Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حان الوقت لمنع أطفالك من تقليد مشاهير التواصل الاجتماعي

تقليد مشاهير التواصل الاجتماعي خطير ومخيف ومثير، ذلك التحدي الذي انتشر مؤخرا عبر منصة "تيك توك" في الأيام القليلة الماضية بعنوان "بلاك أوت" (Blackout)، يقوم خلاله المراهق بخنق نفسه حتى فقدان الوعي، لتبدأ سلسلة من حالات الوفيات بين الشباب والمراهقين التي تعزى إلى المشاركة في التحديات المميتة على منصات التواصل الاجتماعي.

قبل أيام قليلة، توفي صبي يبلغ من العمر 12 عامًا من أوكلاهوما، بعد مشاركته في تحدي "بلاك أوت".

وفي يونيو/حزيران الماضي، عُثر على لاتيريوس سميث جونيور البالغ من العمر 9 أعوام ميتًا في غرفة نومه، وفي أبريل/نيسان الماضي عُثر على جوشوا هايلييسوس البالغ من العمر 12 عامًا من ولاية كولورادو ميتًا في حمامه. وجميعهم شاركوا في تحديات منصات التواصل الاجتماعي.

في البداية، انتشرت تحديات الإنترنت على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التشجيع على المشاركة في الأعمال الخيرية، لتتنوع بعدها الأسباب، بعضها حسن النية وأخرى مسلية إلى حد ما، إلا أنها أصبحت تشكل تهديدا على حياة المراهقين.

في عام 2014، جمع تحدي دلو الثلج ملايين الدولارات لأبحاث التصلب الجانبي الضموري. لكن تحدي "بينادريل" (Benadryl)، الذي ظهر العام الماضي، شجع الناس على تناول كمية زائدة من الدواء في محاولة للهلوسة.

كما انتشر تحدي فيروس كورونا العام الماضي، ليشجع الناس على لعق الأسطح في الأماكن العامة.

وتبدو تحديات مواقع التواصل الاجتماعي، جذابة وممتعة للمراهقين، ووسيلة لجذب الأنظار إلى شجاعة وجرأة مزعومة، لجمع الإعجابات والتعليقات المرحة، حتى لو تعرضت حياتهم للخطر.

ويقول ميتشل برينشتاين، كبير مسؤولي العلوم في الجمعية الأميركية لعلم النفس، لموقع "يو إس توداي" (US TODAY) إن "الأطفال بطبيعتهم أكثر عرضة للتأثر بأقرانهم في سن المراهقة، وعملت وسائل التواصل الاجتماعي على تضخيم عمليات تأثير الأقران هذه، لتصبح أكثر خطورة بكثير مما كانت عليه من قبل".

وقد يجد المراهقون هذه التحديات مسلية ومثيرة في بعض الأحيان، خاصةً عندما لا يرون الناس يتعرضون للأذى، مما يزيد من احتمالية مشاركتهم.

وأشار برينشتاين إلى أن المراهقين هم بالفعل أقل مهارة من البالغين في تقييم المخاطر، وعندما تتم الإشادة بأقرانهم من خلال الإعجابات والتعليقات، فقد يصبح ذلك دافعا للمخاطرة بحياتهم دون وعي.

وكشفت دراسة مجلة "سايكولوجيكال ساينس" (Psychological Science) أن المراهقين أكثر ميلا للإعجاب بالمؤثرين على مواقع التواصل، من أولئك الذين لديهم القليل من الإعجابات، وهو اكتشاف ينطبق على الصور المحايدة وتلك التي تصور سلوكيات محفوفة بالمخاطر.

وبحسب الدراسة فقد كانت مشاهدة الصور التي تحتوي على العديد من الإعجابات مرتبطة بنشاط أكبر في أجزاء من الدماغ متصلة بالتقليد.

وتقول جاكلين نيسي، أستاذة الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة براون، إن وسائل التواصل الاجتماعي فريدة من نوعها من حيث إنها توفر منتدى عامًا مع جمهور كبير، وإمكانية الوصول الفوري إلى الأقران، وردود فعل قابلة للقياس في صورة الإعجاب، وكذلك ردود الأفعال المحبة والغاضبة والمثيرة إلى جانب التعليقات حتى وإن كانت مستفزة أحيانا.
وقال برينشتاين، إن هناك 4 آليات تدفع تأثير الأقران:

ضغط الأقران الصريح: "من الأفضل أن تفعل هذا وإلا فلن أكون صديقك"، وقبل وسائل التواصل الاجتماعي كان الضغط موجودا عادةً فقط أثناء التواصل وجهاً لوجه. أما الآن، فهناك بالفعل جمهور عالمي من الأشخاص الذين يمكنهم تقديم هذا النوع من التملق على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

التدريب على الانحراف: يحدث هذا عندما يحصل المراهقون على تعزيز إيجابي لفعل الأشياء المثيرة، والتي يمكن أن تشمل في كثير من الأحيان كسر القواعد أو الانخراط في سلوك خطير.
سوء تقدير المعايير: تحاول أدمغة المراهقين باستمرار فهم ما هو طبيعي، وما إذا كانت تتناسب مع الأغلبية أم لا؟ ويمكن أن تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعقيد هذا، لأنه إذا كان هناك 20 منشورا في ملف الأخبار الخاص بك حول تحدي فيروس كورونا، فقد تعتقد أن كل شخص يقوم بتحدي فيروس كورونا، حتى لو كان بالفعل هناك 20 شخصًا لديهم مثل هذا الحكم السيئ، بحسب برينشتاين.

تعزيز الهوية: في مرحلة المراهقة، تتأثر هوياتنا بناءً على تعليقات الأقران الجيدة والسيئة، فإذا شارك صديق ما على وسائل التواصل الاجتماعي في تحدٍ وحصل على مئات الإعجابات، فإننا نرغب في تقليده.

وتمثل مناقشة مخاطر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع الأطفال تحديًا للآباء اليوم، لأنهم لم يتعرضوا لهذه الضغوط الخاصة حينما كانوا أطفالا، ويشعر الكثير من الآباء بقلة الحيلة لأسباب مفهومة.

لكن على الآباء أن يقاوموا ذلك بتكريس المزيد من الوقت والطاقة لسؤال الأطفال: "أرني، أخبرني، واشرح لي ماذا يعني ذلك؟ ما شعورك عندما ترى ذلك؟" لمعرفة ما يدور في ذهن الأطفال، وكيف يقيّمون ما يشاهدونه على منصات التواصل الاجتماعي.
تكنولوجيا و علوم | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الجمعة 30 يوليو 2021
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com