Akhbar Alsabah اخبار الصباح

إسرائيل تتحرك نحو إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

وقف إطلاق النار في لبنان نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن لبنان وإسرائيل على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، الأمر الذي أكده السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ووسائل إعلام إسرائيلية، التي تحدثت عن توجه "إيجابي"، رغم وجود بعض المسائل العالقة. وأكد الموقع الأميركي أن مشروع الاتفاق يتضمن فترة انتقالية مدتها 60 يوماً ينسحب خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، وينتشر الجيش اللبناني في مناطق قريبة من الحدود، وينقل حزب الله أسلحته الثقيلة إلى شمال نهر الليطاني. كما أشار الموقع إلى أن مسودة الاتفاق تقترح وجود لجنة إشرافية بقيادة الولايات المتحدة لمراقبة التنفيذ ومعالجة الانتهاكات.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إن الاتفاق كان يقترب من الاكتمال يوم الخميس الماضي، عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت. وجاءت هذه الأنباء بينما كان نتنياهو يلتقي بالمبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين.

وعقد نتنياهو، مساء أمس الأحد، مشاورات أمنية بشأن وقف إطلاق النار، شارك فيها العديد من كبار الوزراء ورؤساء الاستخبارات. وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فقد تم اتخاذ قرار بالتحرك نحو الاتفاق، وقد يتم الإعلان عن ذلك هذا الأسبوع.

وقال مسؤول إسرائيلي حضر الاجتماع إن "الاتجاه إيجابي" ولكن العديد من القضايا لا تزال دون حل والصفقة لم تتم بعد. كما أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ، أن إسرائيل ربما تكون على بعد أيام من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله. ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن السفير هرتسوغ قوله لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الاثنين: "نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق. وقد يحدث ذلك خلال أيام".

وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان كبيران على دراية مباشرة بالقضية إن الطرفين يقتربان من التوصل إلى اتفاق، ولكن لم يتم الانتهاء منه. ويقول مسؤولون إسرائيليون إن نتنياهو سيحتاج إلى طرح أي اتفاق للتصويت في مجلس الوزراء الأمني.

من جانبها، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن المحادثات تتمحور الآن حول مسألة حرية تحرك جيش الاحتلال في منطقة الحدود السورية اللبنانية. وحسب مصادر مطلعة على موقف الجانب الأميركي، فقد حصلت إسرائيل على ضمانات من واشنطن بحرية التحرك في حال انتهاك الاتفاق. ونقلت الهيئة عن عضو بارز في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قوله: "إذا لم نتوصل قريباً إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن الدولة اللبنانية ستدفع الثمن أيضاً".

بدوره، نقل موقع واينت العبري، عن مصدر إسرائيلي لم يسمّه، قوله إنه على الرغم من وجود "استعداد ونية مبدئية للتقدّم (نحو التسوية)"، لا تزال هناك "أمور مطروحة على الطاولة.. لم يتم حسم الأمر بعد، لكن الاتجاه إيجابي". ومع ذلك، أفاد الموقع بأن هوكشتاين أبلغ لبنان أمس بموافقة إسرائيلية على التسوية.

ونقل "واينت" تقديرات مسؤولين كبار في إسرائيل أن هناك احتمالاً للتوصل إلى تسوية هذا الأسبوع، في ظل وجود إنذار من قبل هوكشتاين. وأوضح الموقع أنه وفقاً لمصادر مطّلعة على التفاصيل، أبلغ هوكشتاين الطرفين بأنه إذا لم يتم قبول الاتفاق في الأيام القريبة، فسوف ينسحب من المفاوضات. وفي اتصاله بإسرائيل، أوضح أنه توصّل إلى تفاهمات مع لبنان، وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل. واشتبهت الإدارة الأميركية في أن إسرائيل تؤخر هذه التسوية لأسباب غير موضوعية، وسياسية، ولذلك تم تحديد مهلة نهائية. في المقابل، تخوّفت تل أبيب من أن يعني هذا وصول مبادرة لوقف إطلاق النار إلى مجلس الأمن، وأن إدارة بايدن ستمتنع عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضدها، كما حدث في أواخر أيام إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وناقشت إسرائيل في الاجتماع الوزاري المصغر الذي عقده نتنياهو، بحضور رؤساء المؤسسة الأمنية، والوزراء يسرائيل كاتس، جدعون ساعر، رون ديرمر، بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، وغيرهم، تفاصيل التسوية المتبلورة، وأثار ثلاث تحفّظات رئيسية، أولها، الوثيقة المرفقة بالاتفاق بشأن حرية "العمل" الإسرائيلي في حالة الانتهاكات من الجانب اللبناني، والثاني، يتعلق بطلب توضيح الصياغات المتعلّقة بالمفاوضات حول نقاط الحدود المتنازع عليها، وهو موضوع ترفض إسرائيل الالتزام به، فيما يتعلق التحفظ الثالث بتقليص المشاركة الفرنسية في آلية الرقابة، على خلفية الأزمة في العلاقات بين تل أبيب وباريس.

ومع ذلك، أكد مسؤولون إسرائيليون، وفقاً للموقع ذاته، أن هذه ليست خلافات جوهرية، وقدّروا أنه يمكن التوصّل إلى اتفاق في غضون أيام قليلة، هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يصل اليوم إلى إسرائيل نائب وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دان شابيرو لإجراء محادثات حول الجانب الأمني من الاتفاق.

من جانبها، ذكرت القناة 12 العبرية أن إسرائيل قررت في اجتماع الليلة الماضية، المضي قدماً نحو وقف إطلاق النار في لبنان، مضيفة نقلاً عن مصدر إسرائيلي أنه "لا تزال هناك قضايا مفتوحة، لكن الإعلان (عن تسوية) ممكن في غضون أيام". وقالت القناة إن إحدى القضايا الرئيسية المطروحة على الطاولة مع شابيرو ستكون معالجة المخاوف الإسرائيلية بشأن التعاون الفوري حول "حرية العمل". وأكدت إسرائيل طوال فترة المفاوضات الأخيرة أنها لن تتنازل عن "حقها" في شن هجمات في لبنان بحجة تطبيق وقف إطلاق النار وضمان التزام حزب الله بالاتفاق.

ولفتت القناة إلى أنه إذا تم التوصّل إلى اتفاق، فمن المتوقع أن يتم تقديمه للموافقة من قبل المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، فيما التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن كل شيء يعتمد على نتنياهو، وأن قرار إنهاء القتال وتمرير الاتفاق في "الكابينت" سيكون بيده إذا أراد ذلك.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مناطق مختلفة في لبنان بما في ذلك بيروت والضاحية الجنوبية، فيما يواصل حزب الله التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في قرى الجنوب، وقصف المستوطنات الحدودية ومدن المركز الإسرائيلي، إذ استهدف منها، أمس الأحد، مدينتي تل أبيب وحيفا المحتلة. وفي آخر إحصائياتها، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن غارات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان يوم السبت أسفرت عن 84 شهيداً و213 جريحاً. وبحسب الوزارة، بلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان 3 آلاف و754 شهيداً و15 ألفاً و626 جريحاً.

ويأتي هذا في وقت احتدم فيه القتال المباشر في ما بات يُعرف باسم قرى الخط الثاني في جنوب لبنان بين حزب الله والقوات الإسرائيلية، وذلك مع تحوّل مدينة الخيام، في القطاع الشرقي، ومحيط بلدة البياضة على الخط الساحلي في القطاع الغربي، إلى نقطتين مركزيتين في المعارك المباشرة.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الاثنين 25 نوفمبر 2024
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com