بعد أن نجح شباب إسبرطة فى ثورته العظيمة ضد حكم الرومان وأسقط الإمبراطور العجوز وأغلب رموزه الفاسدة، وهدم القصر الإمبراطورى العتيق، تبقى من هذا القصر خازوقٌ واحد لم يتهدم، لم يهتم الشباب به لضعف تكوينه الظاهرى وخسارة إنفاق أى مجهود لهدمه.
إلا أنه بسبب ظروف الثورة اشتد عود هذا الخازوق مرةً واحدة ليس لأسبابٍ ذاتية فهو منهارٌ فى ذاته، ولكن لأسباب خارجية ممثلةً فى كثرة الأيادى الملوثة التى تدعمه على مختلف اتجاهاتها السياسية، تحت مبرر ضرورة استقلال الخازوق عن باقى خوازيق الدنيا.
حين أدرك شباب إسبرطة هذ المعادلة الخسيسة قرر أن يستعيد روح ثورته، وأن يستجمع أمره، وأن يواجه هذا الخازوق بما يستحقه، وبدراسة المادة التى يتكون منها الخازوق، تبين أنها ليست إسمنتية ولا حجرية ولا صلبة، وإنما رغويةً ورقية، فاقتربوا أكثر فأكثر من الخازوق، فوجدوه فعلاً عبارة عن مجموعة هائلة من الأوراق بعضها يعلو فوق بعض، وجميعها مدونٌ بها أسماء وبيانات وتفاصيل مرعبة عن النخبة الإسبرطية قديمها وحديثها، ماذا سرقوا وماذا نهبوا وماذا قتلوا.
كما وقع نظرهم على منفستو تشغيل الخازوق، فلما طالعوه وجدوا كل شئٍ بمقدار، الفضائح القديمة لفلان ومتى ستخرج، والسرقات الأخيرة لعلان وكيف ستدفن، والأدلة الموصلة لعددٍ من الجرائم وكيف سيستفاد منها فى حينها.. وهكذا باقى المنفستو.
هنا قرر شباب إسبرطة العظيم بدء خلع الخازوق، فاتجهوا إلى وسط العاصمة فى وقتٍ واحد وتحلقوا حوله، ونفخوا جميعاً نفخةً واحدة فى الخازوق الورقى، فإذا بريحٍ صرصرة تقتلعه من أسفله وتطيح به فى سماء العاصمة، فتتطاير كل أوراقه لتعود مرةً أخرى يلتقطها أهل إسبرطة من شرفات منازلهم ويطالعوا ما فيها من فضائح النخبة الإسبرطية على مختلف اتجاهاتهم السياسية والإعلامية والحقوقية فى مشهدٍ غير مسبوق.