قال إيهود يعاري، الخبير الصهيوني في الشؤون الفلسطينية في القناة 13، إن «حماس من خلال تصعيدها في الساعات الأخيرة تحاول الحصول على صورة ردعية أمام إسرائيل، في ظل فهمها أن إسرائيل تبحث عن طرق لمنع اندلاع مواجهة عسكرية، وهي بذلك تسعى لتحصيل معادلة ردعية».
وأضاف في مقال، ترجمته «عربي21»، أن «قرار حماس بإطلاق صاروخ الكورنيت باتجاه الحافلة يأخذ بالأمور نحو التغيير؛ لأن عمليات إطلاق القذائف الصاروخية بصورة مكثفة كانت معدة سلفا، وحماس تفهم وتسمع أن إسرائيل تبذل جهودا حثيثة لعدم الوصول لمرحلة المواجهة العسكرية المفتوحة في غزة، وهي بذلك تستخلص نتيجة أنه يمكن لها أن تحصل من ذلك على ثمن مجز».
وأشار إلى أن «رسالة حماس أنه إما أن توقفوا هذه الهجمات، أو أننا سنوسع دائرة الصواريخ، وهكذا نحن نعيد سياسة «الضرب مقابل الضرب»، ما يجعل الكابينت الإسرائيلي المصغر أمام اختبار صعب؛ فإما أن يعمل على وقف هذه الجولة من التصعيد، أو الرد عليها بقوة وقسوة».
وختم بالقول إن «حجم إطلاق القذائف الصاروخية في الساعات الأخيرة ليست عملية سهلة، كما أن إطلاق الكورنيت لا يتم اتخاذ قراره بمستويات عسكرية منخفضة، وإنما من مستويات قيادية عليا، هدفها استعادة الردع أمام إسرائيل، والوصول للمعادلة التي تريح حماس جيدا، وهي أننا وشركاءنا نرد على كل خرق إسرائيلي».
رون بن يشاي، الخبير العسكري الصهيوني في صحيفة يديعوت أحرونوت، قال إن «ما يحصل في الساعات الأخيرة بين حماس وإسرائيل يعني بالضرورة أن نستعيد الردع مع حماس، ثم نبرم التهدئة مها؛ لأن إطلاق الكورنيت باتجاه الحافلة الإسرائيلية يعدّ كسرا لقواعد اللعبة، ويثبت أن الردع الإسرائيلي تم فقدانه تماما، ودون هذا الردع، فلا أمل بأن تصمد التهدئة طويلا، مع العلم أن عملية برية باتت خيارا قائما».
وأضاف في تحليل عسكري مطول، ترجمته «عربي21»، أن «هذه الساعات التي نعيشها تشير إلى أننا أمام جولة جديدة من المواجهة العسكرية، وحماس مستعدة لهذه الجولة، وقد افتتحها ببداية غير تقليدية من خلال صاروخ الكورنيت الذي لم نر مثله منذ سنوات طويلة، هذا هجوم خطير وقاس، ويجب عدم اعتبار عملية الجيش في خانيونس مبررا مقبولا للقيام به».
وأوضح أن «حماس أقدمت على هذا الفعل لأنها مقتنعة أن إسرائيل لن ترسل الجيش داخل القطاع، ولا تريد القضاء عليها، لأن مجرد استخدام الكورنيت يعني أن مستوى الردع الإسرائيلي فقد آثاره تماما، بعد أن حصلنا بفضله خلال السنوات الأربع الماضية على الهدوء الأمني».
وأشار إلى أن «عملية حماس هذه مخطط لها جيدا، مرحلتها الأولى كانت الكورنيت، والثانية القذائف الصاروخية الهادفة لإيقاع أكبر عدد من الإصابات والخسائر الإسرائيلية من خلال قذائف لا تستطيع القبة الحديدية التصدي لها، ما يعني أن حماس تريد تحقيق إنجاز نوعي في معركة الوعي أمام إسرائيل لثلاثة أسباب».
وذكر الكاتب أن «أول الأسباب هو الضغط داخل حماس للانتقام لمقتل قائدها العسكري في خانيونس ورفاقه الستة، وثانيها رغبة حماس باستعادة تحقيق الردع أمام إسرائيل بتشويش حياة المستوطنين بغلاف غزة، والثالث أن حماس بحاجة لتنفيذ عملية قاسية ضد إسرائيل للمحافظة على صورتها الثورية، وقد تنجح بتحقيق هذه الأهداف على ظهر الإسرائيليين؛ لأن سياستهم الردعية تحطمت، والجيش مطالب باستعادتها وترميمها»”.
وختم بالقول إنه «دون ردع أمام حماس، فإن أي تهدئة لن تصمد، ومن الواضح أن الجيش يذهب نحو حرب اللاخيار؛ لأنه دون ردع فلا معنى للتهدئة، وإسرائيل ملزمة بتوفير إجراءات الحماية لمستوطنيها قبل استكمال العائق المادي على حدود القطاع».
وأوضح أن «الساعات الأخيرة من القصف الجوي على غزة تعدّ الوجبة الأولى، ولا أحد يعرف إن كان الجيش الإسرائيلي سيذهب لتنفيذ باقي الخطط المعدة في أدراج هيئة الأركان، وما زال أمامنا ليلة أو ليلتين كي نعرف أين تتجه الأمور».