Akhbar Alsabah اخبار الصباح

صيحات عالمية ضد الاستثمار في العملات المشفرة

استثمارات العملات المشفرة نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تقريرًا لكاتبها ستيفن زيتشيك، قال فيه إن هناك مجموعة متزايدة من الخبراء التقنيين يطلقون تحذيرات قوية حول مخاطر الاستثمار في العملات المشفرة.

وأضاف زيتشيك أن هؤلاء الخبراء أطلقوا مؤخرا تحذيراتهم للحكومات والمواطنين على السواء بشأن الاستثمار في العملات المشفرة.

وبحسب الكاتب، فقد قال نيكولاس ويفر، خبير أمن الحاسوب من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، الذي لطالما رفع قضية مالية وأخلاقية ضد الاستثمار في العملات المشفرة: "شعرت لفترة طويلة وكأن عددا قليلا منا يصرخ دون جدوى، ولكن أعتقد أن هناك المزيد منا الآن، وآمل أن يساعدنا ذلك في أن يتم الاستماع إلينا".

في يوم الأربعاء الماضي، كان ويفر واحدًا من 26 شخصية تكنولوجية مؤثرة وجهت تلك الصيحات إلى الكونغرس، ففي رسالة موجهة إلى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشارلز إي شومر (ديمقراطي من نيويورك)، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي)، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) وزعماء آخرين في الكونغرس، حددت المجموعة ما وصفته بالمخاطر الجسيمة المحتملة للعملات المشفرة.

لم يوضح الخطاب -الذي كان بعنوان "رسالة لدعم سياسة التكنولوجيا المالية المسؤولة"- ما المطلوب من الحكومة الأميركية لكن كان من الواضح أن المجموعة تريد تحركات مثيرة لكبح الاستثمار في العملات المشفرة، إن لم يكن القضاء عليه تمامًا حيث قال البيان: "نحن بحاجة إلى التحرك الآن لحماية المستثمرين والسوق المالية العالمية من المخاطر الشديدة التي تشكلها الأصول المشفرة".

وانضمت -يوم الخميس- المدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس (ديمقراطية) إلى المشككين، وأرسلت "تنبيهًا للمستثمر" حول الطبيعة الأساسية لمخاطر العملات الرقمية، حيث قالت: "حتى العملات الافتراضية المعروفة من منصات التداول ذات السمعة الطيبة يمكن أن تنهار ويمكن للمستثمرين أن يخسروا المليارات في غمضة عين"، مستشهدة بتضارب المصالح والرقابة المحدودة، مضيفة: "في كثير من الأحيان، تسبب استثمارات العملات المشفرة خسائر أكبر من المكاسب للمستثمرين".

ويؤكد الكاتب أن الكارثيين (أي الذين يقولون إن الاستثمار في العملات المشفرة كارثي) ما زالوا مجموعة مبعثرة ويفتقدون التنسيق فيما بينهم، لكن يمكنهم الإلحاح في ندائهم، وجمع المتابعين المتزايدين مع تفاصيل دراماتيكية لسيناريوهات أسوأ الحالات.

ومن بين الموقعين على الخطاب، "بروس شناير" عالم التشفير بجامعة هارفارد، ومهندس "غوغل" كيلسي هايتاور، وأيضا رائد "نت سكيب نيفيغيتر" جيمي زاوينسكي، و"ديفيد جيرارد" المدون والمؤلف المقيم في إنجلترا، فضلا عن مولي وايت، البلوغر الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي والذي كان من أوائل منتقدي التشفير.

لكن المجموعة الأكبر من "الكارثيين" تتجاوز الموقعين وتشمل أشخاصًا بينهم "منظمة المؤتمر الإسلامي" والممثل بن ماكنزي وأيضًا عدد من المحاربين القدامى في عالم المال الذين ساعدوا في توقع أزمة الرهن العقاري الثانوي لعام 2008، بما في ذلك الاقتصادي نورل روبيني، و"جون بولسون" مدير المحفظة الوقائية، و"نسيم طالب" المؤلف وعالم الرياضيات الذي كتب أفضل الكتب مبيعًا بعنوان "البجعة السوداء"، الذي يفترض أن العديد من الأحداث الأكثر تأثيرًا في التاريخ لم تكن متوقعة.

على الرغم من تباين المهنة، توصل الكارثيون إلى استنتاجات متشابهة جدًا حول جنون الاستثمار في العملات الرقمية في عام 2020، ويقولون إن حمم البركان قادمة لا محالة وستكون كبيرة.

ويقول الكارثيون إن حجم السوق يعزز المخاطر، وهم يشيرون إلى الافتقار إلى التنظيم، وهو منتج خالٍ من القيمة المتأصلة أو التدفق النقدي، الذي تعتمد ملاءته على عدد متزايد من اللاعبين الجدد والأسواق التي تتلاعب بها قلة من النخب المالية.

وفي الجانب الآخر لا يتفق الكثير من رؤساء البلديات من ميامي إلى نيويورك مع هذا الرأي بخصوص العملات المشفرة، في حين أن كلا من الشركات المالية ذات التطلعات المستقبلية مثل "سيلفرغيت" (Silvergate) وشركات التكنولوجيا الممتازة مثل "آي بي إم" (IBM) قد انضمت إلى ركب العملات المشفرة، ويقولون إن القيمة السوقية التي تبلغ تريليون دولار لن تختفي في أي وقت قريب، ولا ينبغي لها أن تزول.

ونقل الكاتب عن جيرارد، وهو مدون مالي ومؤلف قديم: "لديك متداولون رديئون للغاية يستفيدون من سوق غير منظم، ويريدون أن يخدعوك مرة تلو الأخرى، وبعد ذلك يريدون أن يخدعوا أصدقاءك وعائلتك وصناديق المعاشات التقاعدية حتى في النهاية لم يتبق شيء للخداع"، مضيفًا وهو يقدم نسخة ملونة من رسالة "الكارثيين": "لذلك أشعر أنا والآخرون أننا بحاجة إلى الوقوف وقول شيء حيال ذلك".

ويلفت الكاتب إلى أنه بالعودة إلى عام 2021، عندما بدا أن العملات المشفرة في صعود في الاتجاه المستقر، خَلُصَتْ دراسة جديدة أجرتها مؤسسة "بيو ريسيرتش" (Bio Research) إلى أن 16% من الأميركيين يستخدمون أو يستثمرون في العملات المشفرة.

واعتبر الكاتب أن انهيار العملة الرقمية "لونا تيرا" (Luna Terra) بنسبة تزيد على 95%، وانخفاض عملة البيتكوين بنسبة 56% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق، كان دافعًا للكارثيين للاستمرار في تلميع رسالتهم، ويبدو المناخ الآن أكثر ملاءمة لرسالة المجموعة أكثر من أي وقت مضى.

ويرى الكاتب أنه نظرًا لعدم وجود أي عائد واضح يستفيد منه مالك البيتكوين، فما يمنع أن نتوقع أنه في أي وقت في المستقبل من الممكن أن تصل القيمة إلى صفر، أو تصبح التكنولوجيا مما عفا عليها الزمن، أو أن تفقد البيتكوين جاذبيتها بالنسبة للأجيال المقبلة.

وأشار الكاتب إلى أن المنتقدين يأملون أيضًا أن تؤثر المخاوف البيئية على الرأي العام، حيث يستهلك إنشاء عملات البيتكوين طاقة أكثر كل عام في الأرجنتين، لأنها تستخدم كميات هائلة من الطاقة الحاسوبية لتوليد الحسابات اللازمة لتعدين العملات وهي نقطة يقولون إنها يجب أن تلقى صدى لدى أي شخص مهتم بالبيئة.

واختتم الكاتب بقول ويفر: "لا أعتقد أننا بحاجة إلى الحكومة لكي تختفي مساحة العملات المشفرة بشكل أساسي، فالأشخاص الذين يخسرون الكثير من المال سيفعلون ذلك أيضًا. ولسوء الحظ، هذه طريقة مؤلمة جدا".
إقتصاد | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الأربعاء 08 يونيو 2022
أحدث الأخبار (إقتصاد)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com