
اقتحمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، عدّة منازل في مدينة القدس المحتلّة، تعود لذوي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ولم تُعرف حتى اللحظة الحصيلة الكاملة لعدد المنازل التي تعرّضت للاقتحام في بلدة سلوان جنوب القدس، إلا أن من بين المنازل التي تأكد اقتحامها منزل الأسيرة زينة بربر والأسير عصام أبو ذياب.
وأوضح رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين، أمجد أبو عصب، في حديثٍ مع "العربي الجديد"، أن الاقتحامات مرتبطة بصفقة الإفراج المرتقبة، والتي تتضمن أسماء 84 أسيرًا وأسيرة مقدسيين، من بينهم 9 أطفال قُصّر و9 نساء. وأشار أبو عصب إلى أن الإفراج عن هؤلاء الأسرى قد يتم في المرحلة الأولى من الصفقة، مما يجعل من المرجح أن الاقتحامات استهدفت منازل هؤلاء الأسرى وأفراد عائلاتهم بشكل خاص.
وخلال اقتحام منزل عائلة الأسيرة زينة بربر والأسير عصام أبو ذياب، التقط عناصر من قوات الاحتلال الإسرائيلي صورًا للمنزلين، وهددوا العائلتين بعدم إبداء أي مظاهر للفرح، مثل نصب خيمة لاستقبال المقدسيين المهنئين، أو تزيين المنزل. وأوضحوا أنه في حال إظهار أي مظاهر احتفالية، سيتم مداهمة الموقع وتخريب تلك المظاهر، إضافة إلى تنفيذ اعتداءات وانتهاكات تطاول جميع من هم في موقع الاستقبال، وفق ما يقول أبو عصب.
وقال أبو عصب: "في منزل زينة بربر، كانت هناك بعض الزينة التي وضعت منذ سنوات ولم تكن حديثة، لكن رغم ذلك، أقدمت قوات الاحتلال على تخريبها بمجرد رؤيتها، لأنهم لا يقبلون أي تعبير عن الفرح أو الاحتفاء. وتُظهر هذه الإجراءات أن هناك حالة من الغضب والاستنفار الشديد لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في القدس، ويتجلى هذا الاستنفار في التضييق المستمر على أهالي الأسرى، خاصة ذويهم الذين ما يزالون في السجون".
وفي تهديد واضح وصريح، أبلغت الشرطة الإسرائيلية ذوي الأسرى بأنها هي من ستتولى إيصالهم إلى منازلهم، وأنه يُمنع تمامًا ذهاب العائلات لاستقبالهم عند أبواب السجون، أو إقامة أي مواكب استقبال أو احتفالات جماعية. وأشار أبو عصب إلى أنه في صفقة التبادل السابقة التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، كان يُسمح لشخص واحد من أفراد العائلة بمرافقة الأسير المحرر منذ لحظة تحرره إلى نقله في مركبة الشرطة الإسرائيلية، رغم منع الأسير من مجرّد الكلام أو الحديث مع المرافق. لكن حتى هذه اللفتة الصغيرة تم منعها هذه المرة، ويبدو أن سلطات الاحتلال تسعى لتسليم الأسرى بدءًا من بوابة السجن، وصولًا إلى باب منزلهم.
ولفت أبو عصب إلى أنه لم يتم إبلاغ ذوي الأسرى الذين اقتُحمت منازلهم بالوقت المحدد للإفراج عنهم، وأن ما جرى كان فقط تهديدًا ووعيدًا. غير أن التوقعات، وفق أبو عصب، تشير إلى أن عملية الإفراج عنهم قد تُنفَّذ في ساعات المساء، بهدف استغلال ظلام الليل لمنع تصوير وتوثيق أي مشاهد فرح أو احتفال، وللحيولة دون إبداء أي مظاهر تغيظ المستوطنين أو شرطة الاحتلال. وأشار أبو عصب إلى أن سلطات الاحتلال هددت أهالي الأسرى بعدم التعامل مع وسائل الإعلام أو التحدث إلى الصحافيين، في محاولة لفرض مزيد من التعتيم على لحظات الإفراج عنهم.