Akhbar Alsabah اخبار الصباح

فيروس كورونا يسابق سارس على الوفيات

كورونا ارتفع عدد الحالات المؤكدة المصابة بفيروس كورونا الجديد في الصين، وكذلك عدد الوفيات الذي وصل إلى 722 يوم السبت. فيما يواجه الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الغضب والاتهامات من المواطنين بعد وفاة طبيب هددته الشرطة عندما حاول دق ناقوس الخطر حول المرض منذ أكثر من شهر.
وأعلنت الحكومة الصينية أنه تم تشخيص 3399 شخصا آخرين على مدار الـ 24 ساعة الماضية، ما يرفع إجمالي عدد الحالات المتراكمة في البر الرئيسي إلى 34546. في المقابل، فإنّ عدد الحالات التي تعافت من الفيروس وصل إلى 2313 حالة، وفق إحصاءات جامعة "جون هوبكينز"، منها 1204 في مقاطعة هوبي في البر الصيني.

وتقترب حصيلة فيروس كورونا المستجد من عدد وفيات فيروس سارس (الالتهاب الرئوي الحاد) الذي بلغ 774 شخصاً في العالم بين عامي 2002 و2003. لكنها تجاوزت حصيلة وفيات سارس في الصين القارية وهونغ كونغ حيث توفي 650 شخصا بالفيروس. وتفرض عدة دول قيود حادة على الأشخاص الوافدين من الصين، كما تنصح مواطنيها بعدم السفر إلى هناك، وفقا لما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وذكرت السفارة الأميركية في بيكين، أن مواطنا أميركيا يبلغ من العمر 60 عاما تم تشخيصه بالفيروس توفي في ووهان يوم الأربعاء، على ما يبدو أول وفاة أميركية من الفيروس. وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن يابانيا كان يعالج في ووهان توفي أيضا متأثرا بالتهاب رئوي ومن المرجح أيضا أنه مصاب بالفيروس.

وواجه ركاب سفينة رحلات المزيد من المشاكل، حيث أبلغت اليابان عن ثلاث حالات أخرى لما مجموعه 64 على متن سفينة خاضعة للحجر الصحي وسفينة أخرى رفضت استقبالها.

غضب شعبي وتحقيق

واتخذ الوباء بعدا سياسياً في الصين بعد وفاة لي وينليانغ ليل الخميس الجمعة وهو طبيب من ووهان كان أول من أطلق تحذيرا في ديسمبر/ كانون الأول بعد ظهور الفيروس في عاصمة مقاطعة هوباي. وكان اتهم بنشر شائعات من جانب السلطات، لكنه بات بمثابة بطل وطني وشهيد في الصين، لمواجهته المسؤولين المحليين المتهمين بالتكتم على بدايات انتشار الفيروس.

وأعرب صينيون عن غضبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب كثر عبارة "نطالب بحرية الرأي" قبل أن تقوم الرقابة بحذفها. وفي ظل هذا الغضب الشعبي، أعلنت بكين فتح تحقيق بظروف وفاة الطبيب. وقدمت بلدية ووهان لعائلة الطبيب 800 ألف يوان (104 آلاف يورو) كتعويض "تأمين حوادث العمل"، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة. ويبقى العاملون الصحيون في معالجة مرضى الفيروس عرضة بشدة للإصابة به. وأصيب 40 عاملاً في المستشفى الجامعي في ووهان حيث توفي الطبيب في يناير/كانون الثاني، بحسب دراسة نشرت الجمعة في مجلة "جاما" الطبية.

من جهته، تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة، وحث الولايات المتحدة على "الاستجابة بشكل معقول" لتفشي المرض، مرددًا شكاوى تفيد بأن بعض الدول تبالغ في رد فعلها عن طريق تقييد حركة المسافرين الصينيين، وفقا لما نقلت وكالة "رويترز".

إصابات جديدة في دول

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بالإمارات، اليوم السبت، عن تشخيص حالتين جديدتين بفيروس كورونا الجديد، ومن ثم يصل إجمالي عدد الحالات المكتشفة في البلاد إلى سبع حالات. وقالت الوزارة على تويتر إن الحالتين لمصابين من الجنسية الصينية والفيليبينية.

فيما قالت وزيرة الصحة الفرنسية آنييس بيزون، اليوم السبت، إنه تم تشخيص إصابة خمسة بريطانيين بفيروس كورونا في فرنسا بعد تعاملهم مع شخص كان في سنغافورة.

وأضافت أن هناك طفلا بين المصابين الذين قالت إنهم ليسوا في حالة خطيرة. وبذلك يصل إجمالي عدد المصابين بعدوى الفيروس في فرنسا إلى 11.وقالت الوزيرة إن المجموعة التي أصيبت حديثا بالعدوى شكلت "عنقودا، تجمعا حول حالة واحدة أصلية".وتابعت قائلة "الحالة الأصلية نمت إلى علمنا الليلة الماضية، وهي لبريطاني عاد من سنغافورة حيث أقام من 20 إلى 23 يناير، ووصل إلى فرنسا يوم 24 يناير وبقي أربعة أيام".وأضافت أن الحالات الجديدة كانت في منطقة سافوا الجبلية بشرق فرنسا، وفقا لما نقلت عنها وكالة "رويترز". فيما ناشدت الكويت مواطنين بتأجيل السفر إلى سنغافورة بسبب فيروس كورونا.

وفي اليابان، تم تشخيص ثلاث حالات أخرى، اليوم السبت، بين 3700 راكب على متن الباخرة (دايموند برنسيس) التي وضعت قيد الحجر الصحي، ولا يزال الأشخاص الذين كانوا على متنها تحت الحجر الصحي لمدة 14 يومًا.

وأعلنت وزراة الصحة اليابانية أنّ المصابين الثلاثة الجدد الذين تأكّد السبت انتقال العدوى إليهم نقلوا إلى المستشفى للعلاج. وكانت منظمة الصحة العالمية طلبت الجمعة من اليابان اتّخاذ كل التدابير اللازمة لمساعدة الأشخاص المحتجزين داخل السفينة بما في ذلك توفير دعم نفسي لهم. وبعض من ركاب السفينة يقضون النهار بطوله تقريباً معزولين في حجرات صغيرة لا نوافذ فيها ولا يسمح لهم بالتنزه إلا في ما ندر.

وقال رئيس الوزراء شينزو آبي إن المسافرين الأجانب على متن سفينة ويستردام التابعة لشركة هولندا أميركا، لن يسمح لهم بدخول اليابان. في السياق ذاته، قالت مي ماتسوبارا المسؤولة بوكالة (أوفرسيز ترافيل) السياحية إن السفينة التي تقل أكثر من ألفي شخص كانت بالقرب من أوكيناوا وتبحث عن ميناء آخر. وأضافت ماتسوبارا "نشعر باليأس.. ونأمل أن نتمكن من الذهاب إلى مكان ما حتى يتمكن الركاب من النزول"، وفقا لما ذكرت وكالة " أسوشييتد برس الأميركية".

تدابير زمن الحرب

وبدأت هونغ كونغ السبت فرض تدابير حجر صحي قاسية من أجل التصدي لفيروس كورونا الذي يواصل الانتشارخارج بر الصين. وتم تأكيد 320 إصابة في 30 بلداً ومنطقة، وحالتي وفاة في هونغ كونغ والفيليبين.

وعلى كل شخص يصل إلى هونغ كونغ حالياً من البر الصيني أن يخضع لعزل لمدة أسبوعين في بيته أو الفندق، او أي مكان سكن آخر، على أن يواجه من يخالفون هذا التدبير السجن لستة أشهر. ويفترض أن يساعد هذا الإجراء المشدد على كبح المرض. وأغلقت هذه المدينة شبه المستقلة والتابعة للصين غالبية مراكزها الحدودية مع البر الصيني، فيما هرع السكان إلى المتاجر للتزود بالمؤن.

ورفضت هونغ كونغ إغلاق حدودها بالكامل لكنها تأمل في أن يثني الحجر الصحي المسافرين عن التوجه إلى البر الرئيسي.

مساعدات أميركية

وأعلنت الولايات المتحدة في وقت لاحق الجمعة، أنها على استعداد لإنفاق ما يصل إلى 100 مليون دولار لمساعدة الصين والدول الأخرى في مكافحة تفشي المرض. كما ذكرت واشنطن أنها ساعدت في الجهود المبذولة لتوصيل ما يقرب من 18 طنا من الإمدادات الطبية التي تبرع بها الشعب الأميركي للشعب الصيني، بما في ذلك الأقنعة والثياب وضمادات الشاش وأجهزة التنفس.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، يوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لإنفاق ما يصل إلى 100 مليون دولار لمساعدة الصين والدول الأخرى التي تأثرت بسبب فيروس كورونا. وأعلنت الولايات المتحدة عن 12 حالة إصابة بكورونا. وبدأ مئات الأميركيين الذين تم إجلاؤهم من المنطقة المنكوبة في الصين في الوصول إلى بلادهم الجمعة، حيث سيتم عزلهم في قواعد عسكرية لمدة أسبوعين.

وقالت السلطات الصحية في خمس ولايات أميركية إنه لم يتم وضع سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من ركاب الطائرات التجارية رهن الحجر الصحي في الولايات المتحدة بموجب القيود الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على السفر بهدف إبطاء انتشار فيروس كورونا. وقالت الإدارات الصحية في أربع من الولايات الأميركية العشر التي تقوم مطاراتها بفحص الركاب لاكتشاف فيروس كورونا إنها لم تحول أي أشخاص إلى الحجر الصحي منذ سريان قواعد السفر الجديدة في الثاني من فبراير/ شباط بعد اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس في الولايات المتحدة في 20 يناير/ كانون الثاني.

ولم تعلن سوى ولاية نيويورك عن وضع أربعة أشخاص رهن الحجر الصحي بسبب سفرياتهم السابقة. ويعد هذا الحجر الصحي الإجباري من بين أول عمليات حجر صحي بالولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاما ويسري على الأميركيين الذين سافروا إلي إقليم هوبي الصيني، بؤرة وباء كورونا، خلال الأسبوعين الماضيين. ويحظر على الأجانب الذين زاروا الصين خلال 14 يوما، وهي فترة الحضانة الخارجية للفيروس، دخول الولايات المتحدة.

كورونا والخفافيش

وكان باحثين قد أشاروا أمس إلى أن تفشي فيروس كورونا في الصين ربما يكون انتقل من الخفافيش إلى البشر عن الطريق التجارة غير المشروعة في آكل النمل الحرشفي. وقالت جامعة جنوب الصين الزراعية إنها قادت البحث. وذكرت في بيان بموقعها على الإنترنت "هذا الاكتشاف سيكون ذا أهمية كبيرة للوقاية والسيطرة على منشأ الفيروس".

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن تسلسل الجينوم في سلالة فيروس كورونا الجديد التي تم استخلاصها من حيوان آكل النمل في الدراسة كان متطابقا بنسبة 99 في المائة مع السلالة التي رصدت في البشر.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : السبت 08 فبراير 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com