Akhbar Alsabah اخبار الصباح

بن زايد والسيسي يلتقيان في الإسكندرية

بن زايد والسيسي ربما هي المرة الـ18 للقائهما المعلن، والعاشرة منها بمصر، وهذه المرة بالإسكندرية؛ حيث استقبل سفيه الانقلاب عبدالفتاح السيسي ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للإمارات والمنقلب على شقيقه.

وعادة ما يفكر المراقبون عن الجريمة أو المصيبة أو المكيدة المتوقعة ولماذا شد “بن زايد” الملقب بـ”شيطان العرب” الرحال نحو قصر رأس التين على ساحل الإسكندرية.

ويرجحون أن السر في زيارته الجديدة لا تخلو من أسرار، بدليل تواجد رئيس المخابرات عباس كامل ضمن استقباله، كما يرجحون أيضا أن يكون للزيارة صلة بالجزائر بعد بدء مرحلة التمهيد لتدخل الجيش في ثورة الشعب الجزائري على غرار ما حدث في 11فبراير 2011 في مصر، وللتنسيق لإجهاض ربيع الجزائر بشكل مبكر.

وفي الوقت ذاته يحاول أذرع الانقلاب شد أنظار الناس نحو أنها زيارة عادية يتفقد فيها “بن زايد” قصر رئاسة الجمهورية الجديد الذي يدشنه السيسي في الإسكندرية ويتفقد أيضا المشروعات الجاري تنفيذها بمدينة العلمين الجديدة، والتي تنفذها شركة إعمار، والتي يرأسها رجل الأعمال محمد العبار، القريب من سلطات دبي والشيخ محمد بن راشد.

وفي أثناء الزيارة يكشف متابعون أن دعوى قضائية في باريس أقيمت ضد محمد بن زايد ومحمد دحلان، بسبب تجنديهما عسكريين فرنسيين سابقين كمرتزقة، بهدف تنفيذ عمليات اغتيال لمدنيين وناشطين وسياسيين وأئمة مساجد في اليمن.

يقول حساب “الثورة هي الحل” :”لا حللت أهلا ولا نزلت سهلاً يا شيطان العرب أنت والسفاح #السيسى يحاولون تدارك الموقف والسيطرة على الوضع في #الجزائر فالحذر الحذر فوالله إنهم شياطين وكلاب الصهاينة في المنطقة”.

أما عادل شعلان فيقول: “السيسي يستقبل الشيخ محمد بن زايد.. نتائج هذه المقابلة.. دعم انقلاب الجزائر.. محاولة تركيع المقاومة الفلسطينية.. الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان.”.

تحالف أوسع

ولا يستبعد المراقبون أن يكون التحالف أوسع من السيسي وبن زايد ليشمل روسيا والسعودية فمحمد بن زايد دفع لروسيا نفقات الحرب ضد الشعب السوري، وبعد اندلاع ثورة الجزائر أسرع “بن زايد” بمقابلة رئيس اركان الجيش الجزائري، الذي طالب بشغور مكان بوتفليقة وتعيين رئيس البرلمان عوضا عنه.

اللافت أن وزير الخارجية الروسي قال إن روسيا ستقف إلى جانب الجيش الجزائري، أي ضد تطلعات الشعب، ويرفض أي تدخل خارجي.

كما استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز الانقلابي الليبي خليفة حفتر في قصر اليمامة بالرياض بشكل أيضا يشير إلى نفس الاتجاه، حيث ليبيا بوابة المغرب العربي إجمالا من جهة بقية العرب.

ويرتبط ذلك بمقابلة سفير السعودية الجديد في أبوظبي مدير قناة العربية السابق الصحفي والكاتب تركي الدخيل، مدير مركز المزماة المناهض للإسلاميين والإخوان تحديدا. ليعطي رسالة من خلال زيارة لولي عهد أبوظبي في مكتبه، بتبادل التحيات والأمنيات مع محمد بن سلمان وهدية عبارة عن لوحة فنية لبن سلمان وبن زايد يسيران في طريق واحد.

يقول المحلل والأكاديمي محمد المختار الشنقيطي: إن “موقف السلطة #السعودية المعادي لحرية الشعوب وكرامتها ثابت لا يتبدل: من لقاء الملك فهد مع الجنرال خالد نزار مهندس الانقلاب والحرب الأهلية الدموية في #الجزائر، إلى لقاء الملك عبد الله مع سفّاح رابعة #السيسي، إلى لقاء الملك سلمان مع الجنرال #حفتر مهندس الغدر والثورة المضادة في #ليبيا”.

ورطة الجزائريين

ويرى محللون أن عسكر الجزائر في ورطه لأنهم كانوا يتمنون عمل فيلم “الجيش حما الثورة” او “الجيش والشعب إيد واحدة”، لكن خونة العسكر في مصر حرقوا لهم الفيلم. فرئيس الأركان الجزائري يطلب تطبيق المادة 102 من الدستور التي تقضي بشغور منصب الرئيس بسبب المرض.

وأنه بانتهاء عهد الرئيس بوتفليقة ينتظر المراقبون فعل الشعب لمواجهة هذا الالتفاف على ثورتهم في وقت لم يكن يشكل فيه وجود بوتفليقة مشكلة بقدر العسكر والدولة العميقة في الجزائر التي تستخدموه من خلف الستار.

حالة التدخل السابقة في مصر وليبيا تنصف عسكرة الأنظمة بالعربية، فبحسب السياسيين لا يجوز أن يتدخل الجيش أو رئيس الأركان في المسار السياسي للدولة فوظيفة الجيش ان يحمي الحدود ويدافع عن سيادة الدولة فلا يجب برأيهم ان يتم السماح للعسكر أن يتحدثون في السياسة.

وبغض النظر عن اختلاف التأويلات حول الاحتمالات والمالات فإن الخطوة التي اتخذها الجيش الجزائري باعتبار منصب الرئاسة شاغرا هي نزول على رغبة الشعب، وعلى المعارضة أن تتحد وتلتف حول شخصية لها رصيد من الكفاءة والمهابة والمحبة لترشيحها في انتخابات الرئاسة المقبلة، كي تعبر الجزائر بسلام.

ويبقى السؤال هل تدخل الجزائر مرحلة المجلس العسكري في ثورة مصر وتتكرر الخديعة؟ وهل بإمكان الشعب السماح بذلك؟ أم أن لجوء الجيش لسيناريو التحول الديمقراطي وارد؟!
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الخميس 28 مارس 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com