Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لماذا تمنع أوقاف العسكر الصلاة في المساجد وتتغاضى عن غيرها؟

الصلاة في المساجد موقف وزير أوقاف الانقلاب محمد مختار جمعة من تعليق صلاة الجمعة والجماعة وإغلاق المساجد في إطار إجراءات العسكر الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا يثير الكثير من علامات الاستفهام؛ فالوزير الهمام أعلنها حربا شعواء على كل من يحاول الاقتراب من المساجد أو حتى من يصلي جماعة في الشوارع بل إنه يرفض إقامة صلاة الجمعة فوق أسطح المنازل والعقارات. والأكثر من ذلك رفضه دعوات البعض للمطالبة بإقامة خطبة الجمعة في الجامع الأزهر دون جمهور، على أن يتم بثها على التليفزيون المصري والقنوات الفضائية والراديو، حال استمرار تعليق الصلوات في المساجد بسبب فيروس كورونا، وهو ما يفعله البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية؛ حيث يلقي عظته الأسبوعية كل أربعاء بدون حضور وتنقلها القنوات الفضائية وتبث على المواقع القبطية على شبكة الإنترنت، ونفس الأمر تفعله كل الكنائس المصرية الأرثوذكسية والبروتستانتية والكاثوليكية ولم يعترض أحد على ذلك.

يأتي تعنت وزير أوقاف الانقلاب على الرغم من السماح بتجمعات أكبر بكثر في الأسواق والشوارع والمواصلات ومقار العمل والمصانع وخلال تصوير مسلسلات رمضان، وأثناء استلام المعاشات ومنحة العمالة غير المنتظمة.

ويسير “جمعة” في طريق غريب ويتجاوز كل سلطاته؛ فهو لا يريد دينا ولا شعائر ولا يريد مسلمين، وكل ما يهمه “ألا صلوا في بيوتكم.. ألا صلوا في رحالكم”، ولا يدرك الوزير أن الشوارع وأسطح العقارات وحتى الجامع الأزهر لا تندرج ضمن سلطاته، لكنه يشن حربا هوجاء عمياء على كل ما هو إسلامي.. لمصلحة من يعمل الوزير؟ وأين دوره الدعوي؟ وماذا قدمت وزارته للمصريين خلال أزمة كورونا؟ ولماذا يهمش دور الدعاة تمامًا على عكس القساوسة والكنائس؟

“جمعة” يصر على إلغاء “الجمعة”

كانت الدكتورة عزة هيكل، عميد كلية اللغة العربية والإعلام بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، أطلقت دعوة عبر صفحتها على موقع “فيس بوك” للمطالبة بإقامة خطبة الجمعة في الجامع الأزهر دون جمهور، على أن يتم بثها على التليفزيون المصري والقنوات الفضائية والراديو، خلال فترة تعليق الصلوات في المساجد؛ بسبب انتشار فيروس كورونا ولاقت قبولاً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا أن هذه الدعوة ربما تكون سببًا لمنع تشاحن وغضب قد يحدث مع حلول شهر رمضان المبارك، خاصةً أن تعليق الصلاة لم يتم منذ مئات السنين لا في رمضان ولا في غيره من الشهور.

لكن وزير أوقاف الانقلاب تصدى للدعوة بشراسة، وقال إنه لا يجوز إقامة الجمعة في المنازل؛ لأنها لا تنعقد بالمنزل، زاعمًا أنه لا يجوز إقامتها في أي مكان بالمخالفة الشرعية والقانونية لما يقتضيه الوضع القائم من عدم إقامتها للحفاظ على حياة الناس، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن الجمعة لا تنعقد خلف المذياع أو التلفاز أو عبر الإنترنت أو نحو ذلك دفعًا لأي التباس، موضحا أنه يمكن أن يتم إذاعة تلاوات قرآنية في الوقت المخصص تلفزيونيًّا أو إذاعيًّا لصلاة الجمعة، بحسب تصريحاته.

وأضاف جمعة أن أذان الجمعة أذان واحد فقط وقت أذان الظهر وفيه يقول المؤذن: “ألا صلوا في بيوتكم ظهرًا”، “ألا صلوا في حالكم ظهرًا”، زاعمًا أن من شروط إقامة الجمعة، توافر الأمن لإقامتها، ومفهوم الأمن هو الأمن الشامل وفي مقدمته الأمن على حياة الناس، وبما أن الأمن الصحي لإقامة الجمعة غير متوفر في معظم دول العالم بما يخشى معه حقيقة على حياة الناس، فإن الجمعة تصلى ظهرا في البيوت والرحال؛ حيث يكون الإنسان، بحسب ادعاءاته.

تعليق الصلاة

يشار إلى أن الأزهر والأوقاف أعلنا تعليق الصلاة في المساجد عقب تفشي فيروس كورونا في البلاد، للحد من التجمعات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالفيروس؛ ففي يوم 21 مارس الماضي قرر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تعطيل إقامة الجمعة والجماعات بالجامع الأزهر بشكل مؤقت، حرصًا على سلامة المصلين، ولحين القضاء على وباء كورونا، مع إقامة الأذان بالجامع للصلوات الخمس وينادي المؤذن مع كل أذان “صلوا في بيوتكم”.

قرار الأزهر سبقه بيان لهيئة كبار العلماء، أجازت فيه شرعًا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد بشكل مؤقت؛ خوفًا من تفشِّي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

وعلى خطى الأزهر، قررت وزارة أوقاف الانقلاب إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات، وألزم محمد مختار جمعة وزير أوقاف الانقلاب جميع العاملين بالأوقاف بالتنفيذ الفوري للقرار وحذر كل إمام مسجد يخالف التعليمات بالفصل من وظيفته، وبالفعل أصدر عدة قرارات لفصل عدد من الأئمة بمحافظات الجمهورية أقاموا صلاة الجمعة.

ولا يتوقف وزير أوقاف العسكر عن إصدار قرارات وتصريحات صحفية بشكل يومي، يحذر فيها جميع العاملين بالوزارة من فتح المساجد، لأي سبب كان طوال مدة الإغلاق، كما وجه بأن تقام صلاة الجنازة في الساحات المفتوحة أو الخلاء.

وزعم جمعة أن الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات دولة العسكر واجب شرعي ووطني وإنساني، مشددًا على أن الوزارة جادة في إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد غلقًا كاملاً وفق تعبيره.

خيانة وطنية

“جمعة” يصر على تجاوز صلاحيات وظيفته؛ فيصدر فتاوى يحرم ويحلل فيها متجاهلاً دار الإفتاء. من ذلك أنه زعم أن من يعرِّض حياة الناس لخطر محقق عمدًا بالمخالفة لتعليمات الجهات المختصة ينبغي أن يحاكم بتهمة الخيانة الوطنية. مدعيًا أن ذلك ينطبق على كل من جمع الناس أو دعاهم إلى أداء صلاة جمعة أو جماعة أو غير ذلك في ظل فرض اجراءات وقائية واحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.

وأشار إلى أن الله (عز وجل) يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، زاعما أن من لم تصلحه الحكمة والموعظة الحسنة، يقومه القانون الرادع، بحسب تصريحاته.

ويكرر وزير أوقاف الانقلاب تعليماته لأئمة المساجد والعاملين بها يطالبهم فيها، يوميا، بالتأكد من غلق المساجد وعدم السماح بدخول أحد لأى سبب، ومنها:

1. ضرورة غلق المسجد من الداخل غلقًا تامًا أثناء رفع الأذان.

2. الاستجابة لتعليمات جميع مؤسسات الدولة واجب شرعي ووطني وإنساني.

3. لا مكان بالوزارة لأصحاب الانتماءات أو المغيبين عن الواقع.

4. الوزارة جادة في إنهاء خدمة كل من يخالف تعليماتها بشأن غلق المساجد غلقًا كاملًا في المدة التي حددتها السلطة المختصة.

استمرار المنع في رمضان

حتى شهر رمضان ليس له اعتبار عند وزير أوقاف العسكر فهو يعلن بملء فمه أن المساجد ستظل مغلقة في الشهر الكريم ولن تقام صلاة الجماعة ولن يسمح بإقامة صلاة التراويح ما دامت أوضاع كورونا ظلت كما هي بل أكثر من ذلك أكد أنه لن يسمح باقامة موائد الرحمن التي ينتظرها الفقراء في شهر رمضان كل عام رغم أن الموائد في أغلبها لا تقام في المساجد بل في الشوارع وفي بعض الجمعيات وخارج بعض المساجد.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 15 إبريل 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com