Akhbar Alsabah اخبار الصباح

شباب من غزة يصنعون طابعة ثلاثية الأبعاد

طابعة ثلاثية الأبعاد لم يمنع نقص الإمكانات والأدوات المساعدة الشاب الفلسطيني محمد ماضي وزميليه أمجد الخطيب ومحمد صيدم من صناعة طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل كامل في قطاع غزة، المحاصر للعام الثاني عشر على التوالي، معتمدين على ما توفر من أدوات بسيطة مكنتهم من الخروج بنموذج متكامل. وعمل الشاب ماضي وزميلاه على صناعة الطابعة التي يمنع الاحتلال وصولها إلى القطاع تحت ذرائع أمنية، لفترة استغرقت أكثر من ثلاثة أشهر، تمكنوا خلالها من صناعتها بشكل كامل، بالإضافة إلى برمجة نظام التشغيل الخاص بها الذي يمكّنهم من التحكم فيها وإصدار الأوامر لطباعة الأشكال المطلوبة.

وتعمل هذه الطابعة على خروج الأشكال بشكل ثلاثي الأبعاد، ويمكن استخدامها في مجالات عديدة، أهمها العملية التعليمية، خصوصاً في بعض المواد الدراسية والعلمية التي تحتاج إلى استخدام نماذج مصغرة، بالإضافة إلى المجالات الصحية، خاصة الأطراف الصناعية.
ويقول ماضي لـ "العربي الجديد" إن التوجّه نحو صناعة طابعة ثلاثية الأبعاد بشكل كامل في القطاع، جاء بعد تفكير استغرق فترة طويلة للبحث عن مشاريع يمكن تنفيذها ويمكن من خلالها تركة بصمة مفيدة في المجتمع الفلسطيني في غزة وتفيد المجالات العلمية والصحية.

ويوضح الشاب الغزي أن الطابعة تستهدف مجالات متعددة، أهمها المجال العلمي والصحي، لا سيما أن النظام ثلاثي الأبعاد مختلف عن الأنظمة التقليدية للطابعات ويعمل على الطباعة بأشكال وتصميمات يجري إعدادها بشكل مسبق من قبل مستخدمها، وتوفر نماذج تصويرية.

ويشير إلى أن العمل في صناعة الطابعة مرَّ بمرحلة التصميم للجسم الميكانيكي، بالإضافة إلى توفير القطع الإلكترونية، والعمل على صناعة بعضها يدوياً بشكل كامل، من أجل تجاوز منع الاحتلال وصولها إلى القطاع تحت ذرائع أمنية، وخشية من استخدامها من قبل المقاومة.
وعن الصعوبات التي واجهت صناعة الطابعة، يبيّن الشاب محمد صيدم لـ "العربي الجديد"، أنّ نقص الإمكانات وغياب القطع الإلكترونية التي يمنع الاحتلال دخولها أدّيا إلى إعاقة العمل مرات عديدة، والتوجه نحو صناعة بعض القطع للوصول إلى إنجاز المشروع.
وينبّه صيدم إلى أن التكلفة الكاملة التي تحملها وفريق العمل تجاوزت نحو 1300 دولار أميركي من أجل الخروج بالنموذج الأول للطابعة، في الوقت الذي من المتوقع ألا يتجاوز سعر بيعها مستقبلاً بعد التطوير مبلغ 300 إلى 400 دولار أميركي.

ويؤكد الشاب الغزي أن العمل سيتواصل منه وفريق العمل على تطوير الطابعة بشكل أفضل مما هي عليه، عبر زيادة حجمها بشكل أكبر والعمل على معالجة أية أخطاء موجودة وتغيير الشكل الخاص بها وإكسابها شكلاً جمالياً، خصوصاً أن الاحتلال يمنع دخول مثل هذه الطابعات إلى القطاع.
وحظي الفريق الشبابي باحتضان من قبل إحدى المؤسسات الفلسطينية في القطاع التي تعنى بالمشاريع الريادية والإبداعية التي ينتجها الشباب الغزي، إذ تبنت المشروع ووفرت الإمكانات اللازمة له، فضلاً عن مشاركة المشروع في إحدى المسابقات المحلية.

أمّا الشاب أمجد الخطيب، فيقول لـ "العربي الجديد" إن الفريق يطمح الآن إلى افتتاح أول خط لإنتاج الطابعات ثلاثية الأبعاد المحلية في غزة وجعلها متوفرة بثمن بسيط، لا سيما أن المتوفرة حالياً طابعات جرى جلبها من الخارج وتم تجميعها في القطاع.

ويضيف الخطيب أنّ طموحه وفريقه لا يتوقف عند إنتاج الطابعات ثلاثية الأبعاد، بل الوصول نحو صناعة المواد البلاستكية التي يجري استخدامها من الطابعة خلال طباعة المواد المدخلة إليها، للتخفيض من التكلفة الإجمالية، لا سيما أن ثمن الوحدة الواحدة منها التي يجري استيرادها يتجاوز 100 دولار أميركي ويمنع الاحتلال دخولها.
تكنولوجيا و علوم | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الاثنين 21 مايو 2018
أحدث الأخبار (تكنولوجيا و علوم)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com