دول أوروبية تعاني من موجات حر غير مسبوقة

تشهد دول أوروبية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، تسبب في حرائق في بعضها، من بينها فرنسا وألمانيا، في حين أسفرت عن وفاة المئات في إسبانيا والبرتغال، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وتواصل فرق الإطفاء في فرنسا جهودها للسيطرة على حريقين كبيرين اندلعا في إقليم جيروند (جنوب غربي البلاد)، وأديا حتى الآن إلى تدمير 9 آلاف هكتار وإجلاء 12 ألف شخص، وذلك في سياق موجة حر يمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية محليا، وفقا للأرصاد الجوية الفرنسية التي وضعت 37 قسما في درجة عالية من التأهب اليوم الأحد.

وحذرت المؤسسة العامة للأرصاد الجوية من أن "الحرارة تتزايد بينما تنتشر موجة الحر في مختلف أنحاء البلاد".

وقالت مصادر الحماية المدنية إن النار تراجعت في بلدة تيست دو بوش، في حين قالت محافظة الشرطة في بلدة لانديرا إن الأوضاع ليست تحت السيطرة بعد.

وفي المجمل، اضطر أكثر من 14 ألفا من المقيمين والمصطافين إلى حزم حقائبهم بشكل عاجل منذ الثلاثاء الماضي. كما أقيمت 7 مراكز إيواء طارئة ووحدة طوارئ طبية ونفسية لدعم المتضررين.

أما البرتغال، فشهدت هدوءا صباح اليوم الأحد على جبهة مواجهة النيران. وظلت بؤرة واحدة نشطة بالقرب من بلدة تشافيس في أقصى شمالي البلاد، في حين تمت "السيطرة عمليا" على أكثر من 90% من محيطها، وفقا للحماية المدنية البرتغالية.

ومع ذلك، عدت جميع الأراضي البرتغالية تقريبا معرضة للحرائق اليوم الأحد، بناء على مخاطر "قصوى" أو "عالية جدا" أو "عالية"، ولا سيما المناطق الداخلية الوسطى والشمالية.

ولم يصدر معهد الأرصاد الجوية البرتغالي أي تحذير من ارتفاع درجات الحرارة اليوم الأحد. وهي المرة الأولى منذ الثامن من يوليو/تموز الجاري التي لا تتجاوز فيها درجات الحرارة في البرتغال 40 درجة مئوية. في حين أن درجة الحرارة كانت وصلت إلى رقم قياسي كبير، 47 درجة مئوية.

وشمالي أوروبا، أصدرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية المملكة المتحدة أول تنبيه "أحمر" من الحرارة الشديدة، محذرة من "خطر على الحياة".

وقال مكتب الأرصاد الجوية إن درجات الحرارة جنوبي إنجلترا قد تصل إلى 40 درجة للمرة الأولى، الاثنين أو الثلاثاء المقبلين.

وكانت السلطات البريطانية أعلنت فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد، بعد أن وصلت درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة.
درجات حرارة قياسية

وقد تكون موجة الحر هذه هي الأعلى في أوروبا منذ نحو 70 عاما؛ فوفقا لمعهد "بوتسدام" المختص في المناخ، فإن فصول الصيف الأشد حرا في أوروبا منذ 1500 سجلت جميعها في القرن 21.

ففي ألمانيا، ستتجاوز الحرارة رقمها القياسي المسجل منتصف القرن الماضي، لتصل إلى نحو 40 درجة مئوية، وهي درجة الحرارة المتوقعة جنوبي فرنسا أيضا.

أما في إسبانيا وصلت الحرارة إلى 45 درجة ونصف الدرجة، وستزيد درجة الحرارة على 40 في هولندا خلال الأسبوع الجاري.

وفي موجة الحر الأوروبية عام 2003، قدر العلماء من خلال تحليل الوفيات أن نحو 70 ألف شخص -معظمهم من المرضى وكبار السن- ماتوا بسبب ارتفاع الحرارة.