أعلنت السعودية عن نجاح موسم الحج صحياً وخلوه من أي أوبئة بين الحجاج، الذين سجل عددهم هذا العام أكثر من 1.8 مليون حاج، وهو أكبر رقم منذ جائحة فيروس كورونا، التي سبق أن أثرت على أداء المسلمين حول العالم لفريضة الحج.
جاء ذلك بحسب ما أعلنه وزير الصحة السعودي، فهد بن عبد الرحمن الجلاجل، مع إتمام الحجاج مناسك الحج وبدء مغادرتهم للمملكة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية (واس).
الوزير أكد "نجاح الخطط الصحية لموسم الحج لهذا العام 1444هـ، وخلوه من أي تفشيات أو مهددات للصحة العامة"، وأشار إلى "ما شهده هذا الموسم من عودة لأعداد الحجيج لما كانت عليه قبل الجائحة".
لفت الجلاجل إلى أن "المنظومة الصحية في المملكة عملت على الجاهزية بأكثر من (354) منشأة صحية عبر جميع القطاعات الصحية؛ لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن، أسهم في تقديمها أكثر من (36 ألفاً) من الكوادر الصحية من جميع القطاعات الصحية، ساندهم فيها أكثر من (7600) متطوع".
أضاف الجلاجل أن "أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية بلغ أكثر من (400 ألف) حاج، كما تم إجراء أكثر من (50) عملية قلب مفتوح، وأكثر من (800) قسطرة قلبية، إضافة إلى ما يزيد عن (1600) جلسة غسيل كلوي، مع تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى الصحة الافتراضي لأكثر من (4000) حاج، والتعامل مع أكثر من (8000) إصابة متعلقة بأشعة الشمس وارتفاع درجة الحرارة".
يعد موسم 2023 أول حج يشهد عودة كاملة للحجاج منذ جائحة كورونا، ومن بين 1.8 مليون حاج أدوا المناسك هذا العام يوجد أكثر من 184 ألفاً من الداخل، وبقية الحجاج من أكثر من 150 دولة.
كان قد بلغ عدد الحجاج خلال الموسم الماضي 899 ألفاً و353 حاجاً، فيما اقتصر موسم الحج لعام 2021 على مشاركة 60 ألفاً فقط من داخل المملكة، وشهد موسم عام 2020 نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون في 2019 من كافة أرجاء العالم.
كان حجاج بيت الله قد واصلوا أمس الجمعة رمي الجمرات بمشعر منى، في ثاني أيام التشريق، بينما توجه المتعجل منهم إلى الكعبة المشرفة لأداء طواف الوداع، إيذاناً بختام مناسك الحج.
رمى المتعجلون جمرات العقبة الصغرى، فالوسطى، ثم الكبرى قبل غروب الشمس، فيما قضى من تبقى من الحجاج ليلتهم في منى، انتظاراً لرمي بقية الجمرات اليوم السبت، ثالث أيام التشريق وآخر أيام الحج.
كانت وكالة الأنباء السعودية قد قالت إن "حركة الحجاج نحو جسر الجمرات اتسمت بالسهولة في مساراتهم في الذهاب للرمي، أو العودة إلى أماكن سكنهم في مشعر منى، أو توجههم إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم".
وبدأ عشرات آلاف من الحجاج، الجمعة 30 يونيو/حزيران 2023، بمغادرة مدينة مكة المكرمة، بعدما أتموا مناسك الحج في أجواء شديدة الحرارة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُشار إلى أن أيام التشريق ثلاثة، تلي يوم عيد الأضحى، ويرمي خلالها الحجاج الجمرات في منى، أكبر مدينة خيام في العالم، بشرق مكة، وتبعد عن المسجد الحرام 6 كيلومترات.
سميت أيام التشريق بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يشرّقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزونها للشمس حتى لا تفسد.