Akhbar Alsabah اخبار الصباح

مسجد تقسيم وبداية تاريخ جديد لأشهر ساحة في تركيا

مسجد تقسيم مشهد جديد ظهر عليه ميدان تقسيم في قلب مدينة إسطنبول التركية أمس الجمعة، حيث شهد مسجد "تقسيم" الجديد أول صلاة جمعة جماهيرية غير رسمية، منذ أن افتتحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 28 مايو/أيار الماضي.

هذا الحدث الذي سيتكرر أسبوعيا يعدّ بداية حقبة جديدة للميدان الشهير، وطابعا عاما لن يغيب عن المنطقة، على حد قول العاملين والقاطنين فيها.

"جئنا لنشهد بداية تاريخ جديد لهذا الميدان وهذه المنطقة السياحية"، بهذه العبارة وصفت السيدة السورية المنتقبة فاطمة، مشاعرها وهي تطأ بقدميها للمرة الأولى ميدان تقسيم منذ وصولها إلى تركيا قبل 4 سنوات.

مشهد تجمّع الجماهير الغفيرة حول مسجد "تقسيم" لتأدية صلاة الجمعة، لم يكن حدثا غريبا على فاطمة فحسب، بل على عدد من السيدات العربيات اللواتي جلسن في ساحة المسجد الخارجية للمشاركة في هذا اليوم، بعد أن امتلأ المسجد عن آخره بالمصلين.

وأضافت فاطمة للجزيرة نت "لم أكن أتخيل أن أزور هذه المنطقة. نحن نعرف عادة أنها للشباب والسائحين الأجانب الذين يريدون الاستمتاع بالسهر والتسوق".

صلاة الجمعة الأولى في المسجد بعد افتتاحه الأسبوع الماضي ورفع التدابير الاحترازية لمكافحة كورونا التي كانت تحد من أعداد المصلين داخل المساجد، جذبت أيضا السائحين من الدول الأوروبية، لغرابة الحدث عليهم والعدد الغفير من الجماهير.

وقالت السائحة الإسبانية ماري للجزيرة نت "المشهد جميل، الجميع هنا في صمت تام يستمع لشيء أنا لا أفهمه، لكن المشهد مؤثر".

وأضافت بلغة إنجليزية ضعيفة "سأنتظر أن يفرغ المسجد من هذه الجماهير لأدخل وألتقط بعض الصور للذكرى، فهو كغيره من مساجد إسطنبول الجميلة".

كما أشارت إلى أنها عندما وصلت إلى إسطنبول قبل 3 أيام، لم تكن تعرف أن ميدان تقسيم أصبح يحتضن مسجدا كبيرا يمكن زيارته للسياحة أو الصلاة.

مسجد "تقسيم" الجديد لن يصبح فقط رمزا جديدا للميدان، بل سيمنحه أيضا طابعا مختلفا، حسبما أوضح الشاب الموريتاني عثمان الذي يعيش في إسطنبول منذ 3 سنوات.

وقال للجزيرة قبل مشاركته في صلاة الجمعة بالساحة الخارجية للمسجد، وهي صحن الميدان نفسه، "جئت من منطقة بعيدة نوعا ما لأن اليوم حدث تاريخي، هذا المسجد الكبير سيكون خلال السنوات المقبلة واحدا من معالم المدينة السياحية، وربما فيما بعد، يصبح من معالمها التاريخية كمسجد السلطان أحمد وغيره".

تميزت الجمعة الأولى في مسجد "تقسيم" الجديد بحضور جماهيري واسع فاق الألفي مصلي، وهي القدرة الاستيعابية للمسجد الجديد، كما شهدت مشاركة سائحين عرب وآخرين قادمين من دول آسيوية على رأسها إندونيسيا.

وخلال مراسم الصلاة، شارك الباعة الجائلون -الذين لطالما كانوا يوزعون الورود على السائحين خلال الأيام العادية- في بيع المياه للمصلين، وإمدادهم بأوراق الصحف اللازمة لمساعدتهم على إقامة الصلاة في الشوارع والساحة المحيطة بالمسجد.

وقالت بائعة الورد المتجولة بيرين إنها تمكنت اليوم من الاقتراب من المصلين والمشاركة في بيع المياه عوضا عن الورود، وستكون بانتظار كل جمعة لتأدية هذه المهمة.

وأضافت "هذه أعداد كبيرة جدا في مكان واحد ووقت واحد، لم نرَ هذا العدد في الميدان منذ فترة كبيرة، باستثناء يوم افتتاح المسجد حين جاء الرئيس والمسؤولون".

يشار إلى أن فكرة بناء مسجد تقسيم ظهرت قبل 27 عاما، عندما كشف أردوغان عن حلم طفولته ببناء مسجد في ميدان تقسيم.

وفي 17 فبراير/شباط 2017، بدأ العد التنازلي لتحقيق هذا الحلم، وتم عرض التصميمات الأولية للمسجد، بعد سنوات من الجدل العام والجدل القانوني.

وتبلغ مساحة المسجد 2482 مترا مربعا، ومن المتوقع أن يتسع لـ2250 مصليا، كما يصل طول المئذنة الواحدة فيه إلى 61 مترا.
إسلامنا | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : السبت 05 يونيو 2021
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com