Akhbar Alsabah اخبار الصباح

صفعة صهيونية إثيوبية للسيسي بمفاوضات سد النهضة

مفاوضات سد النهضة تواصل دولة العسكر فشلها فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وجاء الفشل الأكبر فى ملف سد النهضة الإثيوبي ومياه نهر النيل، حيث تصور نظام الانقلاب أن دخول الأمريكان كوسيط سوف ينهى الأزمة ويحقق لهم جانبًا من الانتصار يسمح لهم بالتطبيل فى الداخل أمام الشعب المقهور، والادعاء بأنهم يحققون إنجازات، وأن قائد الانقلاب الدموي عبد الفتاح السيسي أنقذ البلاد من العطش .

كانت أديس أبابا قد فاجأت العسكر بطلبها تأجيل توقيع الاتفاق النهائي، وقالت إنَّها فى “حاجة إلى التشاور” مع الأطراف المحلية المعنية قبل توقيع الاتفاق النهائي.

وهذا هو الفارق بين حكومات ديمقراطية منتخبة وأنظمة تعمل من أجل مصالح شعوبها، وبين حكومات عميلة وأنظمة انقلابية تبيع كل شيء وتحرق الأخضر واليابس من أجل تجويع المصريين؛ لأنها تعلم أنها مرفوضة شعبيًّا .

من جهة أخرى، تدخَّل الصهاينة– حبايب العسكر- على خط المفاوضات لترجيح كفة الجانب الإثيوبي، وكشف السفير الإثيوبي السابق بإسرائيل، هيلاوي يوسف، عن توصل حكومة بلاده إلى اتفاق جديد مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، من شأنه أن يضع مجرى النيل تحت سيطرة إسرائيل من المنبع وحتى المصب.

وقال يوسف، إن حكومة بلاده توصلت إلى اتفاق مع شركة كهرباء إسرائيل لتولي إدارة قطاع الكهرباء في إثيوبيا، بما في ذلك تقديم الاستشارات والإدارة لمشروعات إنشاء محطات الطاقة الجديدة على النيل الأزرق.

وتسعى إسرائيل إلى لعب دور بارز في أزمة سد النهضة، وتؤكد المؤشرات عمق التدخل الإسرائيلي في الأزمة، وكشفت الصحافة الصهيونية عن عروض قدمتها الحكومة الإسرائيلية لإثيوبيا تتعلق بسد النهضة، تؤكد محاولة إسرائيل وضع قدم لها في الأزمة الناشبة بين أطراف النزاع على حصص المياه.

وقالت إن من بين هذه الاقتراحات عرض إقامة مشاريع مياه وطاقة بين الطرفين، فضلا عن اقتراح لتزويد أديس أبابا بأنظمة دفاع صاروخي لحماية سد النهضة، بجانب مبادرة قدمتها إسرائيل أبدت فيها استعدادها لتبادل الخبرات مع إثيوبيا في مجال إدارة المياه.

الهدف الخفي

من جانبه كشف الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، عن سر تغيب إثيوبيا عن المشاركة في مفاوضات واشنطن التي كانت مقررة يومي 27 و28 من شهر فبراير الماضي، مؤكدا أن هذا التغيب يوضح أن هدف إثيوبيا الخفي والحقيقي من بناء السد هو التحكم الكامل في مياه النيل الأزرق وبيعها لمصر والسودان .

وقال علام، فى تصريحات صحفية: إن الجانب الإثيوبي سبق وتحدث عن تسعير المياه في اتفاقية عنتيبي، داعيًا الولايات المتحدة إلى الضغط على إثيوبيا ومعرفة هدفها من وراء تغيبها عن المفاوضات، وطالب بضرورة تدويل قضية النيل وسد النهضة حتى يشعر العالم كله بخطورة الموقف .

وأضاف علام: “كنا نأمل في إدانة صريحة للجانب الإثيوبي لعدم تواجده بالجولة الأخيرة للمفاوضات بعد قضاء 4 شهور من الأخذ والرد بين الدول الثلاث، وبحضور الجانب الأمريكي والبنك الدولي” .

وأوضح أن بيان وزارة الخزانة الأمريكية نص على ضرورة عدم البدء في تخزين مياه السد إلا بعد اتفاق نهائي بين الدول الثلاث، لافتا إلى أن الاتفاقية تتحدث عن مراعاة حقوق الدول الثلاث، وعدم إحداث ضرر جسيم بدولتي المصب، بالإضافة إلى ضرورة اضطلاع إثيوبيا بالتأكد من أمان السد قبل تشغيله.

انقلاب إثيوبي

ورجَّح “عبد المنعم أبو إدريس”، محلل سياسي، ارتباط طلب إثيوبيا المفاجئ تأجيل جولة التفاوض حول سد النهضة بالداخل الإثيوبي، مشيرا إلى أن قرار أديس أبابا يأتي استباقًا للانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل.

وقال “أبو إدريس”، فى تصريحات صحفية: إن التحالف الحاكم بزعامة “آبي أحمد” يخشى من أن يؤثر توقيع الاتفاق سلبا على حظوظه في الانتخابات.

وأشار إلى أن تصريحات “بومبيو” بعد زيارته الأخيرة لأديس أبابا التي قال فيها إن مفاوضات سد النهضة لن تنتهي في فبراير، وإن هناك الكثير من المشكلات ما زالت عالقة وقيد المناقشة في الداخل الإثيوبي، و”ربما تحتاج إلى شهور لحسمها”، جاءت فى هذا السياق الذى طلبت إثيوبيا من أجله تأجيل توقيع الاتفاق.

وأكد أن لدى إثيوبيا نية للانقلاب على الاتفاق بشكل كلي، باعتباره متسقًا مع مواقف إثيوبيا المتشددة منذ بدء المفاوضات، والقائمة على أساس النزوع إلى فرض تشغيل سد النهضة وفق إرادتها المنفردة.

السيسي خائن

وأكد محمد حافظ، أستاذ المياه والسدود المقيم في ماليزيا، أن السفارة الصهيونية في القاهرة أعلنت، قبل أيام، عن أن إسرائيل ليس لها استثمارات في سد النهضة، واعتبرت أن كل الحديث الذي يدور في هذا الشأن عبارة عن شائعات لإفساد العلاقة بين النظامين المصري والإسرائيلي.

وقال حافظ، فى تصريحات صحفية، إن نفس البيان كشف عن جزء من المخطط الإسرائيلي فيما يتعلق بسد النهضة، عندما أكد أن كل علاقة إسرائيل بالسد إدارية، وأن الحكومة الإثيوبية وقعت اتفاقا مع شركة الكهرباء الإسرائيلية، لإدارة المشروعات المائية التي ستقام على النيل الأزرق، بما فيها سد النهضة، والسدود الثلاثة الأخرى التي سوف يتم إنشاؤها لاحقا، لتوليد الطاقة الكهرومائية.

وحذر من أن إسرائيل سوف تكون المتحكم في مياه النيل الأزرق، وفي كل السدود والمشروعات القائمة، أو التي سيتم إنشاؤها في المستقبل، وهي التي سوف تحدد نسب المياه الداخلة والخارجة، بدءًا من منبع السد في بحيرة تانا، وحتى المصب في البحر المتوسط.

وأوضح حافظ أنه وفقا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والجانب الإثيوبي، فإن سد النهضة سيكون أداة تحكم في منسوب المياه القادمة لمصر، وأن فكرة وصول المياه بعد ذلك لإسرائيل عن طريق سيناء لم يعد أمرًا مستبعدًا، خاصة أن الاتفاقات السرية التي يتم التوصل إليها في هذا الخصوص، لن يتم الإعلان عنها، وإنما ستكون مفاجئة للشعب المصري.

واستبعد أن يكون السيسي تعرض للخداع من الولايات المتحدة أو إسرائيل، في المحادثات الجارية في واشنطن، موضحا أن السيسي هو الذي وقع على اتفاق المبادئ عام 2015، الذي ضيع حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وهو الذي يرفض إرسال الاتفاقية للبرلمان لمناقشتها وطرحها أمام الرأي العام، وإما الموافقة عليها بعد ذلك أو رفضها.

وأشار حافظ إلى أن السيسي هو الذي يعطي تعليمات مباشرة لطريقة أداء الوفد المصري، فيما يتعلق بالمقترحات التي يتم تقديمها في محادثات واشنطن، وهو الذي استبعد منذ البداية اللجوء للتحكيم الدولي، كما أنه يرفض حتى مجرد التلويح بالخيار العسكري، ويترك الساحة لإعلامه الموجه من أجل الترويج لبطولة زائفة وغير حقيقية، سوف يدفع ثمنها الشعب المصري .
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الاثنين 02 مارس 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com