Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كلام من الاخر: باسم يوسف "مبرمج" أم " بُرمجي"؟

أحمد فهمي أغلب الفيديوهات التي يقتنصها "باسم يوسف" ليعرضها في برنامجه وكأنها اكتشاف خطير، هي فيديوهات قديمة موجودة على يوتيوب، لكنه يأخذها ويرتبها في سياق معين لتحدث تأثيرا مبرمجا يستغل فيه عامل "الإيحاء" والتوجيه النفسي..
أنت تعلم مسبقا أنه يعتمد على الضحك، من ثم تجلس لمتابعته وأنت كما يقولون"على الشعرة" يعني جاهز لتضحك على أي شيء..
يَفترض المشاهد مسبقا أن ما يعرضه "باسم" لابد أن يكون مضحكا، لذا يضحك حتى لو لم يكن المشهد مضحكا بالفعل..
أيضا يتقبل المشاهد باستسلام واضح ما يقوله "باسم" عن المشهد المختار، فإذا قال مثلا أن مشهد "تلقين" المرشد كلمة "القصاص" للدكتور مرسي هو "قفشة" مالهاش حل، فلابد أن تكون كذلك..
وهنا لا ينتبه المشاهد أن د. مرسي لم يردد الكلمة، أو أن الكلمة نفسها لا توحي بما يُستدل بها عليه وهو سيطرة المرشد، لكن المشاهد يتابع الحلقة وهو خاضع للفكرة التي يبثها "باسم يوسف" وهي: "سيطرة المرشد"، فحتى لو كانت اللقطة لا توحي بهذه السيطرة، بل توحي بالعكس، فكل ذلك لا يؤثر لأنه خارج السياق الذي يبرمجه "باسم يوسف"..
"باسم يوسف" يقدم وجبات سريعة، شكلها مغر، لكنها تضر بالوعي والصحة العقلية..
عمله بالمعنى الدقيق هو "البرمجة" سواء بمعناها العلمي أو الدارج، وهذا ما يدفعني للقول أن اسم برنامجه "البرنامج" هو أصدق وصف للعمل الذي يمارسه..
وهذا النمط من "البرمجة" الساخرة، أمريكي بامتياز، فهو يعتمد على الإيحاء والسياق، بحيث أنك لو فصلت الأجزاء عن سياقها، وشاهدتها بصورة مستقلة بعيدا عن "تقلصات وجه باسم يوسف" لن تُحدِث لديك التأثير المطلوب، بل ربما أحدثت تأثيرا عكسيا لما يستهدفه البرنامج الساخر..
الحل الأمثل لمواجهة هذا النمط من البرامج، هو "الإغراق" يعني أن تخرج برامج مشابهة كثيرة تتناول الرموز والكيانات السياسية الأخرى التي يتجنبها "باسم يوسف"..
في تلك الحالة سوف يشعر المشاهد: إما أن الجميع مخطئون وأداؤهم سلبي، وإما يتنبه إلى أن الأمر لا يعدو مجرد وجبة كومبو مقرمشة.
سياسة | المصدر: أحمد فهمي | تاريخ النشر : الأحد 03 مارس 2013
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com