Akhbar Alsabah اخبار الصباح

أفشوا السلام بينكم

أفشوا السلام عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "أيها الناس أفشوا السلام" رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ولقد نظرت في هذا الحديث النبوي الشريف وأمعنت النظر فيما وراء الأحرف والكلمات وخلف السطور والإشارات.. فوجدت الحديث النبوي الشريف هذا يصلح أن يكون ميثاق شرف ومحبة ومودة للبشرية جمعاء.

لقد جال بخاطري أن النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو رسول المحبة والسلام أراد أن يغرس بذرة السلام في قلب الكرة الأرضية وينميها بروح المحبة والإخاء.. ويسقيها بماء البر والوفاء.

وإن كان العلماء قد أفاضوا في شرح هذا الحديث وحثوا على إلقاء السلام وإفشاءه بين المسلمين .. وبينوا عظمة إلقاء السلام وحسن المثوبة فيه .. غير أنني رأيت أن لفظة الحديث تحتمل أبعد من هذا وأعمق.

فالحديث الشريف يرسل رسالة إلى البشرية جمعاء بقوله (صلى الله عليه وسلم) "يا أيها الناس".

إنه نداء إلى البشرية التي أعمتها المادة فانطلقت تعيث في الأرض فسادا ً وإفسادا ً.. لا هم لها إلا مصلحتها الذاتية.. والذاتية فقط بصرف النظر عن الدين والوطن والعرض والمجتمع.

إنه نداء للبشرية التي تاهت وسط هدير الدبابات وأزيز الطائرات ودوى المدافع .. حيث لا صوت يعلو فوق الصوت المعركة .. والتي شعارها القوى يأكل الضعيف والغنى يدهس الفقير.

نداء من الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "أفشوا السلام"

لا بد أن تعطوا فرصة للعقل كي يفكر.

لا بد أن تعطوا فرصة للضمير كي يتحرك.

لا بد أن تعطوا فرصة للقلب أن يحس ويشعر بالآخرين.

هذا هو السلام الذي يقصده الحبيب (صلى الله عليه وسلم).

سلام بين الناس جميعا ً على اختلاف مشاربهم ومللهم ونحلهم .. مادام كل منهم يحترم رأى الآخر ولا يحول بينه وبين ما يدين ويعتقد.

قال الله تعالى " وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ "

إنه سلام عام شامل لا يحمل هضما ً ولا ظلما ً.

سلام تام كامل بغير إجحاف ولا إتلاف.

سلام عادل بلا ميل ولا جور.

"أفشوا السلام بينكم" .. وجاءت لفظة بينكم لتشمل جميع الأصناف والأشكال.

سلام بين الوالد والمولود.

سلام بين السادة والعبيد.

سلام بين الأبيض والأسود.

سلام بين الغنى والفقير.

سلام بين المسلم وغير المسلم.

هذا هو السلام المقصود الذي لا ينحصر في كلمة واحدة أو عبارة واحدة.

ولقد طبق النبي (صلى الله عليه وسلم) ما قال .. فقد عقد النبي (صلى الله عليه وسلم) معاهدة سلام مع اليهود على ما هم عليه من الغدر والخيانة.. وعاش معهم في سلام وأمان إلى أن كرهوا هم الأمان والسلام فنقضوا العهود وبدلوا المواثيق.

وعقد النبي (صلى الله عليه وسلم) معاهدة سلام مع كفار مكة وأحلافها .. وعاش بجوارهم في سلام وأمان.. حتى كان منهم ما كان.

وهذا هو القرآن العظيم يؤكد على هذا المعنى.. فيقول " وَالصُّلْحُ خَيْرٌ " النساء

ومن أسماء الله تعالى "السلام"

فحرى أن يتحلى عباده بالسلام الذي هو صفة من صفات الرحمن جل في علاه.

هذا هو السلام الذي تقبله النفس البشرية عن طيب خاطر .. فلا يصر على خلافه إلا أصحاب الفطر المنتكسة والإفهام المقلوبة المغلوطة.

صلى الله عليك يا نبي الله

صلى الله عليك يا نبي السلام

صلى الله عليك يا نبي الرحمة والإحسان

فهل تعود البشرية إلى رشدها وتعقل الأمور كما ينبغي وتعطى كل ذي حق حقه.. فبدلا من أن يعترفوا بهذا الحق للإسلام العظيم.. إذا بهم يكيلون له الاتهامات جذافا.

فتارة يصفونه بالإرهاب .. وتارة يصفونه بالوحشية.. وتارة بالرجعية .. ولكن دين الله منهم ومن كلامهم براء.

وصدق المستشرق الأيرلندي "برنارد شو" عندما قال:

" لو أن محمد بن عبد الله بيننا الآن لاستطاع أن يحل جميع مشاكل العالم وهو يتناول فنجانا من القهوة" .. صدق الرجل وصدق نبينا عليه الصلاة والسلام.
إسلامنا | المصدر: الجماعة الاسلامية - أ/ سيد العتمونى | تاريخ النشر : الأربعاء 06 مارس 2013
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com