Akhbar Alsabah اخبار الصباح

البشير يستنسخ خطاب المخلوع مبارك

البشير استبق الرئيس السوداني، أمس، مسيرة سلمية يقودها تجمع المهنيين وعدد من الأحزاب والتيارات السودانية تطالب بتنحّيه وتسليم السلطة للشعب، بخطاب جاء بعد خمسة أيام من الاحتجاجات، رآه مراقبون أنه عفا عليه الزمن، وأسطوانة كلّت الجماهير العربية سماعها من رؤساء سابقين.

وحذر الشعب من مروجي الشائعات والاستجابة للمحبطين واليأسين، واعدًا إياهم بإصلاحات اقتصادية وإجراءات لإعادة ثقة المواطنين في الجهاز المصرفي، وحياة كريمة، بعدما أكمل ثلاثين عاما في السلطة التي تولاها في 1989، بعدما أشاد بكفاءة القوات النظامية في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، بالتزامن مع تحذيرات رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني من المساس بالممتلكات العامة.

وحذر صلاح قوش، مدير جهاز الأمن السوداني، من أن المساس بالممتلكات العامة وترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم خط أحمر، على حد تعبيره، وأكد التزام جهاز الأمن بالمعايير المهنية واحترامه لحق التعبير السلمي.

وبشكل غير مرتب تدخلت قوات قوش من الشرطة والأمن لفض الاحتجاجات التي أعقبت مباراة المريخ والأهلي باستاد الخرطوم مساء الإثنين.

تطور أمس اللافت كان في تلبية قطاعات السودانيين من المهنيين لدعوات الإضراب التي وجهها “تجمع المهنيين السودانيين”؛ حيث انضم الأطباء إلى الإضراب، كما تصاعدت دعوات قوى المعارضة إلى مسيرة تنطلق اليوم، الثلاثاء، تستهدف القصر الرئاسي، تطالب بتنحي الرئيس البشير فورا عن السلطة؛ استجابة لرغبة الشعب السوداني وحقنا للدماء.

وعود وقتية

خطاب البشير جاء متسقا مع بيان الجيش السوداني عن الاحتجاجات ليقول: إن “مشاكل البلد لا يمكن حلها بيوم وليلة، فكان خطاب الرئيس وعودًا لم يلمسها المواطن منذ 30 عاما ولم يتقدم خطوة للأمام.

الإعلامي أسعد طه رأى أنه “‏من يستمع لوعد البشير بحياة كريمة يتخيل أن الرجل ينوي الترشح لمنصب الرئيس لأول مرة”.

أما المذيع بقناة الجزيرة عثمان آي فرح، فتساءل عن وعود عمر البشير بـ”إصلاحات اقتصادية توفر لمواطنيه حياة كريمة”.. هل تكفي هذه الوعود؟”.

أما الإعلامي الساخر يوسف حسين (Joe) فكتب: “الرئيس عُمر البشير دمّر #السودان وقسّمها، أهدر مواردها، نشر الفساد، وأخيرا قمع وقتل المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم!.. الله يسامحك يا شيخ.. خليت إيه للمتظاهرين اللي عايزين يخربوا البلد”؟.

وأشار الأكاديمي محمد المختار الشنقيطي إلى ضرورة أن يكون “موقفنا من ثورات الشعوب على الظلم مبدئيا، لا تهمه هوية الظالم المستبد: إسلامية كانت أو علمانية، بل الشدة على من يظلم باسم الإسلام -مثل البشير- أوْلى. فاحذر التمحُّلات الفقهية والتحيزات الحزبية، وقف مع المظلوم ضد الظالم ولا تبال”.

أجندات سياسية

وكما حدث في الثورة المصرية التي نسب أنصار مبارك فيها للمتظاهرين تبني أجندات خارجية وسياسية، فعل المتحدّث باسم حزب المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم) إبراهيم الصديق، فاعتبر أنّ أسباب الاحتجاجات اقتصادية لكنّ “البعض” استخدمها خدمة “لأجندات سياسية”.

وقال: “هناك سببان للأحداث: أحدهما الضائقة الاقتصادية وهذا مفهوم الاحتجاج ضدّه والحكومة معترفة به، والناس خرجت بسبب شحّ الخبز والوقود والسيولة النقدية، وهذا من حقّها”.

وأضاف “أمّا السبب الثاني فهو أجندات سياسية بعضها داخلي لأحزاب يسارية تريد خلخلة بنية الدولة، وبعضها أجندة خارجية مرتبطة بالمجموعة التي أُعلن أنّها ضبطت وتنتمي لحركة عبد الواحد نور المتمردة وجاءت من إسرائيل، وهي من تسببت في حرق المؤسسات”.

قوى خارجية

وتابع المحلّل السياسي السوداني محمد لطيف في حديثه عن استمرار الاحتجاجات من عدمه، ليشير إلى أنه مع غياب أفق حلّ للأزمة الاقتصادية، فإن الخيار الوحيد المتاح الآن هو الحلّ السياسي بانفتاح الحكومة ومخاطبة مطالب الجماهير، وفتح منبر الحوار مع كل المكوّنات السياسية السودانية دون استثناء”.

وأضاف أنه “إذا دخلت قوى خارجية على الخط وساندت الاحتجاجات، حتى لو إعلاميا فقط، فسيؤدي ذلك إلى تغيير سياسي. أمّا إذا لم يحدث ذلك، فستتراجع الاحتجاجات”.

وأوضح أنّ “سبب ذلك بسيط وهو أنّه ليس هناك مجال للمقارنة بين المعارضة الداخلية والقوة الأمنيّة للنظام”.

وأشار إلى أن تدخل القوى الخارجية ليس فقط هي المحدد الوحيد للاحتجاجات، بل إن “استمرار التظاهر يعتمد على ردّة فعل الحكومة، فإذا أصرّت على الحلّ الأمني والتصعيد سيحدث تصعيد من الطرف الآخر وسيصبح حينها الموقف مفتوحا على كل الاحتمالات”، محذّرا من أنّه “في ظلّ التركيبة الهشّة للسودان وانتشار الكيانات المسلّحة يمكن للمستقبل أن يكون قاتما”.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 25 ديسمبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com