Akhbar Alsabah اخبار الصباح

جريمة “الأسد” التي لم ينسها التاريخ

حافظ الأسد لم يكن حافظ الأسد وحده وهو يبدأ في مثل هذا اليوم 2 فبراير 1982، بقتل من أهل حماه ذات الأغلبية السنية 40 ألفا، ويعتقل 100 ألف أخرى، وعشرات الآلاف من المفقودين، ويهدم كل مساجد (63 مسجدا) بل وكنائس حماه (4 كنائس) بالصواريخ، بل هي عصابة حاكمة لها طرفان، انقلبا لاحقا، حافظ وشقيقه رفعت الأسد، وجيش من النصيرين المختبئين تحت راية حزب البعث بشقه السوري.

يرفع هؤلاء شعار “لا إله إلا الوطن ولا رسول إلا البعث” على رأسهم وزير دفاع الأسد مصطفى طلاس، وغيره آباء الجيش “العربي” السوري الذي يقاتل اليوم ويرتكب الفواجع بالبراميل المتفجرة في كل أنحاء سورية في حلب وإدلب وحماه ودمشق.. وغيرها.

المجزرة في حماه بدأت كما يرى السوريون عام 1980 إلى سنة ارتكابها حيث ظل المقبور يقمع أهالي المدينة لمدة 3 سنوات قبل ارتكابه المذبحة وذلك بسبب مظاهراتهم ضده ومازال بعض من شهودها أحياء غير الذي ذكره التقرير ويمكنهم الشهادة، فضلا عن أن أحد شركاء في المجزرة وهو رفعت الأسد مازال طليقا في أوروبا وهو الذي كان يفتخر بأنه قتل 38 ألفا في حماه.

المجزرة التي أفلت فيها حافظ الأسد من العدالة حتى وفاته انتهت في قلوب السوريين خوفا ورعبا من تكراره بعد أن حاصر المدينة وريفها 27 يوما، يقتل فيها الرجال والنساء بحجة وجود 250 من جماعة الإخوان المسلمين في حماه بعد أن استهدفوا قوة من الجيش في كمين، لدرجة أن تضع الأسر أفرادها القتلى في الشوارع لتأكل منها الهوام وتنهشها الكلاب.

الناجون من المجزرة أخبروا منظمة العفو الدولية كيف أنه وخلال السنوات التي سبقت الهجوم، عمد الجيش السوري إلى توسيع رقعة انتشار نقاط التفتيش في أنحاء المدينة، ونفذ عمليات متفرقة استهدفت المعارضة.

غير أنه ما من شيء حينها كان بإمكانه أن يجعل من سكان حماه بل سوريا جميعا قادرين على استيعاب حجم أحداث فبراير 1982 ووحشيتها. إلا أن سكان حماه استيقظوا ليل الثاني من فبراير 1982 على أصوات دوي تبادل كثيف لإطلاق النار، وذلك عقب قيام أنصار حركة الإخوان المسلمين بنصب كمين استهدف جنوداً سوريين.

وخلال الأسابيع التي تلت الحادثة، ولمدة 27 يوما، قُطعت إمدادات الغذاء والطاقة عن المدينة، واستمر إطلاق النيران دون توقف، ليعيش السكان المحاصرين في ظل خوف دائم.

وقال أحد سكان حماه سابقاً والذي يقيم الآن في لندن، عبد الهادي الراواني: “لم أتمكن من مغادرة منزلي إلا بعد مرور خمسة أيام؛ وساعدت في دفن جثمان امرأة حامل قبل أن أعود إلى المنزل”.

وأضاف عبد الهادي قائلاً: “في اليوم العاشر، غادرت المنزل مرة أخرى، غير أنني صُدمت مما رأيته من جثث، فما كان مني إلا أن قفلت راجعاً إلى البيت”.
في الأسبوع الثالث من الهجوم على حماه، دعى الجيشُ السكان إلى التوافد على مهرجان جماهيري حاشد تأييداً للنظام. وبحسب رواية عبد الهادي، قامت قوات الأمن بقتل أعداد كبيرة ممن آثروا البقاء داخل منازلهم بدلاً من المشاركة في تلك التظاهرة.

وقال عبد الهادي: “يشبه ما يحدث في سوريا هذه الأيام أحداث حماه عام 1982؛ حيث يطالب الشعب بالحرية، ولكنه يُجابه بقمع النظام”.

ولصحيفة “ميديابار” الفرنسية سجل خالد خاني كان يبلغ من العمر سبع سنوات عندما كان شاهدا على عدة مجازر ارتكبها النظام السوري في محافظة حماة خلال سنة 1982، ويعيش خالد حالياً لاجئا في فرنسا، علما بأنه كان من بين السوريين الستة الذين تقدموا بشكوى رسمية في المحاكم السويسرية للمطالبة بمحاسبة عم الدكتاتور السوري، رفعت الأسد.

والد اللاجئ السوري خالد كان معارضا، قبضت عليه المخابرات السورية إبان حكم حافظ الأسد، واقتلعت عينيه إلى أن مات جراء التعذيب الوحشي.
“لا مسؤول حتى اليوم عن هذه الكارثة البشرية” هذه شهادة خالد عن المجزرة التي ارتكبت بدعوى مطاردة 250 شخصا محسوبين على الإخوان المسلمين، وعليه اقتحم الجيش المدينة وقصفها بطائراته.

وبالرغم من اشتهار مجزرة حماة التي وقعت في 1982، إلا أن النظام السوري ارتكب مجازر عدة في مناطق مختلفة سبقت هذه المجزرة، وراح ضحيتها المئات من المواطنين من نساء وأطفال وشيوخ. ومن هذه المجازر مجزرة جسر الشغور في العاشر من مارس 1980، وقصفت بمدافع الهاون فهدم 30 بيتا على رؤوس ساكنيها، ومجزرة سرمدا التي قتل فيها حوالي 40 مواطناً، ومجزرة قرية كنصفرة، ومجزرة سجن تدمر وذلك في 27/6/1980 حيث تمت تصفية قرابة ألف معتقل في زنازينهم. ومجزرة حي المشارقة حيث قتلت صبيحة عيد الأضحى 83 مواطنا أنزلوا من شققهم وحصدت أرواحهم، ومجزرة سوق الأحد التي أودت بحياة 42 مواطناً وجرح 150 آخرين. ومجزرة الرقة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الذين لقوا حتفهم حرقاً بعدما جمع المعتقلون في مدرسة ثانوية وأضرمت النيران حولهم.

وأسفرت فترة مجزرة حماه -27 يوما- عن تدمير الأحياء وقتل السكان وإبادة الأسر، وإقامة المذابح اليومية ومنها؛ مجزرة حي حماة الجديدة، ومجزرة حي سوق الشجرة، ومجزرة حي البياض، ومجزرة سوق الطويل، ومجزرة حي الدباغة، ومجزرة حي الباشورة، ومجزرة حي العصيدة، ومجزرة حي الشمالية، ومجزرة حي الشرقية، ومجزرة حي البارودية، ومجزرة الجامع الجديد، ومجزرة مقبرة سريحين، ومجزرة معمل البورسلان، ومجزرة العميان، ومجزرة العلماء، ومجزرة الأطفال، ومجزرة الفتيات، ومجازر المستشفى الوطني.
سياسة | المصدر: الحرية و العدالة | تاريخ النشر : السبت 03 فبراير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com