Akhbar Alsabah اخبار الصباح

9 إعلاميين مصريين منعوا من الظهور بعد 30 يونيو

إعلاميين مصريين كأي نظام مستبد، لا يطيق نظام السيسي إلا سماع صوت واحد فقط، هو ذلك الذي يمجده، لهذا يسعى إلى توحيد ودمج كافة وسائل الإعلام واختصارها في وسيلة أو اثنين، ليتمكن من إحكام قبضته وسيطرته عليها، وتصفية العاملين بها من الإعلاميين الذين قد يشكلون مصدر قلق مستقبلا، في حال حاول بعضهم اتباع قواعد المهنة، وهو نادرا ما يحدث، بالإضافة إلى التخلص من أي إعلامي أو صحفي يرفض قرارت الدمج ولا ينفذ الأوامر الصادرة له بالتوجه حيثما يريد الرقيب.. أو عباس كامل إن شئنا الدقة.

ولعل الجملة الأخيرة تفسر وتلخص ما حدث مع الإعلامية لميس الحديدي، التي فؤجئت فؤجئت يوم السبت، أثناء توجهها لتقديم حلقة برنامجها "هنا العاصمة" على شاشة قناة «سي بي سي» أمس، بمنعها من الظهور في البرنامج وإسناده إلى زميلتها في القناة الإعلامية ريهام إبراهيم.

لميس الحديدي لم تكن الوحيدة التي منعت من الظهور في القناة التي تعمل بها منذ 30 يونيو 2013، بل إن القائمة كبيرة ومتنوعة، وسنذكر هنا أبرز الشخصيات التي منعت من الظهور الإعلامي بعد الانقلاب، ضمن قائمة بدات بالإعلامي الساخر باسم يوسف، ومرورا بمحمود سعد، وأخيرا وليس آخرا، لميس الحديدي.


1- لميس الحديدي
كما ذكرنا قبل قليل، فإن لميس فؤجئت بمنعها من الظهور في حلقة السبت ضمن برنامجها "هنا العاصمة" وكانت لميس قد أكدت عبر حسابها على تويتر عودتها للبرنامج والقناة عقب انتهاء فترة الإجازة، التي استمرت طوال شهري يوليو وأغسطس، وكتبت: "وخلصت الاجازة، راجعين للشغل تاني. هنا العاصمة التاسعة مساء السبت القادم 1 سبتمبر بإذن الله".

تفاصيل منع لميس كشفها احد العلمالين بقناة "سي بي سي"، قائلا إن الحديدي تواجدت بالفعل في القناة يوم السبت، وعملت مع فريقها على التجهيز للحلقة، قبل أن يتلقى فريق البرنامج اتصالًا من إدارة القناة لإبلاغهم بأن الحديدي لن تقدم الحلقة، بحسب "مدى مصر"، مضيفا: "غادرت الحديدي الاستوديو دون الإدلاء بأي تصريحات".

مصادر مطلعة كشفت تفاصيل وكواليس الأزمة بين لميس والقناة، مؤكدة أن عدم تقديم الحديدي لبرنامجها جاء على خلفية تعثر مفاوضات لا تزال مستمرة تهدف لإقناعها بالانتقال إلى شاشة «أون تي في» المملوكة لشركة «إعلام المصريين»، والمملوكة بدورها لجهاز المخابرات العامة.

ووفقًا للمصادر نفسها، فإن عرض انتقال الحديدي إلى «أون» لاقى اعتراضًا منها، ورفضًا من رجل الأعمال محمد الأمين الذي يملك نصف أسهم «سي بي سي» بالشراكة مع المخابرات العامة، بينما يقاوم الأمين ما يراه محاولات من مسؤولي الدولة لتصفية «سي بي سي» من أهم نجومها وبرامجها، تمهيدًا لإغلاقها، أو إعلان دمجها بالكامل مع «أون تي في».

خطة عباس كامل تشمل بالإضافة إلى نقل لميس الحديدي لـ «أون تي في»، سحب برنامج المنوعات «صاحبة السعادة» الذي تقدمه إسعاد يونس ليستقر في «دي إم سي».

وبحسب المصادر، فإن مسئولين في الدولة أبلغوا رسالة واضحة إلى كل من الأمين ولميس الحديدي بأنها في حال إصرارها على عدم الانتقال إلى «أون تي في» قد يسمح لها بالاستمرار في «سي بي سي» شريطة منعها من الظهور على الهواء واقتصارها على تقديم برنامج أسبوعي فني واجتماعي مُسجّل مسبقًا دون التطرق إلى الأخبار أو السياسة.

كانت «سي بي سي» قد نفت في تصريح إعلامي منسوب إلى «مصدر مسئول»، الشهر الماضي، صحة ما يتردد بشأن إغلاق «إكسترا نيوز» أو مغادرة لميس الحديدي المحطة.



2- باسم يوسف
كان الإعلامي الساخر باسم يوسف، مقدم برنامج "البرنامج" هو أول المطرودين من الإعلام، وذلك في 2 يونيو 2014، عندما أعلن وقف برنامجه بسبب ما أسماه وقتها بـ"ضغوط كبيرة" قال إنه تعرض لها، عقب إعلان فوز السيسى بالرئاسة.

واشتهر برنامج باسم بيوسف بسخريته الحادة من كل السياسيين منذ ثورة 25 يناير 2011، وأوقفته قناة «MBC مصر» السعودية بشكل مؤقت، «لعدم التأثير على الناخبين» قبل الانتخابات الرئاسية، ولم يعد مرة أخرى.

وفي مؤتمر صحفي عقد وقتها على مسرح «راديو» الذي كان يستخدمه باسم لتصوير حلقات، قال إنه لا يقدر أن يلوم القناة على الذي حصل.. الظروف والضغوط كانت أكبر من أي أحد»، وتحدث عن ضغوط مُورست على القناة لوقف «البرنامج»، وتقدم بالشكر إلى القناة السعودية على تحمل الضغوط، مضيفا: «هم حاربوا كثيرًا من أجل البرنامج».

وأضاف الإعلامي الساخر: «فضلنا أن يتوقف البرنامج على أن نهين البرنامج»، منوها أن الحلقة التي أعدها تمهيدًا لاستئناف بث «البرنامج» قد مٌنعت من قبل السلطات، وتابع: «قرار المنع جاء قبل أن يشاهد المسئول عن المنع الحلقة، البرنامج بشكله الحالي لن يسمح له بأن يستأنف سواء على قناة مصرية أو غير مصرية».

وحول كواليس قراراه بالتوقف، قال «يوسف»: «تعبت من المعافرة والقلق والخوف على سلامتي الشخصية وسلامة أسرتي، أنا لست مناضلًا أو محاربًا، أنا كنت أقول رأيي ساعة في الأسبوع».

بعد ذلك، سافر «يوسف»، إلى امريكا، بعد حصوله على منحة بجامعة هارفارد، قبل أن يصدر بحقه حكم قضائي، وتم وضعه على قوائم ترقب الوصول، بسبب البلاغات التي قُدمت ضده، على خلفية هجومه على النظام الحالي وعلى السيسي.



3- يسري فودة
بعد باسم يوسف، لحق به صديقه يسري فودة»، الذي خرج في 22 سبتمبر 2014، ملعنا توقف برنامجه «آخر كلام»، الذي كان يذاع على قناة «أون تي في»، دون توضيح أسباب توقف البرنامج، واكتفى بالإشارة إلى أن عقده مع القناة قد انتهى.

غير أن رجل الأعمال نجيب ساويرس، مالك القناة وقتها، أفصح عن الأسباب الحقيقية لتوقف برنامج «فودة»، وقال إنه تعرض لضغوط كبيرة لإيقاف «آخر كلام» من فلول نظام «مبارك»، منذ ثورة يناير 2011، مرورًا بعهد المجلس العسكري وصولًا إلى النظام الحالي.

وإثر ذلك، خرج «فودة» ليكشف تفاصيل جديدة حول وقف برنامجه، قائلا: «العام الأخير من برنامجي كان يسير على حد السكين، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكانت رغبتي الشخصية ألا نكمل، وعندها قمت بجمع فريق العمل، وأجرينا تصويتًا على استكمال البرنامج عامًا آخر أم سنتوقف ليس فقط من الناحية السياسية بل ومن الناحية الوطنية أيضًا، وهل لو استمر البرنامج سنكون جزءًا من مشهد لن نقدر نغير به، ونصبغ شرعية على مشهد لنا تحفظات عليه، وفي المقابل إذا استمررنا هل نقدر نعمل فارقًا أم لا؟».

وأعقب ذلك هجوم عنيف من «فودة» على «السيسي» ونظامه، قائلا: «تعرضت للنفي إعلاميا، هناك مصادرة مباشرة للمجال العام كله من قبل الحكومة والنظام، وعلى رأسها السيسي.. بمنتهى البساطة والمباشرة هذا نظام يعمل على خنق الحياة السياسية، ونفى تام للمجتمع المدني.. وحتى مجلس النواب كلنا عرفنا كيف تشكل ليخرج خطاب بأي نوع».

وتابع: «كنت أتمنى أن يظل صوتي يصدر من مصر، ولكن الأوضاع الحالية أصبحت صعبة بسبب التضييق على الحريات، ولم يعد أحد قادرًا على قول ما لديه».

وعاد «فودة» بعد ذلك، للإعلام عبر برنامج «السلطة الخامسة» على قناة «دويتشه فيلله»، وقال عن هذه العودة إنها تعد «إدانة للمشهد الإعلامي العربي، حاولت أرجع وعندي الحد الأدنى من القدرة على احترام الذات، مازالت المنابر الموجودة فى العالم العربي أصبحت ضيقة الأفق إلى حد بعيد.. أؤكد احترامي للجميع اللى بيحاول يقدم إعلام محترم في ظروف قاسية، لكن الصورة مش فيها استقطاب بس، لكن عكس كل ما يقوله كل كتاب.. قعدت سنة ونص آمل أن يصل صوتي للناس من خلال كتابة المقالات بعد وقف برنامجي».



4- ريم ماجد
رفيقة درب يسري فودة وباسم يوسف في المنع من الظهور بعد 30 يونيو 2013، هي الإعلامية ريم ماجد التي ظلت تقدم برنامجها "بلدنا بالمصري" طوال عامين ونصف العام تقريبًا بعد ثورة يناير 2011، دون توقف، خاضت خلالها الكثير من المعارك كان أبرزها الحلقة التي حاورت فيها عقب سقوط المخلوع مبارك مباشرة، أحمد شفيق رئيس الوزراء فى هذا الوقت، وبمشاركة يسري فودة والروائي علاء الأسواني واجهته بكل ما يدور فى الشارع، فاضطر إلى الاستقالة في اليوم التالي للحلقة مباشرة.

وبعد الثورة، اختفت ريم من الظهور الإعلامي، وكانت من الداعين لمظاهرات 30 يونيو 2013 والمشاركين فيها، ومن المؤيدين من اللحظة الأولى ضد «مرسي»، واستمر غيابها لفترة طويلة حتى تحدثت لأول مرة على صفحات جريدة «الشروق» في نوفمبر 2013 لتكشف أسباب غيابها، وتؤكد أنها اتخذت قرارًا بعدم العودة للشاشة بعد أن غيرت قناة «أون تي في» توجهاتها بشكل يتعارض مع قناعاتها الشخصية، فاختارت أن «تحتجب وتغيب عن الشاشة على ألا تكون جزءًا من القناة في تلك اللحظة».

تواصل غياب «ريم» بعد ذلك حتى منتصف 2015، عندما قررت العودة عبر برنامج نسائي أسبوعي يحمل اسم «جمع مؤنث سالم»، تم إنتاجه بالاشتراك بين مؤسسة «دويتشه فيله» الألمانية، غير أن ريم لم تقدم سوى حلقتين فقط، ثم تم الإعلان عن إيقاف البرنامج.

وحول أسباب وقف البرنامج، قالت ريم وقتها: «أبلغوني في إدارة القناة أن جهات سيادية أمرت بوقف برنامجي "جمع مؤنث سالم"، لم أصدق وضحكت، لكني اكتشفت بعدها أن الأمر حقيقي»، مضيفة: «مفيش سبب واضح لوقف البرنامج، ومحدش قال أي حاجة أو تعليق على محتوى البرنامج، كما أنه ليس مقبولًا منع برنامج اجتماعي أو سياسي طالما يراعي الضوابط».

وتابعت: «لم أتلق أي تعليقات سلبية على مضمون الحلقات مؤخرًا، واعتراض الجهات السيادية لم يوضح سبب وقف البرنامج»، مؤكدة أن «الوصاية الحقيقية عند المنع تفرض على المشاهدين أكثر من الإعلامي، فهو بمثابة اعتداء على حق المواطنين في المعرفة والاختيار، وعلى الجهة صاحبة القرار مطالبة بتوضيح أسباب القرار».

عقب ذلك، كشفت مصادر مطلعة أن الجهات السياديّة المرتبطة بالرئاسة أو بجهاز المخابرات، هي التي كانت وراء وقف برنامجها، ذلك لأنها اعتبرت الحلقة الأخيرة للبرنامج الذي تحدّث عن المشاكل التي يتعرّض لها الصحفيون المصورون، وتطرقت إلى حرية التعبير، كما نقلت مشاهدات من الثورة، عبر تجربة مصورة غطّت أحداثًا سياسية مختلفة منذ الثورة، هي السبب".



5- محمود سعد
حقق الإعلامي محمود سعد شهرة واسعة قبل الثورة من خلال برنامج "البيت بيتك" الي كان يقدم على التلفزيون الحكومي، ليبزغ بعدها نجمه في الفضائيات، حتى فاجأ الجمهور يوم 24 ديسمبر 2015، بإعلانه ترك قناة «النهار» خلال أيام، ويترك معها الظهور الإعلامي بسبب ضغوط تعرض لها هو وإدارة القناة.

لم يفصح «سعد» وقتها عن طبيعة هذه الضغوط، لكن مصادر إعلامية أكدت أن هذه الضغوط جاءت بعد أن شهدت الفترة الأخيرة لـ«سعد» في القناة، هجومًا منه على النظام، واتهامات وجهها للسلطة بتعمد وضع الشباب في السجون.

وخلال هذه الفترة، نشر «سعد» صورة لـ«السيسي»، في فترة حكم المجلس العسكري، وبصحبته عدد من الشباب، وعلق على الصورة قائلًا: «السيسى أصبح رئيسًا والشباب في السجون».

وبعد اختفاء «سعد» بشهور، ظهر في مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قال فيه إنه «غير راضٍ عن الحالة التي يعيشها الآن، ولكنه ومع كل هذا يشعر بالراحة النفسية والسعادة»، مضيفًا أن «جميع المشاهدين يعلمون تمامًا الأسباب الحقيقية وراء عدم ظهوره على شاشات الفضائيات».

وأضاف: «أنا فى الوضع اللي أنا فيه دة مش مبسوط لكنى مستريح.. أنتم شايفين الشاشة عاملة إزاى والدنيا عاملة إزاى.. أنا مش هعلق أنا قعدت ليه ورحت فين، وجيت منين، هذه أمور أنتوا تقدروا تستنتجوها زى ما أنتوا عايزين.. إنما أنا بكلمكم أنتم بس، وأنا مش عايز أطلع فى التلفزيون ومش حابب أطلع في أي حتة، ويمكن بعضكم يفهم إيه المغزى من الكلام، لكن أنا مش هتكلم خالص واللي حصل حصل».



6- ليليان داود
رغم أن الإعلامية اللبنانية ليليان داوود، كانت أول من استضاف الحملة المخابراتية "تمرد" في برنامج تلفزيوني لتلميعهم، وذلك خلال برنامج "الصورة الكاملة" الذي كانت تقدمه على قناة "اون تي في" وكان منصة هجومية حادة على الرئيس مرسي والتيار الإسلامي بأسره، ناهيك عن فرحتها العارمة بالانقلاب يوم 3 يوليو، وكانت ليليان من أكثر المتحمسين للانقلاب على الرئيس مرسي، لدرجة أنها قالت على الهواء: «هذه هي المرة الثانية التي أكون فيها على الهواء لإعلان سقوط دكتاتور عربي بعد مبارك»، إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عند السيسي، وكان جزاؤها وقف برنامجها وطردها من مصر.

ورغم موقف ليليان الداعم للانقلاب، إلا أن النظام لم يتحمل منها موقفها المعارض لمجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة، وانتقادها التعامل الأمني مع الصحفيين والنشطاء بعد الانقلاب.

الخلافات بين ليليان والنظام ازدادات، عندما تحدثت في إحدى حلقات برنامجها عن «كيف تبني دولة الاستبداد من خلال تغييب الحقائق وإرهاب الناس؟»، واستضافت ثلاثة أشخاص معروف عنهم معارضتهم للنظام.

لم تكتف ليليان بذلك، بل أعلنت تضامنها مع منظمي وقفة ضد قانون التظاهر، وهاجمت نظام السيسي بمقدمة نارية في إحدى حلقات برنامجها، قالت خلالها إن الوضع القائم لا يمكن وصفه إلا بـ«الدولة الغائبة».

على خلفية كل ما سبق، صدرت الأوامر إلى الأذرع الإعلامية للسيسي، بشن حملة إعلامية ضارية على ليليان، ونفس الأمر صدر أيضا إلى الكتائب الإلكترونية التابعة للسيسي على شبكات التواصل الاجتماعي، لتطالب الحملة الإعلامية ونظيرتها على مواقع التواصل بترحيلها ويتهمونها بمعارضة النظام.

وانتهت هذه الحملة العنيفة بإنهاء تعاقدها مع القناة، خاصة بعد أن اشتراها رجل الأعمال «أحمد أبو هشيمة» المعروف بولائه الكبير لـ«السيسي».

ولم يكد يمر إلا سويعات على إنهاء تعاقدها مع القناة، في 26 يونيو 2016، وعقب عودتها إلى بيتها، قام 8 عناصر أمنية من مباحث الجوازات باقتحام المنزل، وأجبروها على الخروج معهم لترحيلها من مصر، وقالت «ليليان» إن الاقتحام تم بعد ساعة واحدة من الإعلان عن إنهاء عقدها مع القناة.

وقالت ليليان إنها باعتبارها أمّا لفتاة مصرية، وكانت متزوجة من مواطن مصري، وحاملة لجواز سفر بريطاني، كانت تتوقع معاملة أفضل؛ خاصة وأنها كانت مستقرة بمصر ولديها ممتلكاتها.

«ليليان» أيضا قالت إنها لم تنتقد أو تتهجم قط على «السيسي»، مبرزة أنها كانت تتناول القضايا العامة التنفيذية وفق القواعد المهنية المعمول بها، وأعربت عن أسفها لانحدار سقف الحريات في مصر إلى درجة لم تكن حتى في «عهد حكم الإخوان»، قائلة: «السلطات في مصر لا تتحمل أي رأي مغاير، لم نكن نتخيل أن سقف الحريات سينزل لهذا المستوى مقارنة مع خمس سنوات مرت، للأسف -حتى إني مضطرة أقولها- في سنة حكم الإخوان لم نشهد ما شهدناه في هذا الوقت».



7- مجدي الجلاد
استمد مجدي الجلاد صيته الإعلامي من فترة توليه رئاسة تحرير "المصري اليوم" وتمكنه من جعلها من أهم الصحف الورقية في مصر، وهو ما حاول تكراره مع صحيفة "الوطن" التي ترأس تحريرها بعد مغادرته "المصري اليوم"، وإن كان لم يوفق كثيرا في نسخ تجربة "المصري اليوم" مرة أخرى.

وفي 2 يوليو 2015، فاجأ "الجلاد" الجميع بمقال «أنا صرصار».. الذي وصف فيه حال المصريين خلال حكم «السيسي»، وتضمن المقال هجومًا شديدًا على السلطة القائمة في مصر، ليختفي بعدها «الجلاد» من المشهد الصحفي والإعلامي بأوامر سيادية وجهات عليا في الدولة، وفي 3 أغسطس 2015، أعلن محمد الأمين، رئيس مجلس إدارة صحيفة «الوطن» الإطاحة بـ«الجلاد» من رئاسة التحرير.

وتزامنا مع ذلك، اختفى «الجلاد» لفترة عن برنامجه «لازم نفهم» الذي كان يذاع على قناة «سي بي سي»، قبل أن يعود مجددًا بعد أن خفت بريقه.

ومؤخرا، أعلن عن تولي "الجلاد" مسئولية إدارة موقع "مصراوي" المملوك لرجل الأعمال نجيب ساويرس، مع اللميح غلى توليه ايضا إدارة ثلاثي ساويرس الإعلامي "مصراوي وفيتو ووكالة اونا" وباشر "الجلاد" كتابة المقالات على "مصرواي"، وسط احاديثعن ترأسه تحرير صحيفة ورقية مزمع إدصارها تحملاسم "مصرواي".



8- توفيق عكاشة
هو أكثر من أثار الجدل في مصر، بسبب أسلوبه الذي يغلب عليه الطابع الساذج في عرض ما يصله من معلومات من قبل جهات سيادية، في الأغلب كانت المخابرات العامة، وكان الغرض من أسلوبه هو التعامل مع فئة معينة من الجمهور، وهو ما يمكن القول أن "عكاشة نجح فيه بشكل كبير.

بعد 30 يونيو، اعتقد "عكاشة" أن فترة توهجه وبزوغ نجمه كانت قد بدات للتو، فترشح في انتخابات مجلس النواب الذي اختارت المخابرات الحربية اعضائه بعناية، وكثر الحديثعن تمويل ودعم سيادي لقناته "الفراعين"، غلا انه وسط كل هذا التوهج، انطفأ نجم "عكاشة"، وطرد من البرلمان ومنع من الظهور الإعلامي، بسبب لقائه السفير الصهيوني.

وكان مجلس النواب قد قرر إسقاط العضوية عن توفيق عكاشة، بأغلبية 465 صوتًا، على خلفية لقائه السفير الصهيوني حاييم كوريين، وحديثه معه عن أمور تتعلق بالأمن القومي وفق ما ذكره رئيس المجلس.

إلا أن «عكاشة»، أكد أن اللقاء تم بعلم من المخابرات المصرية.

عقب ذلك، أعلنت قناة «الفراعين» التي كان يديرها «عكاشة»، ويخرج عبرها في برنامج يومي، إنها قررت التوقف عن العمل، وعرضها للبيع.

الملفت أن النظام لجأ من جديد إلى توفيقعكاشة، واستطاع التخلص من الأحكام القضائية التي صدرت ضده وقضت بمنعه من الظهور، ولعل هذا يفسر المأزق الذي يعانيه عباس كامل، وجعله يلجأ إلى "عكاشة" مرة اخرى، بعد فشل أذرعه الإعلامية - وعلى رأسهم أحمد موسى- في الوصول للشريحة التي كان يستهدفها "عكاشة" في ظل حالة الانهيار الكبير في شعبية نظام 30 يونيو وتآكلها بصفة مستمرة.



9- إبراهيم عيسى
استمد إبراهيم عيسى شهرته الصحفية من جريدة "الدستور" التي كانت تصدر أيام المخلوع مبارك، واستغلت الصحيفة حالة الفراغ التي شهدتها مصر في مطلع الألفينات، عقب إغلاقنظام مبارك لجريدة الشعب التي كانت منبر المعارضة في مصر، فقفز "عيسى" ليتولى هذا الدور، ويفتح صفحات "الدستور" للعديد من المعارضين، وعلى رأسهم جماعة الإخوان، وإن كان "عيسى" قد تربح أيضا من السماح لـ"الإخوان" بالكتابة في صحيفته.

ثم حدثت أزمة الدستور الشهيرة قبل ثورة يناير، وبعد الثورة أصدر عيسى صحيفة "التحرير" وحاول محاكاة تجربة "الدستور" لكنه لم يوفق فيها، في ظل انشغاله ايضا بالدور الإعلامي، عقب تأسيسه قناة تحمل نفس الاسم "التحرير" قبل ان يبيع نصيبه فيها لاحقا، ويتجه عقب ذلك إلى قناة "أون تي في" ثم إلى "القاهرة والناس" التي تركها في مطلع عام 2017.

القناة أصدرت بيانا وقتها قالت فيه إن «عيسى قدم لإدارة القناة أسباب قراره ودوافعه ومسوغاته، وتطلعه إلى التخفف من بعض أعباء العمل، للتفرغ والتركيز على مشروعاته الكتابية والإبداعية في الفترة المقبلة».

غير أن «عيسى» أصدر بيانًا أعلن فيه وقف برنامجه، وتحدث عن تعرضه لضغوط قادت إلى قراره بالتوقف عن الظهور في البرنامج الذي كان يرفع شعار «كلام ممنوع تسمعه»، وقال في بيانه إن البرنامج كان «على درجة من التأثير الذي عبر حدود تأثير مجرد برنامج تليفزيوني مما ألقي عليه أعباء وتعرض معه لأنواء وأحيط بالضغوط ففي الوقت الذي ساهم فيه في اتساع عقول تسبب كذلك في ضيق صدور».

وأضاف: «بكل تفهم لمن أثقل البرنامج قلبه بالغضب والكراهية فإنني أتقبل أن تكون هذه اللحظة مناسبة للتوقف عن تقديم البرنامج حيث أظن أن مجريات الوقائع وطبائع المقادير تقود لأن أترك مساحة التعبير التليفزيوني لمرحلة أخري ووقت لعله يأتي».

ولم يدم غياب عيسى طويلا، حيث عاد ببرنامج على قناة الحرة الأمريكية، في أواخر عام 2017، لتقديم برنامج يحمل اسم "مختلف عليه" قيل وقتها إنه برنامجا دينيا! لكن مع ظهور الرنامج في مارس الماضي، اتضح أنه برنامجا للهجوم على التاريخ الإسلامي كعادة "عيسى" أينما وجد، عبر البحث عن الخلافات وتضخيمها، ولا عجب، أن يقدم عيسى برنامجا دينيا على قناة أمريكية!
سياسة | المصدر: جريدة الشعب | تاريخ النشر : الأربعاء 05 سبتمبر 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com