Akhbar Alsabah اخبار الصباح

تاريخ مثير خلف أسماء أزقة إسطنبول الساحرة

مدينة إسطنبول كل زاوية من مدينة إسطنبول تشهد على تاريخ عريق ومعمار مبهر، وبجانب الجمال البصري الذي تتميز به تلك المدينة الساحرة، التي زارها خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي نحو 5.5 ملايين سائح، هناك شوارع تضيف لتلك المدينة إبهارا وتنوعا ثقافيا وفكريا.

وما بين الشطرين الأوروبي والآسيوي هناك شوارع وأزقة هي في ذاتها حكاية وتاريخ.

1- شارع الفطور
11 ساعة فقط هي مدة العمل في هذا الشارع، الواقع في قلب ميدان "بيشكتاش"، بالشطر الأوروبي من إسطنبول.

يبدأ العمل في هذا الشارع المكون من ممر رئيسي وعدد من الأزقة الجانبية من السابعة صباحا، وينتهي في السادسة مساء، وتتفاوت في المواسم.

ومن يزر هذا الشارع يجد أنه يضم فقط مطاعم تتراص بجانب بعضها البعض، الجميع يقدم وجبة واحدة، وهي "الفطور"، وانطلاقا من هذا الطابع تحول اسم الشارع الذي يسمى في الأصل "شلبي أوغلو " إلى شارع الفطور.

ويعد مطعم "تشاكماك" من أوائل مطاعم الفطور في هذا الشارع، وافتتحه عام 2002 أبناء وأحفاد بانديلي شيشتاكوف، أحد أشهر بائعي القشدة القدامى في منطقة بيشكتاش.
اعلان

ويعد "تشاكماك" الفرع الثاني لدكان "باندو" لشيشتاكوف، الذي كان يقدم وجبة الفطور لزبائنه والأجبان والعسل والقشدة، داخل دكان صغير قريب من شارع الفطور الحالي، منذ عام 1895.

2- شارع الورود
ممر عتيق افتتح عام 1876 وسط شارع الاستقلال الشهير، ليربطه بشارع "ساهني"، أحد الأزقة الداخلية لحي "بي أوغلو" العتيق.

وتعود حكاية هذا الشارع إلى القرن 19، وخلال تلك الحقبة كان السلطانان عبد الحميد وعبد العزيز قادمين إلى تلك المنطقة لمشاهدة مسرح نعوم الشهير بعروضه المسرحية، لا سيما الأوبرا الإيطالية.

وبعد الحريق الكبير الذي نشب في منطقة"باي أوغلوم" عام 1870، وانهيار الشارع والمسرح وإعادة الترميم، اشترى المصرفي اليوناني هريستاكي زوغرافوس المكان عام 1876، وحوّله إلى مبنى مسقوف على الطراز الفرنسي، يضم 24 متجرا على خمسة طوابق.

وأخذ الممر تسميته الحديثة في عهد الجمهورية التركية، حيث أصبح شارعا لبيع الزهور بكل أنواعها.

لكن ابتداء من الأربعينيات، وانتشار أماكن السهر؛ فتحت الحانات أبوابها في ذلك الشارع، وندرت الزهور، واختفت تدريجيا، ولم يبق إلا اسم ذلك الممر.

3- شارع الفنانين
رغم أن المعروف عن شوارع إسطنبول أنها تعج بالفنانين الهواة الذين يعملون بشكل حر في الشوارع جمعا للأموال؛ بعضهم لاستكمال دراستهم، وآخرون تربحا من تلك الهواية؛ فإن حي "قاضي كوي" بالشطر الآسيوي يحتضن شارعا يسمى "علي سوافي" أو "شارع الفنانين"، وهو مساحة مفتوحة مهداه لممارسي مختلف الفنون، سواء الغناء أو الرقص أو تصميم المشغولات اليدوية أو رسم اللوحات.

يستقبل الشارع زواره بتمثال لعلي سوافي (1839-1878)، وحوله مجسمات ضخمة من الكتب التي تشير إلى مؤلفاته. وسوافي كاتب وصحفي كان من كبار مثقفي الدولة العثمانية.

4- شارع الأنتيكات
في "قاضي كوي" أيضا، الحي الذي بات مقصدا سياحيا يضاهي ميدان تقسيم وشارع الاستقلال الشهير، لم يعد يحمل شارع "تلال زادة" الصغير اسمه الأصلي، إذ تحول لشارع "الأنتيكات"، فهو واحد من الوجهات الرئيسية لتسوق المشغولات والمنتجات العتيقة.

الشارع موطن لأكثر من خمسين تاجر تجزئة، والمتاجر اللامعة المزينة بالديكورات الأنيقة، ومحلات الأثاث الخشبية القديمة.

كما أنه يضم عددا قليلا من المتاجر الشبيهة بأسواق السلع المستعملة المليئة بالأشياء القديمة المبهجة.

تقول روايات شعبية إن الشارع استمد هويته واسمه من أنه قديما كان مركزا لتجمع الوسطاء الذي يعملون حلقة وصل بين أصحاب متاجر الأنتيكات الكبيرة والباعة المتجولين الذين يجمعون تلك السلع القديمة من الأحياء رغبة في بيعها بنقود ربما قليلة، لكنهم يبحثون عن الربح السريع.

ويطلق على هؤلاء الباعة المتجولين بالتركية "إيسكيجي" (بائع خردة).

5- الشارع الفرنسي
شارع صغير مكون من حارتين ضيقتين متفرع من شارع الاستقلال، ويتكون من 29 منزلا و43 متجرا، تمت إعادة إعمارها جميعا.

الشارع -وفق تقارير إعلامية تركية- يعد رمزا للدور الذي لعبه الفرنسيون في إعادة إحياء حي "بي أوغلو".

في السابق، كان يحمل الشارع اسم "الجزائر"، لكن بعد ترميمه وإعادة إعماره بالكامل عبر فريق يقوده المعماري التركي محمد تشديكن، تغير الاسم إلى الشارع الفرنسي عام 2004.

وتقول الحكاية إن تشديكن كانت له صلات وثيقة ببلدية العاصمة الفرنسية باريس، لذا تولى المهندسون المعماريون الباريسيون تصميم حجارة الشارع، كما قامت بلدية باريس بتركيب مصابيح للشارع عمرها أكثر من مئة عام، وتعمل بالغاز والفحم.
سياسة | المصدر: الجزيرة | تاريخ النشر : الثلاثاء 19 نوفمبر 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com