Akhbar Alsabah اخبار الصباح

رسائل الثورة المضادة لإفشال القمة الإسلامية في كوالالمبور

القمة الإسلامية في كوالالمبور رغم محاولات الطمأنة التي بعث بها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد للملك السعودي، عبر محادثة تليفونية مرئية بينهما بشأن القمة الإسلامية في كوالالمبور، إلا أن الرسائل التصعيدية التي قابلت بها السعودية والإمارات القمة بإجراءات مباشرة وغير مباشرة، حملت عنوان “الرفض” لمدخلات القمة التي يشارك فيها رؤساء تركيا وإيران وأمير قطر ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فضلا عن ممثلي الحركات الإسلامية في عدد من بلدان العالم، بالإضافة إلى تزعم البلدين الأبرز في عناصر الثورة المضادة مخرجات القمة التي يتوقع أن تكون قوية بقوة حضورها الإقليمي والإسلامي.

وفي تحليل لواقع القمة، توقعت جماعة الإخوان المسلمين أن تكون القمة الإسلامية التي دعا إليها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد كقمة إسلامية مصغرة تشارك فيها قطر، وتركيا، وماليزيا، وإيران، قادرة على حل مشاكل العالم الإسلامي، وتشكيل تحالف اقتصادي تجاري أمني سيكون بمثابة بديل قوي واستراتيجي، لا يكرر فشل خطة منظمة التعاون الإسلامي، على أن تكون قمة عمل ومشاريع على الأرض لا مجرد كلام وبيانات.

واعتبرت الفعاليات الإسلامية أن من شأن القمة تكوين تحالف جديد قوي ومُحرج للجامعة العربية المخترقة إماراتيًّا والمؤممة سعوديًّا، والتي لم تعد سوى بوق للأجندة “العربية” الصهيونية.

وذلك بمشاركة 450 من القادة والمفكرين والمثقفين من العالم الإسلامي في القمة، التي تتمحور حول “دور التنمية في الوصول إلى السيادة الوطنية”.

“العثيمين” يهاجم

ومن آخر تلك الملامح الهجومية، تعرُّض الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، الأربعاء، للقمة معتبرًا أنها “تقوض التضامن الإسلامي”!.

وفي تصريح لقناة “سكاي نيوز” عربية، التي تنطلق من أبو ظبي، زعم “العثيمين” أن قيام عضو بعقد اجتماعات تخص العالم الإسلامي خارج إطار المنظمة، هو “شق للصف الإسلامي وتغريد خارج السرب”، في إشارة إلى ماليزيا التي تنظم القمة.

ووصف “العثيمين” منظمة التعاون الإسلامي بأنها “الصوت الجامع والمنصة الكبيرة التي تجمع العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه”، مشيرًا إلى أن المنظمة أُنشئت “للتعبير عن قضايا وهموم العالم الإسلامي، وهي المنصة التي أنشأتها 57 دولة”.

تصريح أمين منظمة التعاون، التي تستحوذ السعودية على مقرها الرئيسي، كشف لماذا رفض سلمان بن عبد العزيز، ملك السعودية، الحضور رغم تلقيه دعوة بذلك، إلا إذا عُقدت القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.

غير أنَّ رئيس الوزراء الماليزي، عبّر في تصريحات أدلى بها لرويترز هذا الأسبوع، عن إحباطه من عدم قدرة منظمة التعاون الإسلامي على تشكيل جبهة موحدة والتحرك بحسم، مشيرا إلى مناقشة الانتهاكات بحق المسلمين الإيجور في الصين خلال قمة كوالالمبور.

عمران خان

وبدبلوماسية رائعة، واجه مهاتير محمد اعتذار رئيس باكستان عن الحضور، وقال إنه يتفهمه. المثير للدهشة أن رئيس الوزراء الباكستاني “عمران خان”، كان من المحركين الأساسيين لعقد قمة كوالالمبور مع “مهاتير” والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، إلا أنه قرر في اللحظة الأخيرة عدم الحضور، بعد لقاء محمد بن زايد وزير الدفاع الباكستاني.

وقال مسئولون باكستانيون، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأنهم غير مصرح لهم بالتحدث لوسائل الإعلام، إن “خان” انسحب تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.

وقال كبير الباحثين في كلية سانت راجاراتنام للدراسات الدولية ومعهد الشرق الأوسط في سنغافورة؛ “جيمس دورسي”: “المسألة أن لديك كتلتين.. هناك تكتل سعودي إماراتي وتكتل تركي قطري، وبينهما باكستان التي تحاول إرضاء الطرفين”.

وكان مكتب “مهاتير” قد أصدر بيانًا دفاعًا عن القمة، وقال إنه ليس هناك نية لتشكيل “تكتل جديد كما ألمح إليه بعض المنتقدين”، مضيفا: “علاوة على ذلك، القمة ليست منصة لمناقشة الدين أو الشئون الدينية، بل لمناقشة أحوال الأمة الإسلامية”.

رشوة سعودية

ووفق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، الذي وصف الموقف بـ”المذل”، قالت “مصادر دبلوماسية” باكستانية، إن تراجع “خان” جاء عقب استدعائه إلى الرياض لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي؛ الأمير “محمد بن سلمان”.

وقالوا إن خضوع “خان” للضغوط السعودية جاء مدفوعا بالأوضاع المالية المتردية لبلاده، والتي تعهدت المملكة قبل عام بتأمين خطة إنقاذ لها بقيمة 6 مليارات دولار، حيث اعترف “خان” آنذاك: “كنا نواجه أوقاتًا عصيبة حقًا”.

رسالة إلى تركيا

وردَّا على مشاركة تركيا في الملتقى الذي يستمر اعتبارا من الأربعاء 18 إلى السبت 21 ديسمبر، استقبل وزير الخارجية الإماراتي “عبد الله بن زايد” نظيره اليوناني “نيكوس ديندياس”، مساء الأربعاء، في أبو ظبي، وجاء اللقاء بين الجانبين بعد زيارة “ديندياس” للرياض، الثلاثاء، حيث التقى خلالها العاهل السعودي الملك “سلمان بن عبدالعزيز”.

وتأتي الزيارتان في ظل توتر العلاقة بين السعودية والإمارات ومصر من جانب، وتركيا من جانب آخر على خلفية قضايا إقليمية عدة، بينها حل الأزمة في سوريا وليبيا، وترسيم الحدود بالبحر المتوسط، بعد توالي اكتشافات الغاز الطبيعي هناك.

وبوجه مكشوف قالت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، إن محمد بن زايد والوزير اليوناني تبادلا “وجهات النظر تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها الأزمة الليبية”، ووقّعا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال التدريب الدبلوماسي.

15 اتفاقية

بالمقابل وقعت تركيا وماليزيا، الأربعاء، 15 اتفاقية تعاون مشترك في مجالات متعددة، في مقدمتها الصناعات الدفاعية، والعلوم، والتكنولوجيا.

جاء ذلك خلال لقاء جمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، في العاصمة كوالالمبور.

وتضمنت الاتفاقيات مذكرة تعاون بين الحكومتين التركية والماليزية في مجال العلوم والتكنولوجيا، وقعها عن الجانب التركي وزير الصناعة والتكنولوجيا، مصطفى ورانك، وعن الجانب الماليزي وزيرة الطاقة والعلوم والتكنولوجيا والبيئة والتغيّرات المناخية، يو بي ين.

كما تم توقيع 14 اتفاقية حسن نية بين شركات دفاع وتكنولوجيا تركية وماليزية.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الخميس 19 ديسمبر 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com