Akhbar Alsabah اخبار الصباح

فنلنديون يدفعون 200 يورو لكتابة رسائل ضد روسي

القذائف التي تستخدمها القوات الأوكرانية يدفع فنلنديون 200 يورو من أجل كتابة رسائل على القذائف التي تستخدمها القوات الأوكرانية في قصف مواقع روسية، إذ يقدمون بذلك دعماً لقوات كييف من جهة، ومن جهة أخرى يعتبرون ذلك نوعاً من الرد على غزو روسيا لفنلندا قبل أكثر من 80 عاماً، والذي أسيلت فيه الكثير من الدماء. 

صحيفة The Times البريطانية قالت إن الكولونيل (عقيد) السابق في المخابرات العسكرية الفنلندية، مارتي كاري، والذي أصيب والده بنيران مدفعية الاتحاد السوفييتي في عام 1940، انضم لمئات الفنلنديين الذين دفعوا أموالاً لكتابة رسائل على القذائف المستخدمة في قصف مواقع روسية في أوكرانيا.

منظمة SignMyRocket.com غير الربحية، التي تجمع الأموال للقوات الأوكرانية عبر السماح لمؤيديها برعاية الذخائر، قالت إنَّ فنلندا تأتي في المركز الثاني بين أكبر مصادر للتبرعات بعد الولايات المتحدة.

اختار كاري، الذي يعمل الآن أستاذاً في جامعة يوفاسكيلا، الكلمات: "عيد ميلاد سعيد من عائلة كاري!"، وكتب على تويتر: "في فبراير/شباط 1940 أصيب والدي بشظية قذيفة أثناء قتاله ضد العدوان الروسي في برزخ كاريليان".

أضاف كاري: "الآن أتيحت لعائلتنا فرصة إطلاق قذيفة مدفعية عيار 155 ملم برسالة مخصصة للمعتدين الذين هاجموا مدينة باخموت [بلدة أوكرانية محاصرة حالياً من القوات الروسية]، في عيد الميلاد هذا العام، والآن صرنا متعادلين". 

بدورها، استحضرت صوفي أوكسانين، روائية وكاتبة مسرحية فنلندية، ذكريات حرب فنلندا الشتوية ضد غزاة الاتحاد السوفييتي بالدفع مقابل رسالة خاصة على قذيفة مدفعية.

كتبت أوكسانين على تويتر: "هذا العام، ذهبت الأموال التي كنت سأنفقها على الألعاب النارية لنوع من الصواريخ للدفاع عن أوكرانيا من العدوان الروسي"، مضيفةً: "لدي شعور أيضاً أنَّ جدي الفنلندي، وجدي الإستوني، المناهض للسوفييت، وإخوة جدتي الإستونية، الذين ماتوا أثناء مطاردة الشرطة السرية السوفييتية لهم، جميعهم أرسلوا معي أمنياتهم".

تُشير الصحيفة البريطانية، إلى أنه بعد قضاء عقود بإعطاء نموذج مثالي عن الحياد الحذر، والتعامل أولاً مع الاتحاد السوفييتي ثم روسيا بعناية فائقة، وجدت فنلندا حافزاً في هجوم الرئيس بوتين على أوكرانيا.

تقدمت فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأعلنت عن زيادة قدرها مليارا يورو (ملياران و146 مليون دولار أمريكي) في الإنفاق الدفاعي، وأرسلت معدات عسكرية لأوكرانيا. 

كان الجمهور الفنلندي هو الدافع المباشر وراء هذا التحول في السياسة؛ إذ دعا 58% إلى ميزانية عسكرية أكبر، وأعرب 85% عن قلقهم بشأن روسيا، و83% قالوا إنه يجب الدفاع عن الأراضي الفنلندية بأي ثمن.

مع ذلك، لا يشعر الجميع في فنلندا بالراحة حيال التدفق المفاجئ للمشاعر المعادية للجيش الروسي، واقترحت الصحيفة الرائدة في البلاد، Helsingin Sanomat، أنَّ بعض الرسائل ربما تكون قد تجاوزت الخط الفاصل بين الغضب الأخلاقي المُبرَّر والاستياء المهين للإنسانية.

من جانبها، قالت كاتي باربي، أستاذة التاريخ الروسي، للصحيفة، إنَّ المشاعر القديمة من "الرُهاب من روسيا وروح الانتقام" عادت للظهور مرة أخرى في فنلندا.

يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.
سياسة | المصدر: عربي بوست | تاريخ النشر : الثلاثاء 10 يناير 2023
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com