وأشار إلي أهمية النهوض بدور المرأة في المجتمع, ومواجهة التحديات التي تعوق قيامها بدور أساسي في عمليات التنمية من خلال توفير مناخ يتيح للمرأة العربية حرية الاختيار والمشاركة.
وتناول الرئيس الأوضاع في السودان واليمن, وأشار إلي أهمية دعم الشعب الصومالي الشقيق, كما تناول سبل تطوير منظومة العمل العربي المشترك من خلال الجامعة العربية, لفتح آفاق جديدة من التكامل في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات وتطورات إقليمية متسارعة, موضحا أهمية الاستناد إلي الدبلوماسية الشعبية, بما يضمن التواصل بكفاءة مع المواطن الغربي, وأكد إيمان مصر بالإصلاح والتطوير, علي أن يكون ذلك نابعا من الإرادة الوطنية, وليس مفروضا من الخارج, وأن تتسق أي خطوات إصلاحية مع الظروف والثقافة العربية.
وطالب بالاهتمام بالاستثمار في رأس المال البشري, باعتباره ثروة حقيقية للوطن العربي, وكذلك تطوير منظومة التعليم والرعاية الصحية لتحقيق التنمية المستدامة.
وكان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر, رئيس الدورة الجديدة للقمة, قد اقترح عقد قمة عربية مصغرة بالقاهرة في أقرب فرصة, برئاسة مصر, ومشاركة من يرغب من الدول العربية, إلي جانب قيادتي حركتي فتح وحماس, لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية, وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد. وطالب بسرعة توجيه الدعم الاقتصادي لدول ثورات الربيع العربي, ودعا إلي دعم مصر, ووصفها بأنها لايمكن لأحد أن ينسي التضحيات التي قدمتها ودورها الكبير تجاه القضايا العربية, وأشقائها العرب.
سياسة | المصدر: الأهرام - عــبد الناصــر سـلامـة: | تاريخ النشر : الأربعاء 27 مارس 2013