Akhbar Alsabah اخبار الصباح

السعودية تحارب الإسلام عن طريق قناة mbc2

سلسلة أفلام شفرة دافنشى استبشر كل مسلمي العالم بقرار الشئون الدينية التركية في 11 يوليو الماضي بعودة "آيا صوفيا" كمسجد تقام فيه العبادة، إلا أن الغريب أن النظام السعودي الذي يزعم قيادته للإسلام السني، وزعامة العالم الإسلامي، لم يبدِ أي سعادة تجاه الأمر، وهو ما فسره مراقبون بأن المملكة في ظل قيادة ابن سلمان باتت تخشى سحب البساط من تحت قدميها أكثر من أي وقت مضى.

الإعلام الرسمي، وشبه الرسمي في السعودية والإمارات، تناول القرار التركي بانتقاد وعدم رضى، إلا أن اللافت هو التباين في شكل التغطية والتركيز على القضية.

وبالأمس اذاعت فضائية "mbc2" السعودية فيلم angels and demons أو "ملائكة وشياطين"، والذي يتناول في خلال سرد الأحداث مسجد آيا صوفيا بحسب الرؤية الغربية، والفيلم أحد اعمال الروائي "دان براون" بعد فيلمه الأول "شيفرة دافينشي".

آيا صوفيا

ورغم عدم نجاح الفيلم الأول جماهيريا، نظرا لعناصر الضعف الكثيرة التي احتواها الفيلم، إلا أن فريق العمل يعود مرة أخرى إلى رواية "ملائكة وشياطين"، وبدا ذلك واضحا في الخطاب المعادي والهجوم الحاد الذي تبنته وسائل إعلام سعودية رسمية وغير رسمية، وحملات منظمة شنها مغردون سعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عدة هاشتجات، من بينها هاشتاج "آيا صوفيا"، وكأن آيا صوفيا تحولت إلى بار أو مرقص وليس إلى مسجد تقام فيه الصلاة.

هذا الموقف المعادي للقرار التركي، عبر بشدة عن الموقف الرسمي للنظام السعودي الحاكم، الذي يسعى لاحتكار القيادة الإسلامية ويخشى من منازعة تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان على تلك الزعامة.

تقول الناشطة أحلام السيد:" قناة MBC2 عرضت أمس سلسلة أفلام شفرة دافنشى اللى الجزء الثالث فيها يتعرض فى سياق الدراما لآيا صوفيا ويبرز أنه كان كنيسة قبل أن يكون متحفا.. اختيار القناة لعرض مثل هذا الفيلم فى توقيت إعلان أردوغان عن خبر سار للأمة توقيت خبيث وشغل صهيونى قذر السعودية تحارب الإسلام عن طريق قنواتها".

وبينما استمرت صحيفة "عكاظ" المقربة من الحكومة السعودية، بتصدر الخطاب المعادي بشكل علني لتركيا، لم تستخدم وسائل إعلام أخرى في الإمارات والسعودية، أي لغة عدائية في تغطياتها.

المتاجر بالدين

وفي نسختها الورقية عنونت "عكاظ" في صفحتها الرئيسية: "خطابان مختلفان يفضحان متاجرة أردوغان بآيا صوفيا"، ونشرت "عكاظ" صورة مفبركة لأردوغان بالزي العثماني، مع عبارة "السلطان المتاجر بالدين.. شعبية منهارة واقتصاد يتهاوى"، مع إفراد صفحة كاملة لمهاجمة القرار.

التلفزيون الرسمي ممثلا بقناة "الإخبارية" تناول قضية آيا صوفيا، باختيار عنوان هجومي أيضا "تحويل آيا صوفيا إلى مسجد يفضح تناقض الرئيس التركي أردوغان".

قناة "العربية" بدورها، دخلت على خط الحرب الكلامية مع تركيا، باستضافة مجموعة من المعارضين الأتراك وغيرهم للحديث عن القرار، وكانت "العربية" نشرت قبل أيام تقريرا يهاجم الرئيس التركي، تحت عنوان "بسبب عثمنته الخطاب السياسي واستخدامه الدين لأغراضه الدعائية الانتخابية والحزبية.. أردوغان يثير فتنة دينية حول العالم، ويبدي رغبته في تحويل متحف أيا صوفيا لمسجد".

أجندة غربية

بالنسبة للسعودية، فإن عاملين مهمين دفعاها للتخوف من تراجع مركزها في قيادة العالم الإسلامي لصالح تركيا: الأول هو تحول خطابها لصالح أجندة غربية، بالتزامن مع تغيبها عن قضايا إسلامية مركزية وتخليها عن نصرة المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد والقمع في عدة أماكن، في حين يتمثل العامل الآخر في بروز تركيا كقوة إقليمية تمارس الديمقراطية وتتبنى في ذات الوقت قضايا المسلمين، خاصة الذين يعانون من القمع والتمييز.

غياب السعودية عن القضايا الإسلامية الأساسية أتى منسجما مع المزاج الغربي الذي يدعو لتجاهل كل ما يحصل للمسلمين، ويسعى لتنفيذ أجندة لصالح إسرائيل، وأجندة أخرى تتعلق بمحاربة الديمقراطيات العربية تحت لافتة محاربة الإرهاب.

تركيا كانت حاضرة في عدة ملفات خاصة بالمسلمين وتبنت قضاياهم ودافعت عنهم، فقد حضرت في قضية مسلمي الروهينغيا المضطهدين في ميانمار، كما حضرت ونددت بلهجة حادة الممارسات الصينية ضد مسلمي الأويجور، ودعت بكين إلى إغلاق معسكرات اعتقال المسلمين، ووصفتها بـ"العار" ضد الإنسانية.

وقال حامي أقصوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، في بيان: "سياسة الاستيعاب المنظم التي تستهدف الأويجور الأتراك وتنفذها سلطات الصين تعد عارا كبيرا على الإنسانية".

في مقابل ذلك أيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تلك المذبحة ضد المسلمين وقال في تصريح له أثناء زيارة أجراها إلى الصين في 22 فبراير 2019: "الصين لها الحق في تنفيذ أعمال مكافحة الإرهاب والتطهير من أجل أمنها القومي".

وأشاد ولي العهد السعودي في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي باستخدام الصين لخطوات "إعادة التثقيف للسكان المسلمين" في البلاد من خلال معسكرات "مكافحة الإرهاب".

ملائكة وشياطين

وتبدأ أحداث فيلم "ملائكة وشياطين" الذي اذاعته الـ mbc2 بنجاح المختبرات العلمية السويسرية في إنجاز تجربة تسريع وتصادم جزيئيات لخلق المادة المضادة، تهدف إلى دراسة أصل الحياة، وبعد نجاح التجربة، يفاجأ القائمون عليها بموت العالم المشرف على التجربة، وسرقة الأنبوبة الجاهزة للانفجار بمجرد انتهاء العمر الزمني للبطارية المربوطة بها، التي من شأن انفجارها أن يولد دمارا عظيما.

وتبدأ رحلة البحث ، فالوقت يضغط على الجميع ، وكارثة الانفجار على الابواب ، وساحة الفاتيكان الواسعة تزدحم بالناس ، سواء القادمين من مختلف انحاء الدنيا لمتابعة ظهور الدخان الابيض لانتخاب بابا جديد ، او وسائل الاعلام التي ترصد لحظة بلحظة اخبار هذا الحدث.

وسط هذه الاحداث المتلاحقة هناك شخصية يكتنفها الغموض ، وهي شخصية السكرتير الخاص للبابا والذي اصبح هو المسوؤل الاول للقاتيكان حتى يتم الانتخاب ، الذي تبناه مبكرا احد الكرادلة ، وطلب منه ان يتعلم فنون الطيران ، ليصبح طيارا محترفا ، ويتدرج في مناصبه الدينية ليصبح الشخص الاقرب الى البابا الراحل ، والذي يمتلك زمام الامور حتى يتم انتخاب بابا جديد.

واخيرا يتم تحديد موقع القنبلة في ضريح القديس بطرس ، وتتولى الخبيرة "فيترا" محاولة ابطال مفعولها وايقافها ، لكنها تصطدم بالوقت القليل المتبقي للبطارية والذي لا يسعفها لايقاف القنبلة ، عندها يتدخل السكرتير الخاص ، ويخطف القنبلة ، ويقود طائرة الهوليوكبتر الموجودة في الساحة ويحلق بها الى اقصى مدى في سماء روما ، وسط دهشة الناس وهلعهم ، وفجأة تنفجر القنبلة في الجو وتتطاير شظايا القنبلة ، فيما يتفاجأ الواقفون في ساحة الفاتيكان بنزول "السكرتير البابوي" بالبراشوت وسطهم ، وقد اصيب ببعض الخدوش وسط انبهار الناس بشجاعته وتضحيته.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 22 اغسطس 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com