كان حبيب العادلى ومجموعة صغيرة من كبار لواءات أمن الدولة يُصرّون على تسخير الداخلية لخدمة أغراضهم، وللتستر على جرائمهم، وذلك فى سياق خدمة الدكتاتور مبارك وتأمين توريث ابنه للحكم..
ظل العادلى على سياسته تلك حتى قام الشعب بثورته، فاختفى العادلى وكبار مساعديه داخل سيارة BMW، واختبأت السيارة داخل مصفحة معدَّة لذلك، تاركاً ضباط الداخلية يواجهون مصيرهم المحتوم يوم 28 يناير وما بعده، حتى أن بعضهم كان يختبئ داخل جراجات ومناور العمارات لاستبدال بدلته الرسمية لينجو بنفسه من الفتك به من عموم الثائرين فى الشارع..
كان المشهد محزناً للغاية، خاصةً أن الغالبية العظمى من ضباط الشرطة هم شرفاء، بل إنهم أنفسهم كانوا ضحايا للعادلى وعصابته، ضحايا الغباء والجهل والحمق والرغبة الحميمة فى حرق الداخلية .. بل حرق الوطن..
شئٌ من هذا يحدث اليوم، حيث تُصرّ قلة مجرمة تنتمى للأسف إلى القضاء المصرى المحترم، على تسخير القضاء كله لخدمة أغراضها، والتستر على جرائمها، فى سياق رفع شعارات حق، يُرادُ بها باطل ( سأنشر قريباً مستندات قبض أحدهم 100 ألف جنيه رشوة تم استبعاده من الاتهام لأنه يقوم بدور مطلوب ضدنا فى قضية رهن التحقيق، تماماً كقريبه الوزير السابق الفاسد طلعت حماد ) هذه القلة تسحب القضاء كله بغبائها وجهلها وحمقها إلى معركة بين القضاء والشعب، كتلك التى كانت يوم 28 يناير 2011م، ومؤكد أنها قد جهزت طريقة اختفاءها .. أو هروبها .. داخل سيارة أو مصفحة أو ماسورة .. ومؤكد أنها ستترك القضاة الشرفاء يدفعون الثمن..
إن التحدى الأكبر الآن أمام قضاة مصر العظام، هل سيتركون الجريمة تكتمل ؟ لو التمسنا العذر لضباط الداخلية سابقاً لأن طبيعة عملهم تقوم على تنفيذ أوامر العادلى وعصابته، فكيف نلتمس العذر لقضاة مصر وطبيعة عملهم تقوم على الاستقلال؟
ياقضاة مصر ..الشعب معكم ..فهل أنتم معه..؟