
أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الأربعاء، العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت الخاص بطائرة رئيس الأركان الليبي محمد الحداد في موقع الحطام بأنقرة. يأتي ذلك فيما وصل وفد ليبي إلى أنقرة، لمتابعة إجراءات التحقيق التركية، في حادث سقوط الطائرة.
لقي رئيس الأركان الليبي محمد الحداد، مصرعه، أمس الثلاثاء، مع أربعة مرافقين له، عقب تحطم طائرتهم في أثناء عودتهم من أنقرة. وأمس الثلاثاء، قال وزير الداخلية التركي إنّ الطائرة طلبت الهبوط الاضطراري في أثناء تحليقها فوق منطقة هايمانا في أنقرة، مضيفاً أنّ حطام الطائرة عُثر عليه في وقت لاحق بالقرب من قرية كسيك كاواك في المنطقة.
وأدلى يرلي كايا بتصريحات صحافية من مكان الطائرة المنكوبة تطرّق فيها إلى التطورات المتعلقة بالحادثة، مبيناً أنّ الطائرة أقلعت في تمام الساعة 8:10 مساء أمس (توقيت أنقرة) وهي من طراز فالكون-50، وعلى متنها ثمانية أشخاص، من بينهم رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، الفريق أول ركن محمد الحداد، ورئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل من مطار أسنبوغا بأنقرة متجهة إلى طرابلس.
وأضاف أنه في تمام الساعة 8:32 مساء (توقيت أنقرة)، أبلغت الطائرة عن عودتها إلى المطار بسبب عطل فني، وفي تمام الساعة 8:52 مساء، انقطع الاتصال بالطائرة بالقرب من منطقة هيمانا، وبناء على بلاغ ورد إلى مركز الاتصال الطارئ 112، تم إرسال فرق من قوات الدرك، وإدارة الكوارث والطوارئ، والشرطة، والصحة، وفريق الإنقاذ الطبي الوطني إلى المنطقة على الفور، وبدأت عمليات البحث والإنقاذ بالتنسيق مع وزارة النقل والبنية التحتية وقيادة القوات الجوية.
وأوضح الوزير التركي أنّ "تحقيقات أولية أجرتها فرق الدرك التي وصلت إلى موقع الحادث حوالي الساعة العاشرة مساء (توقيت أنقرة)، ونتيجة لجهود البحث المتواصلة، تم تحديد موقع حطام الطائرة على بعد كيلومترين تقريباً جنوب قرية كيسيكافاك في منطقة هيمانا". وأكمل الوزير موضحاً أنه بعد اكتشاف الحطام نشرت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ مركز تنسيق متنقلاً في المنطقة لضمان إدارة فعالة للموقع وتنسيق الجهود بين مختلف الجهات، وقد بدأت العمليات الميدانية والإدارة من هذا المركز، ومن ذلك الوقت تتواصل التحقيقات بما في ذلك الإجراءات القضائية والجنائية تحت إشراف القيادة العامة للدرك.
وبيّن أنه يشارك في هذه العملية 408 أفراد، و103 مركبات برية، و7 طائرات تابعة لمختلف المؤسسات التركية، ويتم نقل الصور مباشرة من المنطقة بواسطة طائرات بدون طيار، وتعمل جميع الوحدات الجوية والبرية، بما في ذلك طائرات التصوير الحراري. وحول حطام الطائرة، أفاد يرلي كايا بأنها تغطي مساحة تقارب 3 كيلومترات مربعة، ونتيجة للعمل الذي قامت به الفرق تم العثور على مسجل الصوت الخاص بالطائرة، وعلى الصندوق الأسود. وأضاف بدأت الجهات المختصة فحص محتويات الصندوق وتقييمها.
إلى ذلك، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران، اليوم الأربعاء، إنّ الطائرة الخاصة التي كانت تقلّ رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقين له أبلغت عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري قبيل تحطمها بالقرب من أنقرة ووفاتهم. وذكر دوران، في بيان، أنّ الطائرة، وهي من طراز داسو فالكون 50، أقلعت من مطار إيسنبوغا في أنقرة الساعة 17:17 بتوقيت غرينتش أمس الثلاثاء متجهة إلى طرابلس، وفي الساعة 17:33 بتوقيت غرينتش أبلغت مراقبة الحركة الجوية بوجود حالة طوارئ ناجمة عن عطل كهربائي.
وأضاف رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية أنّ مراقبة الحركة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسن بوغا وجرى اتخاذ إجراءات الطوارئ، لكن الطائرة اختفت من على شاشة الرادار في الساعة 17:36 بتوقيت غرينتش في أثناء هبوطها وانقطع الاتصال بها. وأشار دوران إلى أن فرق البحث والإنقاذ وصلت إلى موقع التحطم بعد أن بدأت وزارة الداخلية التركية تلك العمليات وأن التحقيقات في سبب التحطم مستمرة بمشاركة جميع السلطات المعنية.
وفد ليبي إلى أنقرة لمتابعة التحقيقات
في غضون ذلك، وصل وفد ليبي، صباح اليوم الأربعاء، إلى أنقرة، وذلك لمتابعة إجراءات التحقيق التركية. وقال وزير الداخلية التركي، إنّ وفداً من وزارة الدفاع الليبية مؤلف من 14 شخصاً (من بينهم 5 من أقارب الضحايا)، ووفداً آخر من وزارة الداخلية الليبية مؤلف من 8 أشخاص وصل إلى أنقرة، ليبلغ مجموع الوفد الليبي 22 شخصاً.
وأمس الثلاثاء، قال مصدر تابع لوزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة شكلت وفداً يضم شخصيات حكومية من وزارة الدفاع ومصلحة الطيران المدني، للتوجه إلى أنقرة لمتابعة إجراءات التحقيق التركية في حادث سقوط الطائرة.
ليبيا تعلن الحداد العام 3 أيام
إلى ذلك، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الحداد الرسمي في عموم البلاد لمدة ثلاثة أيام. من جانبه، نعى المجلس الأعلى للدولة الليبي، ورئاسة أركان الجيش، رئيس الأركان الليبي محمد الحداد. وقال المجلس الأعلى للدولة، في بيان إنه، ينعَى ببالغ الحزن والأسى، الحداد ومرافقيه "الذين استشهدوا إثر تحطم طائرتهم نتيجة عطل فني بعد دقائق من إقلاعها من مطار إيسنبوغا الدولي بالعاصمة التركية أنقرة متجهة إلى العاصمة الليبية طرابلس".
وأضاف: "بهذا المصاب الجلل، يتقدم المجلس بخالص التعازي والمواساة القلبية إلى الشعب الليبي ولأسر الشهداء، سائلين المولى عز وجل أن بتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهلهم وذويهم جميل الصبر والسلوان". كما نعت رئاسة الأركان الليبية، في بيان الفريق أول ركن محمد الحداد، ومرافقيه "إثر فاجعة وحادث أليم أثناء عودتهم من رحلة رسمية من مدينة أنقرة التركية". وأكدت أن "هذا المصاب الجلل خسارة كبيرة للوطن وللمؤسسة العسكرية ولجميع أبناء الشعب، إذ فقدنا رجالاً خدموا بلادهم بإخلاص وتفانٍ وكانوا مثالاً في الانضباط والمسؤولية والالتزام الوطني".
وتابعت: "لقد شكّل هذا المصاب الجلل خسارة وطنية جسيمة للمؤسسة العسكرية وللوطن بأسره، إذ كان الفقيد رمزًا للقيادة والمسؤولية والانضباط، وكرّس حياته لخدمة ليبيا وصون أمنها وسيادتها، إلى جانب رفاقه الذين شاركوه شرف الواجب حتى اللحظات الأخيرة".