Akhbar Alsabah اخبار الصباح

قفزات سهم "كوينبيز" تحيرمستثمري "وول ستريت"

سهم كوينبيز لم تعد العملات المشفرة لعبة أطفال يمكن تجاهلها أو زاوية مظلمة في "شبكة الإنترنت" الواسعة تصعب رؤيتها، بل أصبحت أداة استثمار رئيسية يتاجر فيها كبار الأثرياء ورؤساء الشركات العالمية حول العالم، وتصنع الأخبار الرئيسية، لما تحققه من أرباح سريعة وتخلقه من مليونيرات جدد.

اكتتاب شركة " كوينبيز" الذي تم يوم أول من أمس الأربعاء، أدهش المستثمرين في سوق المال الأميركي لعدة أسباب، أولها، أنها أكبر شركة تنضم لسجلات السوق في العام الجاري، والثاني أنها من بين الشركات القلائل التي اختارت التعويم مباشرة في سوق ناسداك دون الحاجة إلى مصارف وشركات الوساطة المالية التي عادة ما تجني رسوماً واسعة من عمليات التقييم والإشراف على الطرح.
فقد تم تعويم الاكتتاب الأولي مباشرة في السوق يوم الأربعاء وتم التداول الفوري في السهم. وفتح سعر السهم عند 381 دولاراً، وهو مستوى مرتفع جداً عن السعر المؤشري الذي وضعته بورصة ناسداك عند 250 دولاراً يوم الثلاثاء.
لكن المدهش لمراقبي سوق ناسداك، أن السهم ارتفع في دقائق معدودة ليقترب من ضعفي السعر المؤشري ويبلغ 429.54 دولاراً. وانهى السهم تداوله عند 328.28 دولاراً، كما ارتفعت القيمة السوقية للشركة في دقائق بعد الطرح إلى أكثر من 100 مليار دولار قبل أن تتراجع إلى 85 مليار دولار، حسب بيانات "وول ستريت".

ويرى محللون أنه لا توجد أسس واقعية تدعم سعر سهم "كوينبيز" بهذا المعدل الكبير سوى أنها المنصة التي تتيح التداول في عملة بيتكوين الشهيرة التي ارتفعت خلال 12 شهراً من 3 آلاف دولار إلى أكثر من 62 ألف دولار في آخر تعاملات.
والتعامل في بيتكوين يعد من العوامل الرئيسية التي رفعت سعر " كوينبيز"، إذ إن رسوم التداول في بيتكوين هي مصدر الدخل الرئيسي للشركة الأميركية الحديثة.

ويشبه خبراء فورة العملات المشفرة إلى درجة كبيرة بفورة أسهم "الدوت. كوم" التي طرحت بشكل واسع في سوق "وول ستريت" في النصف الثاني من عقد التسعينات من القرن الماضي، وحينما انفجرت فقاعة "الدوت.كوم"، لم يجد المستثمرون في هذه الشركات أية أصول يمكن حصرها لتعويض جزء من خسائرهم، وبالتالي تكبد المستثمرون عشرات المليارات من الدولارات وأفلست العديد من الشركات.
وكان محافظ بنك إنكلترا "البنك المركزي البريطاني"، أندرو بيلي، قد شدد في وقت سابق على أن العملات المشفرة ليست مدعومة بأية أصول حقيقية، وبالتالي فهي أدوات خطرة. وحذّر بيلي في فبراير/شباط الماضي من استخدام عملة بيتكوين كوسيلة للدفع، قائلا إنها تفتقر إلى "القيمة الجوهرية" على عكس النقد.
وبينما يرى محللون أن إدراج شركة "كوينبيز" سيعمل لصالح العملات الرقمية في العالم، يتخوف آخرون من أنه سيرفع من مخاطر الرقابة على العملات المشفرة من قبل السلطات المالية الأميركية بعد أن أصبحت منصة "كوينبيز"، مؤسسة مساهمة عامة تخضع للإشراف القانوني. ولم يعد سراً أن العديد من عصابات المخدرات والجريمة المنظمة تستخدم العملات المشفرة كغطاء لتبييض أموالها خاصة بعد تزايد عدد الشركات التي باتت تقبل عملة بيتكوين في تسوية الفواتير والحسابات المالية.

في هذا الشأن، وصف الرئيس التنفيذي لشركة "نيو كونستركتس" في نيويورك، ديفيد تيرنر، خطورة الاستثمار في سهم كوينبيز بقوله، "سهم الشركة تم تقييمه بسعر غالٍ عند هذا المستوى". وأضاف "اعتقد أن كوينبيز شركة جيدة، ولكن السعر الواقعي للسهم بعيد جداً عن المستوى الذي تم التعامل فيه".
وفي مسح أجراه بنك التسويات الدولية بين البنوك المركزية وشمل معظم البنوك المركزية الكبرى، فإن 85% من الذين شملهم المسح يدرسون حالياً كيفية التعامل في المستقبل مع العملات المشفرة. ورغم أن نحو 60% من البنوك المركزية في العالم تعكف حاليا على تجارب حول إصدار "العملات الرسمية المشفرة"، إلا أن العديد من الخبراء لا يعتقدون أن اليوان الرقمي أو الدولار المشفر، سيضرب العملات الرقمية.
وتعتمد كوينبيز في شعبيتها حتى الآن على عملة "بيتكوين" التي تكسب آلاف الدولارات وتخسر أخرى في ساعات، وبالتالي فإن عمليات ارتفاع سهم الشركة أو تضخم قيمتها السوقية ربما تمثل مخاطر أكثر من مكاسب. وبلغت القيمة السوقية لعملة بيتكوين يوم الأربعاء بعد "تداول كوينبيز" نحو 1.2 تريليون دولار.

وبهذه القيمة الرأسمالية أصبحت "بيتكوين" بين الشركات الثماني الكبرى في الولايات المتحدة من حيث ترتيب الشركات. وتعادل قيمة بيتكوين حالياً نحو 50% من شركة آبل، كبرى الشركات الأميركية التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 2.217 تريليون دولار. وتتفوق القيمة السوقية لبيتكوين على كل من شركات فيسبوك وعلى بابا وبيركشير هاثواي وسامسونغ.
ويعد طرح "كوينبيز" أول اختبار حقيقي لنجاح تعويم منصات العملات الرقمية في أسواق المال العالمية. وربما تشكل استمرارية نجاح كوينبيز في سوق ناسداك، خاصة إذا تمكن السهم من التأرجح بين مستويات سعرية معقولة، بداية لطرح العديد من الشركات التي تدير منصات تداول العملات الرقمية في بورصات رئيسية في لندن وأوروبا وآسيا.

و"كوينبيز" شركة حديثة لم تتجاوز عقدها الأول. وأسس الشركة في العام 2012، كل من برايان آرمسترونغ وفريد إهرسام لتوفير امكانية التداول في عملة بيتكوين، ولكن سرعان ما توسعت تجارة "كوينبيز" لتصبح بورصة توفر التداول لأكثر 50 عملة رقمية وتوظف الشركة حالياً أكثر من ألف موظف في أنحاء العالم. وحظيت أسهم الشركة بإقبال منقطع النظير من شريحة المستثمرين الشباب.
إقتصاد | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الجمعة 16 إبريل 2021
أحدث الأخبار (إقتصاد)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com