Akhbar Alsabah اخبار الصباح

خسارة "حفتر" لمعركة "غريان" للمرة الثانية

مدينة غريان طرحت الخسارة التي وقعت لقوات اللواء الليبي، خليفة حفتر في معركة استعادة مدينة "غريان" للمرة الثانية، تساؤلات عدة عن مدى ضعف هذه القوات، وما إذا كان الأمر سيؤثر على سمعة "حفتر" العسكرية داخليا ودوليا.

وفشلت محاولة قامت بها قوات "حفتر" بمساندة طيران مسيّر –قيل إنه إماراتي- في السيطرة من جديد على مدينة "غريان" (جنوب طرابلس) التي كانت بمثابة غرفة العمليات الرئيسية لحفتر في الغرب الليبي ومعركته للسيطرة على العاصمة.

"ضباط إماراتيون"

ولم تكتف قوات حكومة الوفاق ومعها قوة حماية مدينة "غريان" بصد هجوم "حفتر" على المدينة، لكنها نجحت في اعتقال بعض الضباط ومنهم آمر غرفة عمليات "غريان" التابعة لحفتر، العقيد: فوزي بوحرارة، وأجرت معه تحقيقات عسكرية عاجلة قبل تحويله إلى النائب العام.

وفجّر "بوحرارة" مفاجأة عندما أكد أن "طائرات إماراتية مسيرة شاركت في الهجوم الذي استهدف "غريان" وأنه يوجد بينهم "ضباط إماراتيون" يشاركون في معارك "طرابلس"، ويعتبر هذا أول اعتراف رسمي من قبل قيادي عسكري في قوات "حفتر" بتواجد إماراتي في ليبيا".

والسؤال: ماذا تعني خسارة "حفتر" لمعركة "غريان" من جديد؟ وهل سيؤثر ذلك على سمعته عسكريا؟

"حرب استنزاف"

من جهته، أوضح الناشط السياسي من طرابلس، عبدالرزاق مشيرب أن "ما حدث ويحدث هو حرب استنزاف تقودها دول ضد "الثوار" وقواتهم العسكرية، وقد نجحوا للأسف فيها، أما "حفتر" فلن يتوقف عن محاولات إعادة السيطرة ليس على "غريان" فقط بل مناطق أخرى".

وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21": "قوات "حفتر" مستمرة ومتواجدة في مناطق أخرى في ضواحي "طرابلس"، مثل عين زارة ووادي الربيع وطريق المطار، وساعده في ذلك وجود تواطؤ داخلي وخارجي هدفه إطالة أمد الحرب"، وفق كلامه.

"تقدير عسكري خاطئ"

ورأى الخبير العسكري والأمني الليبي، سليمان بن صالح أن "محاولات "حفتر" للعودة إلى "غريان" تعني أنه لا يزال تحت تأثير صدمة خسارته المدينة من قبل، لذلك يسعى بکل ما يملك من قوة لإعادة السيطرة، وللمرة الألف ربما يفشل في تقدير قوة الخصم ومن ثم إلحاق هزيمة نکراء بقواته تضاف إلى سلسلة الهزائم".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "اعتقال أحد ضباط "حفتر" الکبار دليل کاف على أن قوة الأخير ما هي إلا "مجموعة عصابات غير متجانسة تفتقد إلى التنسيق فيما بينها وتعتمد بشکل أساسي في تقدمها على الإسناد الکبير الذي يقدمه لها سلاح الطيران المسير التابع للإمارات"، حسب تقديراته.

وتابع: "في ظل غياب طيران الإمارات أو فشله في تحقيق الإسناد المطلوب ستفر قوات حفتر من الجبهات وتترك کل أسلحتها خلفها بل وقياداتها أيضا"، كما قال.

نجاح "حفتر"

الناشطة من الغرب الليبي، سمية محمود قالت إن "سمعة "حفتر" العسكرية خسرها منذ حرب تشاد والتي وقع فيها "أسيرا"، لكن يبدو أن هناك أجندة ما لإعادة تلميعه وتقديمه كجنرال عسكري قادر على الحسم، مضيفة: "وبخصوص غريان فهو يعلم أنه سيخسر المعركة لكنه نجح في تمزيق النسيج الاجتماعي وإطالة أمد الحرب واستنزاف الجميع"، وفق تصريحاتها لـ"عربي21".

بدوره قال الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد إن "محاولة حفتر استعادة غريان مرة أخرى وتلقيه صفعة جديدة فيها يدل على حالة اليأس العسكري التي تعانيها قواته وأنها أصبحت في حالة انهيار تام، وأن تعبئتها مرة أخرى أمر صعب".

وتابع لـ"عربي21": "كما يؤكد الهجوم إصرار حفتر على عسكرة الأزمة وعدم تجاوبه مع المساعي الدولية للعودة إلى المسار السياسي، والغريب هنا غياب المجلس الرئاسي الذي لم يعلق على هذا الإصرار ولم يستثمره في إحراج المجتمع الدولي الذي من ضمنه دول تدعم حفتر وتصر على بقائه"، وفق رأيه.
سياسة | المصدر: عربي 21 | تاريخ النشر : الخميس 29 اغسطس 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com