Akhbar Alsabah اخبار الصباح

كيف سيبدو الفضاء الإلكتروني في 2025 ؟

الفضاء الإلكتروني قبل 8 أعوام من الآن، أصدرت مايكروسوفت تقريرًا بعنوان "الفضاء الإلكتروني 2025.. قرارات اليوم، تضاريس الغد". كيف سيبدو المستقبل، وكيف ستؤثر الخيارات التي تتخذها المنظمات في الوقت الحاضر على قدرتها على تشكيل التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية بعد عقد من ذلك الوقت؟

تقارير عديدة كانت قد أُطلقت خلال العشريتين الأخيرتين لقياس ما ستؤول إليه الحياة الشبكية حتى عام 2025، حيث تنظر معظم تلك التقارير إلى المستقبل العام للتكنولوجيا، وإدخال الإنترنت في الأشياء، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والتهديدات الأخطار المحتملة التي قد تنجم عن الهجمات الإلكترونية، وأثر الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الوظائف، وصعود التطبيقات في عصر الغيغابات، ومستقبل الخصوصية… إلخ.

تقرير مايكروسوفت أعلاه تساءل أيضا عن الشكل الذي سيغدو إليه الفضاء الإلكتروني بحلول عام 2025، فثمة أكثر من 91% من الناس في البلدان المتقدمة وما يقرب من 69% في الاقتصادات الناشئة سيستخدمون الإنترنت. العالم سيشهد تغيرات غير عادية في هذا الفضاء، مما يعني النمو المتزايد في الاتصال بشبكة الإنترنت والأجهزة الرقمية، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي… وغيرها من المواضيع ذات العلاقة التي تلوح في الأفق بشكل كبير على أجندة اليوم وطاولة الغد.

القوة التحويلية للتكنولوجيا والاتصال، والتحولات الديموغرافية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة، والفجوات المتزايدة في المهارات التي تدعم عالما يعتمد بشكل كبير على الإنترنت كانت إحدى المواضيع التي سلط التقرير الضوء عليها وقدّم 3 سيناريوهات للعالم في عام 2025، استندت جميعها إلى نموذج قياسي بالاعتماد على أكثر من 100 مؤشر اجتماعي واقتصادي بإشراف كبار الباحثين والمؤسسات متعددة الأطراف، مثل المنتدى الاقتصادي العالمي وخبراء آخرين حول القضايا التي ستؤثر على العالم بغض النظر عن السيناريو الذي سيؤتي ثماره.

ما يلفت الانتباه في التقرير الذي اطلعت عليه متأخرا بحكم اهتمامي بالموضوع، أن قوة وسرعة التغيير التكنولوجي ستشكل تحديات وفرصا للأفراد والمنظمات المجتمعية والشركات والحكومات على حد سواء، ويتمثل أحد التحديات الأساسية التي تواجه صانعي السياسات الحكومية في كيفية موازنة التغيير التكنولوجي الهائل وإدارة الجيل الجديد من المخاطر في الوقت نفسه، وأن مفتاح النجاح لذلك المشهد هو الإعداد والتوازن، وعلى صانعي السياسات والشركات والمنظمات المجتمعية الاستعداد بشكل أفضل للتغييرات التكنولوجية المقبلة والاستفادة من التطورات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لمعالجة قضايا مثل الحوكمة والرفاه الاجتماعي والاقتصادي، وتمكين جميع أصحاب المصلحة من التفكير بعناية في كيفية تأثير خيارات السياسة الحالية على النتائج المستقبلية.

يتطلب التنقل في التضاريس المستقبلية للفضاء الإلكتروني فهما سليما للاتجاهات عبر الأشخاص والبيانات والأجهزة والعلاقات في ما بينهم. بحلول عام 2025، سيكون هناك شمال عالمي غني بالأجهزة وجنوب عالمي غني بالبشر. بغض النظر عن نصف الكرة الأرضية، فإن الأغلبية العظمى من اتصالات الإنترنت الجديدة ستكون متنقلة. وفي عالم شديد الاتصال، سيأخذ أمن واستقرار الإنترنت وحوكمتها أهمية أكبر لصناع القرار والشركات والمواطنين.

بحلول عام 2025 سيتم توصيل أكثر من مليارات الأشخاص وعدد لا يحصى من الأجهزة بالإنترنت، وسيكون هناك ما يقرب من 20 مليونا من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات سنويا، وأكثر من 3 أرباعهم من الاقتصادات الناشئة؛ وهذا يؤكد قدرات إدارة المخاطر الحالية عبر جميع السيناريوهات الثلاثة لكل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة.

اليوم نقول إن العالم يتجه بسرعة نحو الاتصال في كل مكان، والذي من شأنه أن يغير بشكل أكبر كيف وأين يربط الناس المعلومات ويجمعونها ويشاركونها ويستهلكونها، وبعيدا عن السيناريوهات التي رسمها التقرير لعام 2025 فإن البشرية تعيش اليوم اللحظة الأكثر تطورا وحداثة في خطّ الزمن البشري، التي تبدو فيها البيانات أثمن من أي وقتٍ مضى. لماذا نقول ذلك؟ لأن عالم البيانات وصلت حجم مبيعاته إلى 100 مليار دولار في عام 2017. ووصلت عام 2020 إلى ما يقارب 742 مليار دولار. وحسب الدراسات المتخصصة فمن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى نحو 1.6 تريليون دولار بحلول عام 2025.

حسب تقرير نشره موقع "داتا بورت" كان هناك أكثر من 10 مليارات جهاز متّصل بالشبكة العنكبوتية، وثمة توقعات بأن يصل هذا الرقم إلى أكثر من 25 مليار جهاز عام 2025، مع إمكانية خلق 4 تريليونات دولار إلى11 تريليون دولار من القيمة الاقتصادية بحلول عام 2025 عبر الحلول التي تؤمّنها هذه العملية.

السؤال الذي نطرحه: كيف ستبدو الحياة الرقمية بعد 25 عامًا من اليوم؟ ما حجم التغير الذي سيطرأ على الإنترنت بحلول عام 2050؟ هل ستتحق نبوءة إريك شميدت رئيس شركة "ألفا بت" المالكة لشركة غوغل، الذي توقع أنه في غضون السنوات العشر أو 15 المقبلة من المرجح أن تنقسم شبكة الإنترنت الدولية إلى شبكتين كبيرتين؛ إحداهما بقيادة الصين والأخرى بقيادة أميريكا؟ فهل سيضع انعدام الثقة بين الشرق والغرب نهاية لشبكة الإنترنت العالمية في ظل تنامي الحمائية واللهجة القومية الآخذة في الانتشار بجانب المخاوف الأمنية والهجمات السيبرانية المتزايدة؟ من يدري؟!
تكنولوجيا و علوم | المصدر: الجزيرة - خالد وليد محمود | تاريخ النشر : الثلاثاء 18 يناير 2022
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com