Akhbar Alsabah اخبار الصباح

قتلة ومجرمون ومتحرشون بأمر السيسي

موقعة الجمل على مدار السنوات السبعة التي مرت من ثورة يناير استلهم العسكر ما حدث في الثاني من فبراير 2011، أو ما يعرف بـ”موقعة الجمل”؛ حيث استخدام البلطجية، في تجربة سبق توظيفها من قبل داخلية المخلوع بشكل أضيق في انتخابات الحزب الوطني قبل الثورة على مدار الدورات الانتخابية جميعها منذ 1990 وحتى 2010 في ظل حبيب العادلي، وبلغت ذروتها حينما استدعاهم نظام حسني مبارك من خلال الداخلية والفلول، في محاولة لإنقاذ مبارك الذي أوشك على السقوط حينها، بعدما سقطت الداخلية في 28 يناير، وفضل الجيش أن يقف في المنطقة الرمادية لامع ولا ضد، فكانت جيوش البلطجية حاضرة.

واستخدم البلطجية جميع الأسلحة البيضاء والخراطيش لمساندة العسكر في فترة حكم المجلس العسكري،، ثم تاليا في فترة حكم الرئيس مرسي في محاولة لنشر الفوضى التي بشر بها مبارك لكسر ثورة الشعب وجعل المتعجلين يلعنون الثورة والثوار، ولكن بات مصيره إلى مزبلة التاريخ.

108 مصابين

وبينما كانت أنظار المصريين وكاميرات وسائل الإعلام المحلية والدولية موجهة لمتابعة ورصد آخر ساعات العملية الانتخابية في مصر، في 1 ديسمبر 2011، شهد ميدان التحرير مواجهات عنيفة بين عشرات البلطجية والمتظاهرين المعتصمين به منذ 13 يوما، والذين يقدر عددهم ببضعة آلاف، مما أسفر عن إصابة 108 أشخاص في واقعة أعادت مشاهد موقعة الجمل الشهيرة لذاكرة المصريين.
وهاجم عشرات البلطجية المدججين بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) وبنادق الخرطوش على ميدان التحرير مساء الثلاثاء واشتبكوا مع المتظاهرين، وكانت الذريعة الانتقام لطرد عشرات من الباعة الجائلين – مخبرين مستترين – في وقت سابق.

استاد بورسعيد

وكان المواطنون المصريون على موعد آخر من نوعية أخرى من المعارك فى نفس اليوم الأربعاء 2 فبراير 2012، على ملعب استاد بورسعيد، ألا وهي “مذبحة بورسعيد”، واستشهد فيها 73 من مشجعي النادي الأهلي، وآلاف المصابين فى معركة من جانب واحد من قبل بلطجية من بورسعيد تحت ستار “جماهير النادي المصري” وكشف تواطئ الأمن المركزي وإغلاق البوابات باللحام واستمرار الجيش في موقع الراقب، أن البلطجية كانوا المكلفون بقتل شباب ألتراس أهلاوي صاحب الدور البارز في ثورة يناير.

ولن ينسى التاريخ الموقف المخزي والعار على جبين القوات المسلحة في “موقعة الجمل” التي وقف رجالها يشاهدون البلطجية وهم يمتطون الجمال ذاهبون لقتل المتظاهرين فى ميدان التحرير، وموقف الشرطة في ستاد بورسعيد.

“جمل” الاتحادية

ومن أبرز مواقع الجمل هجوم البلطجية على الاتحادية في 2 فبراير 2013بتواطئ الجيش والشرطة حيث تمت بالتزامن مع موقعة الجمل الأولى في 2011، وفي الموقعة الجديدة سحلت الشرطة متظاهر بميدان التحرير، واعترفت بالجريمة، وأعلنت أنها فتحت تحقيقًا، لم تعلن نتيجته، في إعلان واضح عن عقيدة وسياسة الشرطة البلطجية.

واعتدى البلطجية المجرمون بالمولوتوف على مقر الرئاسة الرسمي، وأطلقوا الخرطوش على المدافعين عن القصر الرئاسي الذين اضطرهم تخاذل الشرطة الوقوف أمام واحدة من محاولات الانقلاب على الرئيس وقتل البلطجية نحو 9 بينهم 7 أو 8 من الإخوان المسلمين.

سيد العيسوي

وقاد السيد العيسوي البلطجي الأشهر في المنصورة هوجة من “المواطنين الشرفاء” البلطجية في 26 يونيو 2013، لقتل الإخوان المسلمين، فاستشهدت أمام أعين المارة؛ 4 نساء كن يشاركن في مسيرة بالمنصورة دعما لشرعية الرئيس محمد مرسي، أبرزهن الشهيدة هالة أبو شعيشع، وسهام الجمل زوجة القيادي د.محمد عبدالرحمن المرسي واثنتان أخريان، فضلا عن تحطيم المحلات والسيارات.

ونشرت صحف الإنقلاب أن البلطجية هم “عشرات المعارضين للرئيس محمد مرسي”، فيما صورت المصري اليوم المسيرة المسلحة للبلطجية بالخرطوش ورشاش كلاشينكوف في مواجهة مؤيدي الرئيس مرسي.

رمسيس الأولى

وما بعد الانقلاب العسكري الآلاف من “المواطنين الشرفاء” البلطجية من المسجلين خطر، والخارجين عن القانون، رجالا ونساء، في حربه على المصريين الرافضين للانقلاب العسكري، في شوارع وميادين مصر منذ 2013، كما وجه الانقلاب العسكري أسلحته لصدور المواطنين، بلا رحمة في تكرار لمشاهد القتل التي نفذها مبارك في الـ18 يوما بميادين التحرير.

ففي نموذج ليس الوحيد، وتحديدا في 17 يوليو 2013، كانت موقعة جمل جديدة ومجزرة جديدة في رمسيس 1، في ظل تزييف إعلامي على الضوء الأخضر الذي منحه السيسي للبلطجية لتصفية المتظاهرين.

وعلى أثره سارع البلطجية في تسليم أكثر من 500 معتقل معظمهم كان في قسم باب الشعرية والظاهر.

وانهمرت قنابل الغاز انهمرت عليهم في الركعة الرابعة من التراويح وظل الضرب من الساعة التاسعة وحتى الثانية عشرة ، وذلك على مسيرة ميدان رمسيس.

وبخلاف المعتقلين في الموقعة استشهد 7 من رافضي الإنقلاب وأصيب 647 مواطنا بينهم 3 طلق ناري و4 نزيف وضياع لمقلة العين، فيما أصيبت 7 سيدات.

موقعة الصحفيين

وفي وضوح تام كان الصحفيون في 4 مايو 2016 يكتشفون لفظة “البلطجية” و”المواطنين الشرفاء” تلهج بها السنتهم، بعدما رأوا المسجلين خطر والخارجين عن القانون يتحرشون بالصحفيين المعتصمين بنقابتهم ويمنعون بصحبة الأمن الوطني والأمن المركزي من يريد التضامن مع رافضي اقتحام الصحفيين.

المواطنين الشرفاء وصلوا إلى محيط مبنى نقابة الصحفيين، لتهتف “بنحبك يا سيسي”، وتدير مكبرات الصوت بأغاني “تسلم الأيادي” وغيرها، خاصة بعد أن فتحت قوات أمن الدولة الطريق المؤدي إلى النقابة من طلعت حرب للمجموعات المجهولة، ومنعت الصحفيين غير النقابيين ومراسلي الفضائيات والأمن الإداري الخاص بالنقابة من دخول المبنى!.

السيسي بلطجي

وفي لقاء شهير بين د. محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، ومنى الشاذلي أكد أن الضابط عبدالفتاح السيسي اجتمع به في مكتب شركة للسياحة بميدان التحرير قبل موقعة الجمل، أكد له أن أنصار مبارك سيخرجون في مظاهرات تأييد له وسيأتون إلى ميدان التحرير، طالبًا منه “انسحاب المتظاهرين من الميدان حتى لا يقع صدام بين الجانبين يتسبب في إراقة الدماء”.

وأضاف البلتاجي “قلت للواء كيف تسمحون لهؤلاء البلطجية بالدخول إلى ميدان التحرير فرد قائلًا إنهم مواطنون مصريون يريدون التعبير عن رأيهم بتأييد الرئيس”، فرد البلتاجي قائلًا: “هل ضاق بهم ميدان مصطفى محمود وكل ميادين مصر للتظاهر فيها؟ ومن الممكن أن يتم فتح ملعب القاهرة الذي يستوعب الآلاف إن كانوا يريدون التعبير عن رأيهم”، فكان رد اللواء “هم يريدون التعبير عن رأيهم بميدان التحرير مثلكم ولا أستطيع منعهم”.

وفي 10 أكتوبر 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة، ببراءة جميع المتهمين في موقعة الجمل، بينهم العديد من رموز النظام الأسبق بين رجال أعمال ومسئولين وأعضاء بالحزب الوطني الحاكم سابقا والذي تم حله بعد الثورة، وأبرزهم الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف وفتحي سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وعائشة عبدالهادى، وزيرة القوى العاملة السابقة، وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال الأسبق، ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني إبراهيم كامل، ورجل الأعمال محمد أبوالعينين، والمحامى مرتضى منصور، ثم أغلقت محكمة النقض في وقت لاحق ملف القضية نهائيا برفض الطعن المقدم من النيابة في أحكام البراءة، وأمر النائب العام حينئذ هشام بركات في مذكرة قانونية بحفظ التحقيق في أحداث موقعة الجمل.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الأربعاء 30 يناير 2019
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com