
ابتعد مجرم الحرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن أجواء الدول الأوروبية في رحلته إلى نيويورك، واختار مساراً أطول من المعتاد متجنباً المرور في المجال الجوي للدول الموقعة على ميثاق روما خشية اعتقاله. وجدد نتنياهو قبيل مغادرته تل أبيب عزمه العمل على منع إقامة دولة فلسطينية رغم اعتراف دول جديدة بفلسطين خلال الأيام الماضية.
وقالت القناة 12 العبرية، اليوم الخميس، إن نتنياهو غادر تل أبيب الليلة الماضية، مشيرة إلى اتباعه مسار طيران غير معتاد في طريقه لإلقاء خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ولقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبدلاً من المسار القصير المتّبع عادة فوق دول أوروبية حلّقت الطائرة جنوباً، والتزمت بمسار طويل على نحو خاص، بهدف الابتعاد عن الدول الموقّعة على ميثاق روما، والتي قد يُطلب منها تنفيذ أوامر اعتقال في حال حدوث هبوط اضطراري.
وتابعت القناة أن المسار الذي تم اختياره كان لافتاً بشكل خاص، إذ التزمت الطائرة بأقصى مسار جنوبي ممكن، بعيداً عن الدول الأوروبية التي قد تعرّض نتنياهو لخطر قانوني حقيقي. وتشير الجهات الإسرائيلية، إلى أن الدولة التي أثارت القلق الأكبر هي فرنسا، ولكنها ليست الوحيدة. فجميع الدول الموقّعة على ميثاق روما، الميثاق الذي يستند إليه عمل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مُلزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال التي تصدر عنها. وعلى خلفية موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تصاعد القلق في تل أبيب من أنه في حال حدوث هبوط اضطراري، قد تختار هذه الدول تطبيق التزاماتها القانونية بشكل فعلي.
وبسبب مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بحق نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة"، فإنهما لا يستطيعان في الوقت الراهن، زيارة العديد من الدول حول العالم، لأنها ملتزمة بميثاق روما، وتعهدت باعتقال وتسليم أي شخص صدر بحقه أمر اعتقال عن المحكمة للتحقيق. وتلزم قوانين الميثاق الدول الموقّعة عليه بالامتناع عن أي تصرفات تتعارض مع أهدافه، إلا إذا أبلغت الأمين العام للأمم المتحدة بنيتها الانسحاب منه.
وليست هذه المرة الأولى التي يتجنّب فيها نتنياهو أجواء بعض الدول، إذ تجنّبت طائرته، في فبراير/ شباط الماضي، خلال توجهه إلى واشنطن المرور فوق كندا. وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في حينه، أن طائرة نتنياهو اتخذت مساراً استثنائياً للوصول إلى واشنطن لتجنب مجالات جوية لدول أعلنت تنفيذ أمر اعتقاله. وأوضحت "معاريف" أن "نتنياهو مُنع من دخول أكثر من 120 دو
نتنياهو: لن تكون هناك دولة فلسطينية
من جهة أخرى، قال نتنياهو للصحافيين في مطار بن غوريون، قبيل مغادرته إلى نيويورك، حول اعتراف عدة دول بالدولة الفلسطينية: "سأدين أولئك القادة الذين بدلاً من إدانة القتلة يريدون منحهم دولة في قلب إسرائيل. هذا لن يحدث"، بحسب "الأناضول". وكان 11 بلداً بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا اعترفت بدولة فلسطين خلال ثلاثة أيام، وارتفع بذلك عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 159 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.
وأضاف نتنياهو: "سألتقي الرئيس ترامب في واشنطن للمرة الرابعة (منذ تولي الأخير ولايته الثانية)، وسأناقش معه الفرص العظيمة التي أتاحتها انتصاراتنا، وحاجتنا إلى تحقيق أهداف الحرب"، مشيراً إلى أن هذه الأهداف هي "إعادة جميع رهائننا (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)، وهزيمة (حركة) حماس". واستطرد: "وتوسيع دائرة السلام التي تحققت لنا عقب انتصارنا التاريخي في عملية الأسد الصاعد (الحرب على إيران في يونيو/ حزيران الماضي) والانتصارات الأخرى التي حققناها".
وكان نتنياهو قال في كلمة مسجلة نشرها مكتبه عقب إعلان كل من بريطانيا وكندا وأستراليا اعترافها بدولة فلسطين، الأحد الماضي: "هذا لن يحدث، لن تقوم دولة فلسطينية غرب نهر الأردن"، وأكد أنه على مدى سنوات "منع إقامة دولة فلسطينية" وعمل على "تعزيز الاستيطان" في الضفة الغربية، مشيراً إلى أنه سيواصل القيام بذلك. وهدد بأن حكومته ستوسّع نطاق الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية المحتلة، رداً على اعتراف دول غربية بدولة فلسطين.