Akhbar Alsabah اخبار الصباح

الألماني الذي وصفته صحف برلين بـ”هدية ألمانيا للمسلمين”

مراد هوفمان توفي الدكتور مراد هوفمان- الألماني المسلم- عن عمر ناهز التسعين، الأحد 12 يناير، والذي ولد عام 1931م، ودرس القانون وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد، وعُين سفيرًا في الجزائر والمغرب لعدد من السنوات.

وأسلم عام 1980، وبعد إسلامه ابتدأ د.هوفمان مسيرة التأليف، ومن مؤلفاته: كتاب (يوميات مسلم ألماني)، و(الإسلام عام ألفين)، و(الطريق إلى مكة)، وكتاب (الإسلام كبديل) الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا. وقد كان الراحل صديقًا وتلميذًا للمفكر الإسلامي “محمد أسد” رحمهما الله.

إشادة من صحف ألمانية

مجلة النشرة أو الرسالة “Die Nachrichten” اعتبرته “سفير ألمانيا المسلم”، وتوفي الدبلوماسي الألماني مراد ويلفريد هوفمان في “بون” عن عمر يناهز 88 عامًا.

وقد أعلن المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا خبر وفاته، والذي كان عضوا فخريا فيه. وتحول هوفمان إلى الإسلام في عام 1980، ولفت الانتباه إليه مع المنشورات، من عام 1987 إلى عام 1994، عندما كان سفيرا لألمانيا في الجزائر.

وعقب استعراض البروفيسور “د.إيسكفيت بولات” لحياة وعمل مراد هوفمان، قال: إن المجلة الأسبوعية “دير شبيجل” أكدت أن مراد ويلفريد هوفمان كان على الأرجح من أكثر المتحولين شهرة في الجمهورية.

وكان مراد هوفمان المفكر المسلم الوحيد من ألمانيا الذي وقع “رسالة مفتوحة إلى الزعماء الدينيين للمسيحية” مع 138 عالمًا إسلاميًا من جميع أنحاء العالم. بعنوان “بيننا وبينكم” ارسلت للبابا بنديكت السادس عشر، الذي أثار في خطاب ألقاه في ريجنسبرج في 12 سبتمبر 2006 أرواح المسلمين في جميع أنحاء العالم من خلال إعطاء اقتباس من الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس (1350 – 1425) من العصور الوسطى، حيث صور النبي محمد كرجل متعطش للدماء.

وأصبح هوفمان معروفًا ليس فقط في ألمانيا، ولكن أيضًا خارج الحدود الوطنية. هذا يرجع بشكل خاص إلى منشوراته العديدة حول موضوع الإسلام، وإلى عدد لا يحصى من المحاضرات في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي.

ولم يكن مفاجئًا أنه في عام 2009 حصل على لقب “شخصية العام الإسلامية” من قبل محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات.

ويعد هوفمان أول من حصل عليها بعد رئيس الدولة البوسنية السابق علي عزت بيجوفيتش، ثاني مسلم أوروبي، يحصل على هذه الجائزة كجزء من “جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم”.

وبعد عام واحد فقط، حصل هوفمان على ميدالية الحرية من الدرجة الأولى، وهي أعلى جائزة بين الطلبات الموجهة للأجانب، من الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان.

من “الباليه” إلى الإسلام

ويبدو أن مسيرته المهنية غير عادية للغاية، حيث قام هوفمان بمجموعة كاملة من الأنشطة المهنية في حياته، منذ 1954 إلى 1979، حيث عمل ناقدا دوليا للباليه في مجلات متخصصة “Tanzarchiv”(هامبورغ)، و”Ballet Today” (لندن) و “Dance News” (نيويورك). مع كارل فيكتور برينز تسو ويد، حيث أسس “جمعية أصدقاء الباليه في ميونيخ”.

من عام 1979 إلى عام 1983، ترأس هوفمان وزارة الناتو والدفاع في وزارة الخارجية الاتحادية. وأعقب ذلك عمله كمدير معلومات (1983 – 1987) لحلف شمال الأطلسي في بروكسل.

وحُرم بعد دخوله الإسلام في 1980 من كثير من المهن بسبب انتمائه. بعد ثلاث سنوات ونصف من تحوله، قام الرئيس الفيدرالي آنذاك الدكتور كارل كارستنز بسحب صليب الاستحقاق الفيدرالي منه في 6 فبراير 1984. ثم تم تعيينه سفيرا لألمانيا في الجزائر من 1987-1990 ثم من 1990 إلى 1994 عُين سفيرا في المغرب.



مهاجمون ألمان

المفكر والمؤرخ التركي محمد أسد أكد أن وفاة المفكر الألماني المسلم الكبير، مراد هوفمان، لن تتناولها كثير من الصحف الألمانية، وأضاف أنه لو كان “هابرماس” أو أيا من الأكاديميين المستشرقين الذين يكرهون الشرق ويدسون السم في العسل، لكتبت الصحافة الألمانية عنه وأفردت له صفحاتها.

وتابع “قبل عام تقريبا حينما توفي برنارد لويس (المهندس الفعلي لتدمير الشرق الأوسط وكراهية المسلمين)، نشرت الصحافة الألمانية الخبر، معتبرة وفاته خسارة للبشرية، وأفردت العديد من المقالات عنه. لكن مراد هوفمان ليس هو برنارد لويس.

وأوضح أن هوفمان نشأ كاثوليكيا وعمل بعد دوره الدبلوماسي في الجزائر والمغرب، عمل خبيرا نوويا في حلف الأطلنطي، ثم تحول بعدها للإسلام وكتب العديد من الكتب مثل: الطريق إلى مكة، الإسلام عام ألفين، يوميات مسلم ألماني، ثم كتابه (الإسلام كبديل) الذي أحدث ضجة كبري داخل الأروقة الأكاديمية والأوساط السياسية والمجتمعية علي حد سواء.

وأوضح أن منهج هوفمان علي طريق فريتس شتيبات، صاحب كتاب “الإسلام بديلا رغم الأصولية”، ويكبر هوفمان بثماني سنوات، ثم كتب هوفمان كتابه “الإسلام كبديل”، معتبرا أن شتيبات وهوفمان امتدادُ للمنهج الذي أسسه المستشرق البرليني ك. بيكر (ت 1933م) الذي تتلمذ عليه فالتر براونه أستاذ شتيبات، وأن جهود شتيبات تأثرت أيضا بجهود الفيلسوف البروتستانتي باول تليش (ت 1965م).
إسلامنا | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 15 يناير 2020
أحدث الأخبار (إسلامنا)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com