Akhbar Alsabah اخبار الصباح

حرب ولاية سيناء ضد حماس خدمة جديدة للكيان الصهيوني

ولاية سيناء لم يكن سراً أن تنظيم "داعش" يكنّ عداءً لحركات المقاومة الفلسطينية، يزيد ربما عن عدائه للكيان الصهيوني نفسه، التي لا تحتل أولوية على لائحة أعدائه، مثلما تظهره أدبياته على كل حال. لكن التسجيل المصور الذي بثه "ولاية سيناء"، الفرع المصري للتنظيم، ويوثق إعدام فلسطيني بتهمة دعم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، ينقل حرب التنظيم ضد المقاومة الفلسطينية إلى مرحلة جديدة غير مسبوقة في شراستها، وفي خدمتها فعلياً للاحتلال الصهيوني.
وبات واضحاً من التسجيل الأخير لتنظيم "ولاية سيناء"، أن مرحلة جديدة بدأها مع "حماس"، المتمركزة في قطاع غزة، عنوانها الحصار بكل أنواعه، بعد أن تضمن التسجيل هجوماً لاذعاً على الحركة، وانتهى بإعدام أحد أفراده بزعم دعمه لكتائب القسام، عبر نقل الأسلحة إليها. وإمعاناً في الهجوم الواسع على "حماس"، أظهر التسجيل، وفقاً للمتحدث فيه، أن من أعدم العنصر الداعم للقسام هو من قطاع غزة، ومن أبناء القسام "التائبين" وفق ما قال المتحدث، في حين أكدت مصادر قبلية، لـ"العربي الجديد"، أن المتحدث ومنفذ عملية الإعدام من سكان مدينتي رفح وغزة. ورغم أن المواطن الذي أعدم، ويدعى موسى أبو زماط من سكان قرية المهدية جنوب مدينة رفح المصرية، قد نفذ الإعدام بحقه منذ شهر تقريباً، إلا أن التنظيم آثر الإعلان عن تهمته في الوقت الحالي، لتحقيق أهداف غير معلنة، رغم أن قتله أحدث حالة من التعجب لدى أهالي مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة.

ووفقاً لمصادر قبلية مطلعة بشكل مباشر على مجريات الحركة التجارية، المحدودة أصلاً، على الحدود بين سيناء وغزة، فإن حالة من الجفاف أصابت خطوط الإمداد الواصلة إلى غزة، بسبب الهجمة التي يشنها التنظيم ضد أي جهة أو شخص يحاول المساعدة في إيصال المواد إلى غزة. وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الأزمة المالية في قطاع غزة بدأت تطفو على السطح بشكل غير مسبوق، نظراً إلى أن "ولاية سيناء" يسيطر على غالبية المناطق التي يتم عبرها انتقال البضائع، كما أن العقوبات التي وضعها التنظيم في طريق من يقومون بعمليات النقل، كانت رادعة بالشكل الكافي لأن تصل إلى النتيجة الحالية. وبينت المصادر أن التنظيم عمم منذ عدة أشهر على العاملين في التهريب بعدم التعامل مع قطاع غزة، الذي كانت الحكومة التابعة لحركة "حماس" تسيطر عليه قبل تسلم حكومة التوافق الفلسطينية مهامها مطلع نوفمبر الماضي. وجاء ذلك كله إثر التقارب الذي حصل بين "حماس" والاستخبارات المصرية في يونيو الماضي، والذي على أثره أقامت الحركة، منطقة عازلة على الحدود الفاصلة بين رفح المصرية والفلسطينية، مع تشديد الإجراءات الأمنية، والتي كان لها أثر واضح على الحالة الأمنية في المنطقة. يشار إلى أن التسجيل المصور لم يشر إلى الأمن المصري بصفته العدو الأول للتنظيم في سيناء، فيما استدرك في نهاية التسجيل أن يتحدث عن الكيان الصهيوني وتهديده على عجل، بينما أفردت بقية المساحة لمهاجمة حركة "حماس" والمقاومة الفلسطينية، وإلصاق التهم بها.

وفي التعليق على ذلك، يقول باحث في شؤون سيناء إن التنظيم غضّ الطرف لسنوات عن خطوط الإمداد الواصلة إلى حركة "حماس" عبر سيناء، إلا أنه في المرحلة التي شعر فيها بأن "حماس" بدأت تحاربه بشكل فعلي، بالتضييق على أنصاره في غزة، ومنعهم من التسلل إلى سيناء عبر الحدود، بدأ بالرد على ذلك من خلال فرض حصار حقيقي على طرق الإمداد إلى القطاع. وأشار إلى أنه في الوقت الحالي، وبعدما أصبحت العلاقة بين "حماس" والاستخبارات المصرية قوية، وذات تأثير مباشر على قوة التنظيم في سيناء، بات لزاماً عليه الرد على ما يجري، للحيلولة دون استمرار تأثير التفاهمات التي جرت بين الطرفين على مستقبل "ولاية سيناء" في مراحل لاحقة. وأكد أن ذلك يفرض على الاستخبارات المصرية أن تساعد حركة "حماس" للخروج من المأزق المالي الذي وصلت إليه بسبب حصار التنظيم لخطوط الإمداد، على أساس أن العلاقة المتطورة معها كانت السبب الأبرز في وقوع الحركة في صدام مباشر مع التنظيم. يشار إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة إلى حركة "حماس" في غزة ما زالت تعتقل العشرات من أنصار تنظيم "داعش"، والذين ألقت القبض عليهم في حملات أمنية متكررة خلال السنوات الماضية.
سياسة | المصدر: العربي الجديد | تاريخ النشر : الجمعة 05 يناير 2018
أحدث الأخبار (سياسة)
يمكنكم متابعة احدث اخبارنا عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى المختلفة
facebooktwitterRss
®أخبار الصباح AkhbarAlsabah.com