كم يمكن للإنسان أن يعيش تحت الركام؟

رصد فريق إنقاذ تشيلي، أمس، ما قيل إنه نبض تحت أنقاض مبنى مدمّر في شارع الجمّيزة في بيروت. ولم يجزم الفريق ومعه الدفاع المدني اللبناني ما هي طبيعة هذا النبض، خوفاً من إعطاء أمل كاذب بإمكان وجود شخص حيّ تحت ركام المبنى، خصوصاً أن شهراً كاملاً مضى على انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي.

وبينما تستمرّ عمليات البحث عن حقيقة النبض تحت هذا المبنى القديم، نعود إلى بعض الحالات التي نجح فيها مصابون في البقاء على قيد الحياة لأيام تحت الأنقاض، إلى جانب توضيح عن المدّة الزمنية المنطقية لنجاة شخص عالق تحت الركام.

في مايو/ أيار 2013 انتشلت امرأة من أنقاض مصنع في بنغلاديش، بعد 17 يوماً من انهياره. سمعها العمال تصرخ "أرجوكم أنقذوني"، واستخدموا أجهزة الكشف بالصوت والصورة لتحديد موقعها. قبلها بثلاث سنوات، أي في يناير/كانون الثاني 2010، بقي رجل على قيد الحياة 12 يوماً تحت أنقاض مبنى مدمّر بفعل زلزال هايتي. أما الإنجاز الحقيقي بعد هذا الزلزال تحديداً فكان إنقاذ رجل يدعى إيفان مونسي بعد 27 يوماً من رقوده تحت الركام، وبعد نقله من المستشفى تبيّن أنه يعاني من جفاف وسوء تغذية، لكن لم يصب بجروح حقيقية جراء سقوط المبنى عليه، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

أما المعجزة الحقيقية فكانت في ديسمبر/كانون الأول 2005، عندما انتشل عمّال الإنقاذ السيدة نكشة بيبي (40 عاماً) من تحت ركام مطبخها في كشمير، بعد أكثر من شهرين من الزلزال الذي ضرب المنطقة في 8 أكتوبر/ تشرين الأول من ذلك العام، وأودى بحياة 87 ألف شخص، وفق ما نقلت صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية وقتها.

لكن بعيداً عن "المعجزات"، ماذا يقول الطبّ عن إمكانية بقاء الإنسان حياً تحت الأنقاض؟

يقول الطبيب محمد حجيج (يحمل بكالوريوس في علم الأحياء، ومتخصص في الطب العام والجراحة العامة)، لـ"العربي الجديد"، إنّ الإنسان يمكنه أن يعيش كمعدل عام 3 أسابيع من دون طعام، وحتى 7 أيام من دون مياه، "لكن هذه الأرقام تختلف بحسب عمر الشخص، ووزنه، ووضعه الصحي وما اذا كان يعاني من أمراضٍ، ومن الطبيعي أن هذا المعدل يقلّ عند الأطفال".

أما لناحية إمكانية وجود الشخص تحت الأنقاض في بيروت، فيشير حجيج إلى أنّ "الركام دائماً ما تتخلله ثغرات تساعد في دخول الأوكسيجين، وبالتالي يمكن للشخص تحته أن يتنفّس، إلّا إذا كان من الأشخاص الذين يعانون من ضيق في التنفّس أو يعانون من أمراض تنفسيّة".