Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الذكاء الاصطناعي ضيف مرحب به في غرف التحرير

تشات جي بي تي ينشغل الناس هذه الأيام وفي هذا العالم الذي أصبح غرفة واحدة تقريبا بمستحدث جديد ضمن التطورات المذهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو تطبيق الدردشة المسمى "تشات جي بي تي" (CHAT GPT).

وتطبيق "تشات جي بي تي" (CHAT GPT) عبارة عن روبوت أو برنامج يعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، يتحاور مع المستخدم ويجيب على ما يطرحه عليه من أسئلة.

التطبيق المذكور طورته شركة "أوبن إيه آي" (OPEN AI)، وهي شركة أميركية تحظى بدعم من شركة البرمجيات الشهيرة مايكروسوفت ومن إيلون ماسك الاسم الأبرز في عالم التكنولوجيا.

وبحسب ما يقوله عنه أصحابه، فإن "تشات بي جي تي" الذي طرح للاستخدام المجاني (حتى الآن) في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يمكن أن يشرح لك الحوسبة الكمومية بعبارات بسيطة، أو يقدم لك أفكارا لحفل عيد ميلاد طفل عمره 10 سنوات.

وقد وصل عدد من يستخدمونه إلى مليونين الأسبوع الماضي، ووفق الإعلان الذي يعرف به، فإن التطبيق مدرب على رفض الطلبات غير اللائقة، بيد أنه قد يعطي معلومات غير صحيحة، أو يقدم محتوى متحيزا وضارا في بعض الأحيان، كما أن معرفته محدودة فيما يتصل بأحداث العالم ما بعد 2021.

كنت قد وقفت على بعض الفوائد العديدة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي للصحافة الرقمية، ومؤخرا اطلعت على عدد من المقالات التي تستشرف مستقبل الصحافة وتطوراتها في عام 2023، وقد ركز معظمها على ضرورة الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

فقد كتب نيكولاس دياكوبولوس (1) أستاذ دراسات الاتصال وعلوم الكمبيوتر في جامعة نورث ويسترن أن أدوات الذكاء الاصطناعي يجب الإفادة منها داخل غرف الأخبار في تقديم المقترحات للصحفيين والمحررين، بدلا من كتابة النصوص التي تنشر مباشرة.

ويضيف أنه يمكن الطلب من هذه الأدوات أن تكتب 3 عناوين مميزة لمقالة ما، أو أن تلخص نصا علميا مع البعد عن اللغة الاصطلاحية. ويشير إلى أن العديد من التجارب التي قام بها في هذا السياق كانت نتائجها مذهلة خاصة ما يتصل بجودة النص الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء لاصطناعي.

وبحسب كاتب المقال يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي هذه أن تفعل الكثير، فيمكنها إعادة كتابة النص لتبسيطه لجمهور مختلف، وتلخيص المستندات، واقتراح عناوين بديلة، وتحديد زوايا للتقارير الصحفية. ويمكن استخدامها في صحافة البيانات، لتصنيف المستندات أو استخراج البيانات.

ويختتم الكاتب مقاله بأن أدوات الذكاء الاصطناعي قد لا تصلح لكل المهام، وأن ثمة حدود يجب الوقوف عندها فيما يتصل بالإفادة منها في غرف الأخبار، فهي قد تبدو متحيزة، وقد تتحول إلى أداة لإنتاج المعلومات المضللة، وبالتالي فإن أي نص تنتجه أدوات الذكاء الصناعي يجب مراجعته للتأكد من دقة معلوماته.

وفي السياق ذاته، يرى سام غوزيك (2) المستشار وخبير الاستشراف في "معهد المستقبل اليوم" أن الانفتاح على إمكانيات الذكاء الاصطناعي، خاصة ما يتصل بالتحقق من صدقية ودقة المعلومات سيكون هو التوجه السائد في عالم صناعة الأخبار في العام 2023. ويضيف أن فرقا من علماء الكمبيوتر حول العالم طوروا بالفعل أنظمة ذكاء اصطناعي مصممة لاكتشاف المعلومات المضللة أو الأخبار المزيفة.

وبعد القراءة السريعة في مجال استخدام أنظمة وأدوات الذكاء الاصطناعي في الصحافة وتوظيفها داخل صالات التحرير آثرت أن أجرب بشكل عملي، وقد بدأت ذلك بالدخول مباشرة إلى عوالم "تشات جي بي تي" (CHAT GPT).

وبعد التحية والمجاملة قدمت مسألتي إلى التطبيق الجديد مباشرة وكان سؤالي مباشرا (باللغة الإنجليزية) أملا في جواب كاف وشاف: كيف يمكننا استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة الرقمية؟ ولم أنتظر سوى ثوان حتى جاءني الرد يتهادى بلغة إنجليزية سليمة، لا يأتيها الخطأ من بين أسطرها، ولا عبر معانيها، ولكني طمعت في المزيد فطلبت أن يعيد لي ما قاله، ولكن هذه المرة بلغة الضاد، ولم يخيب ظني في الاستجابة لطلبي، بيد أنه خيبه في نوعية المحتوى المقدم من حيث الدقة وتماسك اللغة وسلاسة الأسلوب، فشكرته على ما تفضل به أولا.

ويمكن أن ألخص لكم إجابة "تشات جي بي تي" على سؤالي بالتالي:

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة الرقمية مثل:

الحصول على الأخبار والتحقق من دقتها: حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحصول على القصص الإخبارية من مجموعة متنوعة من المصادر، وفي الوقت نفسه التحقق من دقتها.
تقديم مقترحات إخبارية معينة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في اقتراح موضوعات إخبارية أو صحفية معينة للجمهور، وذلك بناء على المعلومات الخاصة باهتمامات ذلك الجمهور والمستقاة من سجل القراءة الخاص به.
إنتاج محتوى مكتوب: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج مقالات إخبارية، لا سيما تلك التي تتعلق بتحليل البيانات أو تلخيص كميات كبيرة من المعلومات.
تحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الصور ومقاطع الفيديو في القصص الإخبارية، أو لإضافة معلومات توضيحية.
الإشراف على تعليقات الجمهور: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعديل تعليقات الجمهور على المقالات الإخبارية أو منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ووضع علامة على المحتوى غير المناسب أو المسيء لكي تتم مراجعته من المشرف البشري.

ويختتم السيد "تشات جي بي تي" (CHAT GPT) رده السريع والموجز لسؤالي بالتأكيد على أن:

"بشكل عام، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تحسين كفاءة ودقة الصحافة الرقمية بشكل كبير، ولكن من المهم للصحفيين والمؤسسات الإخبارية أن يفكروا بعناية في الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عملهم".

الفقرة أعلاه هي ترجمة مباشرة من غوغل، ودون أي تدخل مني، وهي تشير إلى الإمكانية الواسعة لأدوات وأنظمة الذكاء الاصطناعي وقدراتها الكبيرة التي يمكن أن يستفاد منها في أكثر من مجال، طبعا مع مراعاة الآثار المترتبة على ذلك، وخاصة الأخلاقية، كما أشار إلى ذلك صديقي الروبوت في "تشات جي بي تي" (CHAT GPT) الذي أسهم معي كثيرا في كتابة هذه المدونة.
تكنولوجيا و علوم | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الجمعة 13 يناير 2023
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com