
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أنه قتل خمسة فلسطينيين في رفح جنوبي قطاع غزة، بزعم أنهم مسلحون خرجوا من بنية تحتية عسكرية تحت الأرض في المدينة. وبحسب مزاعم بيان لجيش الاحتلال، "رصدت قوات فريق القتال التابع للواء ناحل، المسلّحين الخمسة لدى خروجهم من بنية تحتية عسكرية تحت أرضية في شرق رفح، شرقيّ الخط الأصفر"، مدعياً أنهم "اقتربوا من قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في جنوب قطاع غزة بشكل شكّل تهديداً فورياً على القوات. وقضى سلاح الجو، بتوجيه من القوات في الميدان، عليهم".
وفي السياق، أشارت إذاعة جيش الاحتلال، إلى تقديرات في الجيش بأن ثمة احتمالاً كبيراً أن يكون الأمر متعلّقاً بعدد من عناصر حركة حماس المحاصرين في شبكة الأنفاق الموجودة تحت الأرض في شرق رفح. من جانبها، ادّعت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، أنّ عناصر المقاومة المتحصنين في النفق في رفح، "بدأوا شيئاً فشيئاً بفقدان الأمل، واليوم تمّت تصفية خمسة منهم حاولوا الهروب إلى المنطقة الغزّية (من الخط الأصفر)، وفي الأسبوع الماضي تمّت تصفية ثلاثة منهم".
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، قد أكد، في الآونة الأخيرة، رفضه فكرة التوصّل إلى تسوية مع عناصر "حماس". وقال: "إما أن يستسلموا بأيدٍ مرفوعة أو أن يموتوا". ويأتي هذا في ظل مساعٍ لحل أزمة مقاتلي حركة حماس الـ200 العالقين في رفح، بعد وقوع حدثين أمنيين وقعت خلالهما اشتباكات بين جنود الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين، الأول في 19 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والثاني في 28 أكتوبر، وادعت إسرائيل فيهما أنّ حركة حماس خرقت الاتفاق. إلا أن كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، قالت في تعقيبها على الاشتباكات إنّ "الاتصال مقطوع مع من تبقى من مجموعاتها في رفح منذ عودة الحرب في مارس/ آذار الماضي".
وسبق أن أفاد تقرير نشرته قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن إسرائيل تحاول استغلال هذه الأزمة لإفشال الاتفاق. وتوجد مدينة رفح ضمن المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، المنصوص عليه باتفاق وقف إطلاق النار. وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، سابقاً عن "خلاف نشب بين الولايات المتحدة وإسرائيل" حول مقاتلي "حماس" العالقين في رفح. وذكرت الهيئة أن المبعوث الأميركي جاريد كوشنر "وجّه رسالة إلى إسرائيل أكد فيها ضرورة إطلاق سراح جميع المسلحين" إلى مناطق غرب "الخط الأصفر" حيث يسيطر الفلسطينيون، وأضافت: "حسب قوله (كوشنر)، سيتم إطلاق سراحهم دون أسلحة، وسيُعتبر ذلك جزءاً من نزع السلاح من القطاع". وبحسب الهيئة، عارضت إسرائيل المقترح.
وبدأت إسرائيل وحركة حماس في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عبر تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق القطاع، بالإضافة إلى بدء المساعدات بالدخول إلى القطاع المنكوب، غير أن تطبيق بقية أجزاء الخطة لا يزال يكتنفه قدر كبير من الغموض. وتنص الخطة في المراحل التالية على تفكيك البنى التحتية العسكرية كلياً، تحت إشراف دولي، ويُرافق ببرامج لإعادة الإدماج، "وسط مراقبة دقيقة لمنع إعادة التسلح".