Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حل ألتراس أهلاوي جزء من تعرية المجتمع في مصر

ألتراس أهلاوي قال محمود هدهود، طبيب ومدون مصري مُهتم بالفلسفة وقضايا الإصلاح العربي والإسلامي، تعليقا على حل ألتراس أهلاوي: إن ذلك يعد جزءًا من “تعرية المجتمع في مصر، بدأت بالإخوان المسلمين ونجح النظام إنه يعزلهم، ومع ذلك قدروا يقاوموا لوقت ما بسبب قوتهم وحجمهم الضخم، والأمل الوحيد لأي تنظيمات اجتماعية أخرى إنه ميجييش عليها الدور في العزل والانتهاك والتفكيك.. كان في حماية الأخ الأكبر في التنظيم الاجتماعي، اللي هما الإخوان ومنع تفكيكهم، والإصرار على حق الانتظام خارج الدولة”.

وأضاف “طبعا للأسف كل التيارات المصرية المختلفة عمرها ما قدرت تبني تنظيمات اجتماعية خارج الدولة، والأمل بعد الإخوان كان في التنظيمات الشبابية اللي سرعان ما تفككت بسبب فقدانها لمقومات التنظيم القادر على إعادة إنتاج نفسه، والتنظيمات الجديدة اللي كان لنشأتها دور كبير في تطور الحراك السياسي في مصر زي الألتراسات”.

واعتبر أن حل ألتراس أهلاوي من أهم الأحداث الرمزية في مصر في السنوات الأخيرة، موضحا أن “الألتراس وغيره من أشكال التنظيم الاجتماعي زي الأحزاب والطرق الدينية والروابط والجمعيات، هي أشكال الوساطة اللي بتسمح للمجتمع إنه يحتج ويضغط على الدولة. تفكيك الأشكال دي من التنظيم الاجتماعي هو بمثابة تعرية للمجتمع، المجتمع العاري عن أشكال الوساطة دي هو المجتمع اللي الدولة أو للدقة النظام الحاكم بيقدر ينتهكه باستمرار من غير ما تكون لدى المجتمع ده القدرة مهما بلغت حالة الحنق فيه على رد الاعتداء ده”.

وأشار إلى أن “الناس النهاردة عايزة تحتج، بس احتجاجهم بيكون هزلي لأنه مفيش تنظيم يديه الزخم ويوجهه سياسيا، الناس عايزة تتخلص من النظام بس البديل هو فراغ مطلق مفيش أي أشكال انتظام خارج الدولة تعد بأنها هتقوم بالوظايف الاجتماعية للدولة ولو بشكل مؤقت جدا لحين تعافي مؤسسات الدولة أو حتى إعادة تأسيسها”.

وحذر هدهود من أن “تعرية المجتمع مستمرة، وتعرية المجتمع ليست طريقا إلى الاستبداد فقط، وإنما إلى الانهيار والفوضى”.

وتعليقا على أحد التعليقات على “بوسته” قال: “تاريخيا، المجتمع المدني أو الجماعات الوسيطة كانت بتلعب أدوارا سياسية كنموذج شرفي، لذلك كان دور الأشراف في مواجهة الاستعمار من ناحية وفي مواجهة الاستبداد من ناحية تانية، زي دور عمر مكرم ضد الوالي العثماني ثم ضد محمد علي قبل نفيه. وكنموذج غربي كان دور الكنيسة الكاثوليكية في التحول الديمقراطي في بولندا في الثمانينات ونقابة تضامن العمالية”.

مضيفا أنه “بالنسبة للإخوان، فطبعا أكلنا يوم أكل الثور الأبيض، والنظام يستطيع أن يفعل اليوم ما لم يكن نظام السادات ومبارك يقدر عليه بسبب وجودهم وغيرهم من التنظيمات الاجتماعية، سواء التنظيمات دي في شكل نقابات أو أحزاب أو حتى قبايل طبعا ومؤسسات قديمة. عزل الإخوان وتفكيكهم بداية للاستبداد الدموي اللي محدش يقدر يدافع عن نفسه فيه واللي احنا عايشينه دلوقتي”.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : الثلاثاء 22 مايو 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com