Akhbar Alsabah اخبار الصباح

لهذه الأسباب يحتفل الصهاينة بتصدير الغاز إلى مصر

تصدير الغاز إلى مصر مع بدء تدفق الغاز الصهيوني على دولة العسكر، يحتفل الصهاينة بهذه المناسبة باعتبارها انتصارًا صهيونيًّا غير مسبوق على الدول العربية والإسلامية، وأنَّ ما عجزوا عن تحقيقه بالجيوش وقوة السلاح ها هم يحققونه بالتحالف مع الحكام الخونة مثل عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي.

في مقابل هذه الاحتفالات، فإنه فى مصر رغم الرفض الشعبي المكبوت لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، إلا أن الآلة الإعلامية السيساوية وكتائب المطبلاتية يحاولون تزييف الحقائق، وإظهار استيراد الغاز من الصهاينة وكأنه صفقة وإنجاز سيجعل من مصر مركزًا عالميا للطاقة، بحسب مزاعم العسكر التافهة.

ما يكشف الموقف المصري والعربى والإسلامى عموما من الصهاينة تلك الاحتجاجات التى تشهدها المملكة الأردنية لاستيراد الغاز من الصهاينة، بل إنه فى دولة تتمتع بهامش من الحرية يتزعم البرلمان الأردني الرفض الشعبى لاتفاقيات الغاز مع إسرائيل، كما دعت لجنة حماية الوطن ومقاومة التطبيع النقابية في الأردن إلى إسقاط اتفاقية الغاز المسروق من قبل الاحتلال الصهيوني، والتي بموجبها تم البدء بضخ ذلك الغاز إلى الأردن اعتبارا من بداية العام الحالي.

وقالت الحملة، في بيان لها، إنه في الوقت الذي يكرس العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية خطوات “صفقة القرن” على الأرض، ومنها ضم القدس والاعتداء على الوصاية على المقدسات في القدس وضم مناطق “ج” من أراضي الضفة الفلسطينية، تصر الحكومة الأردنية على المضي قدما في تنفيذ اتفاقية الغاز الفلسطيني المسروق مع العدو الصهيوني.

وأضاف البيان أن “الحكومة بذلك قد ضربت بعرض الحائط كل المطالبات النقابية والحزبية والشعبية بإلغاء هذه الاتفاقية، التي تكبل الأردن اقتصاديا وترهن السيادة الأردنية وأمن الطاقة في يد العدو الصهيوني.

وقالت اللجنة: نؤكد موقفنا الثابت برفض كل أشكال إزالة حالة العداء مع الكيان الصهيوني العدو الأول، وندعو للمشاركة في المسيرة الشعبية التي دعت لها الحملة الوطنية الأردنية لإسقاط اتفاقية الغاز مع الكيان الصهيوني يوم غد الجمعة من ساحة المسجد الحسيني في عمّان .

كما دعت الحملة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية أمام مجلس الأمة الأردني، تزامنا مع جلسة مشروع منع استيراد الغاز من الاحتلال يوم الأحد القادم .

أما فى مصر العسكر ودولة “وما أريكم إلا ما أرى”، فإن التطبيل للسيسي هو سيد الموقف؛ لأنه لا يسمح للرأي الآخر بالظهور أو التعبير عن وجهات النظر الأخرى .

سوق الطاقة

يؤكد الخبراء والمراقبون أنه عقب ضخ الغاز المنهوب من المياه الإقليمية الفلسطينية والمصرية إلى كل من دولة العسكر والأردن، يكون الاحتلال الإسرائيلي قد أحكم قبضته على سوق الطاقة بمنطقة شرق البحر المتوسط .

وقالوا إنه في الوقت الذي تزعم فيه دولة العسكر أن بدء تنفيذ اتفاقها مع الصهاينة سيسهم في تحويلها إلى مركز إقليمي لتصدير الغاز، تدخل إسرائيل في مرحلة جديدة من الهيمنة على سوق الطاقة في المنطقة العربية، خاصة أنها استبقت تصدير الغاز إلى دولة العسكر بخطوة أخرى وهي بدء تصدير الغاز تجريبياً إلى الأردن منذ نحو أسبوعين. كذلك تسعى إسرائيل إلى تحويل منتدى الغاز، الذي تشارك فيه ويضم دولا مطلة على البحر المتوسط، إلى منظمة إقليمية، ما يعزز سيطرتها على ثروات الطاقة في المنطقة.

وأوضح الخبراء أنه بموجب الاتفاق الذي بدأ تنفيذه، تشتري شركة خاصة في مصر، هي دولفينوس القابضة، 85 مليون متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي لوثيان وتمار الصهيونيين على مدى 15 عاما.

وأشاروا إلى أنه سيجرى توريد الغاز إلى مصر بواقع 200 مليون قدم مكعب يوميا عن طريق خط أنابيب تحت المياه يربط إسرائيل وشبه جزيرة سيناء والذي كانت تستخدمه مصر في تصدير الغاز إلى الاحتلال قبل وقفه بعد اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.

تحالفات إقليمية

فى سياق متصل، كشف مركز أبحاث في تل أبيب عن أن السياسة الخارجية لإسرائيل تهدف حاليا إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج على حساب الأردن، وصياغة تحالفات الطاقة، إلى جانب أنها ترمي إلى الدمج بين إضعاف السلطة الفلسطينية والضم “الزاحف” للضفة الغربية.

وحسب دراسة صادرة عن “المركز الإسرائيلي للسياسات الخارجية والإقليمية” (ميتفيم)، فإنّ القيادات الصهيونية أوضحت توجهاتها لضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل بشكل رسمي وعلني، وتحديدا التصريحات التي أطلقها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي تعهد بضم “غور الأردن”، وهي المنطقة التي تمثل حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية.

وحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر أمس الخميس، لا تبدي إسرائيل اهتماما بالعلاقة مع الأردن، مشيرة إلى أن هذا يأتي في ظل بدء ضخ الغاز الصهيوني للمملكة، وهي الخطوة التي تواجَه بمعارضة كبيرة من البرلمان والجمهور الأردنيَين.

وشدد على أن تدشين منتدى “غاز الشرق الأوسط”، الذي يضمّ دولة العسكر، إسرائيل، قبرص، إيطاليا، والأردن، مؤشر على عزم إسرائيل على تدشين تحالفات إقليمية تقوم على أساس اقتصاديات الطاقة.

يوم تاريخي

من جانبها وصفت وسائل إعلام صهيونية بدء ضخ الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى دولة العسكر بـ”اليوم التاريخي”، و بـ”يوم عيد” في إسرائيل التي تحولت إلى “قوة إقليمية في مجال الطاقة”.

وقال موقع “جلوبس” الاقتصادي، إن الحديث يدور أيضا عن حدث تاريخي “بالنسبة لرجال الأعمال الإسرائيليين في مجال الغاز، الذين أجروا اتصالات مع المصريين بعدما ألغت شركة وودسايد الأسترالية سعيها للدخول كشريك في خزان “لفياتان” عام 2012. وخلال السنوات الماضية قاد المفاوضات أمام السلطات المصرية “يوسي آبو” مدير عام شركة ديليك للتنقيب .

ونقل موقع “bizportal” المتخصص في الطاقة عن يوسي آبو: “وعدنا فوفينا. نستحق التهنئة في هذا اليوم التاريخي الذي يعمق ويعزز الروابط الاستراتيجية بين إسرائيل ودولة العسكر .

وأضاف “آبو” وفق ما نقله الموقع في تقرير بعنوان “يوم عيد في لفياتان”: بعد سنوات من العمل الدؤوب بدأنا ضخ الغاز الطبيعي من لفياتان إلى دولة العسكر الأمر الذي من شأنه تعزيز الاستقرار الإقليمي بالمنطقة ويمثل عصرا جديدا لمكانة إسرائيل في اقتصاد الطاقة الإقليمي
قوة عظمى

فيما اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، أن دولة الاحتلال “ستصبح قوة عظمى في مجال الطاقة من خلال تصديرها الغاز الطبيعي.

جاء ذلك بعد إعلان (إسرائيل) توقيع اتفاقية ثلاثية مع اليونان وقبرص (إيست ميد) للبدء بإنشاء خط لتمديدات الغاز يضخ إلى أوروبا .

وتوقع “نتنياهو”، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية، أن يؤدي تصدير الغاز عبر الاتفاقية إلى عوائد بمليارات الدولارات تصل إلى جيوب الإسرائيليين، حسب قوله.

وأضاف: “كانت هذه سابع قمة عقدناها في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة.. هذه القمة ترفع التحالف الشرق أوسطي الذي بادرنا لتشكيله إلى مستوى جديد.. قد وقعنا في أثينا على اتفاقية تاريخية ستقوم بمد أنبوب غاز من إسرائيل إلى أوروبا عبر قبرص واليونان .

وتابع: “باشرنا بتصدير الغاز من حقل ليفياتان إلى الأردن وإلى دولة العسكر أيضا.. وهذا المشروع سيدخل سنويا مليارات إلى خزينة الدولة.

وأشاد وزير الطاقة الصهيوني “يوفال شتاينتس”، بدعم “عبد الفتاح السيسي” لمنتدى غاز شرق المتوسط، الذي استضافته القاهرة.

وقال “شتاينتس”، الذي التقى “السيسي”، اليوم الخميس، بمحافظة الإسكندرية: “منذ توقيع اتفاق السلام بين الرئيس السادات ورئيس الوزراء بيجن ربما يكون هذا أهم تعاون اقتصادي وفي مجال الطاقة بين البلدين وفق تعبيره .

وأضاف أنه من المهم أن تتعاون جميع دول المنطقة لأن هناك الكثير من الاكتشافات وستكون أكثر من ذلك بكثير.

واعتبر الوزير الصهيونى أن البلدان التي تفضل الصراع والمواجهة بدلا من التعاون تتخلف عن الركب، ولكن نحن الدول التي تريد التعاون سوف نمضي قدما، بحسب مزاعمه.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الجمعة 17 يناير 2020
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com