Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الأسرار الكاملة وراء صعود أحمد شفيق

أحمد شفيق النتائج الأولية التى خرجت من اللجان الانتخابية، تشير بشكل شبه مؤكد إلى أن هناك جولة إعادة بين مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسى، ومرشح النظام البائد أحمد شفيق، وما حصل عليه شفيق كان مفاجأة إصابة الكثيرين بالشلل، فهو أحد أركان النظام الذى ثار الشعب ضده وأسقطه، وكان من المسلم به ألا يحصل على أى رقم بين أصوات الناخبين، وجميع المراقبين أكدوا أنه سيكون فى آخر القائمة، فإذا بنتائج الانتخابات تأتى كالصاعقة التى أصابت كل الكثيرين بشلل، فالانتخابات لم تكن مزورة، والرجل حصل بالفعل على المركز الثانى بين المرشحين، وسوف يدخل جولة إعادة، وأمامه فرصة كبيرة فى أن ينجح ويحكم مصر، ليكون الشعب قد اختار مرة أخرى حسنى مبارك "بشرطة"، وهو الأمر الذى أثار ردود فعل صادمة، وقبل ردود الفعل حاولنا البحث فى أسباب هذا الصعود غير المتوقع لأحمد شفيق.

فى البداية يقول محمود الحداد، مسئول الاتصال السياسى بالحزب الوطنى المنحل، بقنا والفيوم: كانت مهامنا الأساسية فى الحزب الوطنى عبارة عن إدارة الانتخابات الداخلية للمنحل وإحضار تقارير من أمناء الوحدات الحزبية فى المراكز والقرى بكل أنحاء الجمهورية وكانت منظومة بالكامل من تخطيط المهندس أحمد عز.

وأضاف: فوجئت بعد حل الحزب الوطنى تماماً وكل قياداته إما فى السجن أو تفرقوا لأعمال أخرى مختلفة بعيدة عن العمل السياسى أو العمل السابق، إلا أنهم قاموا بالاتصال بنا لتجميع العاملين السابقين بالحزب مرة أخرى من أجل دعم ومساندة الفريق "أحمد شفيق" فى الانتخابات الرئاسية.

وأشار إلى أن الذين جمعوا كل الأشخاص هم القيادات الحزبية العاملة تحت مظلة الحزب المنحل، وبالتالى ذلك نفس الأسلوب والترتيبات والوظائف فى القديم لحشد المواطنين والجماهير لتصويت للفريق شفيق من خلال عمليات تزوير وتزييف ولكن هذه المرة بفكر وشكل منظم.

وأوضح الحداد أن تلك الاتصال بهم كان منذ 25 يوماً قبل إجراء الانتخابات ليتم التجهيز لتأييد شفيق ولكن الإشكالية أن تلك القيادات كانت تعمل فى هياكل تنظيمية وإدارية بالحزب الوطنى ومعروفة بمساندة "زوجة أحمد عز الدكتورة عبلة، والتى أقامت مقر داخل فيلا بالقرب من قسم الدقى بجوار الجمعية الاقتصادية للقوى السياسية، والتى تضم تنظيمًا سريًا لبعض القيادات، بالإضافة إلى الدكتور، بالإضافة إلى تعاون الدكتور محمد كمال الشاذلى أمين عام الإدارة الثقافية عن الحزب الوطنى، نجل كمال الشاذلى، ولكن من المفترض أن تلك التشكيلات والهياكل التنظيمية تم حلها وكان ولاؤها للنظام وليس للشعب.

وأرجح أن السبب الرئيسى وراء لجوء الفريق أحمد شفيق لقيادات الحزب الوطنى المنحل لمساندته ودعمه فى الانتخابات الرئاسية، باعتبار الحزب الوطنى كان يعمل بهيكل تنظيمى جديد، لأن الانتخابات لا يمكن تزويرها مرة أخرى، فبدأ نوع من التنظيم من خلال التعيين فى كل قرية ومركز أمين وحدة حزبية فى كل أنحاء الجمهورية والتى وصلت إلى 7500 وحدة حزبية ولها هيكل تنظيمى معروف تتكون من 7 أعضاء والتى تتمثل وظيفتهم فى حشد الجماهير فى الانتخابات لتصويت لمرشح بعينه وحشدهم عن طريق مؤتمرات جماهيرية وكل شخص مطالب أن يأتى معه 10 أفراد ويأتى مصطحباً معه كل أفراد أسرته، وبالتالى القرى والنجوع عبارة عن قبائل والتحكم فى صوت انتخابى واحد لتأييد شفيق سيكون عاملاً مؤثراً فى القدرة والتحكم على الأقل فى 120 ألف صوت، مشدداً على أن هذا الأسلوب الذى اتبعه الحزب المنحل وقياداته يمثل بالفعل وصول شفيق لكرسى السلطة وهو ما يعمل على إعادة إنتاج نظام مبارك وحزبه المنحل من جديد.

ويقول الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق ومرشح رئاسة الجمهورية الذى تنازل للمرشح الإخوانى محمد مرسى، إن صعود الفريق أحمد شفيق واقترابه من خوض جولة الإعادة شىء ملفت للنظر، ولكن للأسف الشديد هذا هو رأى الصناديق الانتخابية ونحن نحتكم دائمًا للديمقراطية.

وأشار الأشعل إلى أنه تنازل لمرسى حتى يلتف المصريون حول مرشح واحد يمثل تيار الثورة حتى لا يتم تفتيت الأصوات بين الإسلاميين، ولكن للأسف الشديد تم تفتيت أصوات الإسلاميين بين مرسى وأبو الفتوح، مع العلم أن مرسى يتصدر فى العديد من المحافظات.

وعلق الأشعل على أسباب صعود شفيق، قائلا: "هناك أجهزة معينة فى مصر ساعدت على ارتفاع نسب التصويت لصالح شفيق ويأتى على رأسها فئة رجال الأعمال وفلول الوطنى المنحل إلى جانب أجهزة أخرى يعلمها الجميع والتى حشدت أصواتًا كثيرة لدعم شفيق فى الانتخابات.

ونبه مساعد وزير الخارجية السابق أنه كان يجب استبعاد شفيق منذ البداية أى منذ صدور قانون العزل السياسى وكان يجب على لجنة الانتخابات الرئاسية استبعاده، لأنه بذلك سيعود النظام السابق مرة أخرى.

وقال الأشعل إنه من حق الشعب المصرى أن يعترض على نتيجة الانتخابات، ولكن اعتراضًا سلميًا وفى حدود القانون وليس من حق المجلس العسكرى استعمال القوة ضد هذا الحق.

الدعم القبطى لأحمد شفيق

على جانب آخر، أشار الدكتور نبيل لوقا بيباوى المفكر القبطى الشهير إلى أن المؤشرات الأولية تشير إلى احتمالية الإعادة بين الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين، وهذا هو رأى الصناديق الانتخابية ولا يعترض عليها أحد ويجب على الشعب احترامها.

وأضاف بيباوى أنه لا يجب على أحد الاعتراض على النتيجة ولا يفرض رأيه بالقوة فى صعود الفريق شفيق ومن يريد الاعتراض فالصناديق الانتخابية موجودة يعترض فيها ويدلى بصوته، فالصناديق هى الفيصل وهى تمثل الديمقراطية.

ونفى المفكر القبطى وجود توجيه من الكنيسة لدعم شفيق، قائلاً: أنا أولاد أخى انتخبوا حمدين صباحى وهم شباب، لأنهم يرون أنه يمثل شباب الثورة".

وبرر بيباوى صعود شفيق لأنه فى نظر المواطنين هو الرجل العسكرى القادر على استعادة الأمن فى مصر بعد الثورة وهذا كان سببًا جوهريًا لصعوده، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن صعود شفيق ودخوله الإعادة مع مرسى هو تعبير عن إرادة الأمة، وشفيق مرشح مدنى عسكرى قادر على استعادة الأمن فى الشارع المصرى وقادر على تحقيق أهداف المصريين.
سياسة | المصدر: المصريون | تاريخ النشر : السبت 26 مايو 2012
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com